لم يعد علي عبد الله عفاش الدم من السعودية ليساعد شعبه على تجاوز محنه ولكنه عاد ليدخل بلاده في مشروع من الفوضى لا نهاية له...رجل لا يعرف سوى القتل والدمار..دمار في تعز ودمار في ارحب وفي نهم وفي ابين وفي كل ركن في اليمن..تفائل الناس خيرا بالدعوة الى انتخابات مبكرة وبتكليف محمد سالم باسندوة لقيادة حكومة وفاق وطني من قوى المعارضة والسلطة رغم انه في الـ77 من العمر ولا يملك اي صلاحيات في اختيار حتى مجرد وزير واحد.
وبينما تطلع الناس الى بداية عهد جديد يصر صالح على شد الجميع الى الخلف حتى تحول عهده في اليمن الى لعنة على كل اليمنيين. وبدأت الأخطاء التي يدفع صالح بالناس نحوها ويتجاوبون معه خوفا من الخراب والدمار الذي سيلحق بالبلاد لكن كل تجاوب مع صالح يقود الى وضع أسوأ..
وكان اول خطأ ارتكبته القوى السياسية هو الإتفاق على تقاسم حكومة يبلغ عدد حقائبها الوزارية 35 حقيبة مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي اسسه صالح رغم ان اليمن تحول في عهد صالح الى بلد يتسول كل شيىء من الخارج ولم ينمو في عهد صالح سوى الفساد والبلطجة..35 حقيبة الهدف منها الإرضاء وتوسيع رقعة الفساد لتشمل لاعبين جدد وكان الثورة الشبابية لم تقم لتقضي على الفساد الذي اسسه صالح ورباه قصرا بعد قصر وشركة بعد شركة وبئر نفط بعد اخرى وانما لتعمل على توسيع دائرة الفساد.
وزادت المعارضة الطين بلة عندما راحت تخرج بعض الأشخاص من مواقعهم في مجلس النواب حيث يمكنهم ان يمارسوا دورا هاما وتضعهم في وزارات من الواضح ان بعضهم لايمتلك ادنى حد من الخبرة في عملها..
اما الخطأ الثاني فقد تمثل في تشكيل حكومة لا تعكس في تكوينها ادراكا لطبيعة التحديات التي تواجه الوحدة الوطنية وخصوصا في الشمال وفي الجنوب. ورغم ان المعارضة طرحت اسماء لم يعرف عنها التلوث بالفساد الا انه ليس من الواضح ان تلك الأسماء هي ما تحتاجه البلاد في هذه المرحلة.
ويبدو ان صالح اطلق رصاصة الرحمة على حكومة باسندوة عندما حشد الى صفوفها عتاولة الإجرام واللصوصية والملوثة ايديهم بدماء الشباب في مخالفة واضحة للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وللقانون الدولي. المعيار الوحيد لإختيار ممثلي اسرة صالح، وليس ممثلي حزبه الذي اثبت دائما بانه ليس حزبا وانما مجموعة من المرتزقة يعملون كمأجورين لأسرة صالح، هو الولاء للأسرة والولاء فقط. ويمنح الموالين للأسرة رخصة بالسرقة والقتل وممارسة كافة اشكال البلطجة. كما دفع صالح ايضا بوزراء اكل عليهم الدهر وشرب وبعضهم قضى في الحكومة حتى الان بين 10 و15 سنة وليس من بينهم شخصا واحد غير ملطخ بالفساد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق