ظن الناس بعد توقيع علي صالح على المبادرة الخليجية وتوقيع القوى السياسية اليمنية على اليتها التنفيذية ان الرجل الذي يكذب كما يتنفس قد عاد الى رشده وقرر ان يصدق مع نفسه ومع شعبه الذي تحمل كافة صنوف العذاب خلال سنوات حكمه ولو لمرة واحدة . كل حرف في الألية التنفيذية للمبادرة الخليجية يقول ان عهد صالح ولى وانتهى وان الرجل الذي يظن نفسه اشطر من زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي وكل اليمنيين وكل رؤوساء العالم يثبت المرة تلو الأخرى ان الطبع غلب التطبع وانه يبحث لنفسه والمقربين منه عن نهاية أكثر سوءا من النهاية التي آل اليها سابقيه.
فصالح الذي قبل ووقع على عملية الخلع سارع بعد ثوان من التوقيع ليلقي خطابه الشهير المليىء بالحقد والكراهية والذي ينم عن هوس بالسطة وعن طبيعة لا تعرف سوى التضليل والخداع وليت الأمر اقتصر على ذلك. لكنه زاد على ذلك بان عاد الى البلاد ليلعب دور طرزان على سكان تعز العزل من السلاح وليمارس عملية القتل ضد ابناء شعبه لا لشيىء ولكن للإنتقام منهم لإنهم خلعوه من حياتهم ..طلقوه بعدد المظاهرات والمسيرات التي نظموها..
وها هو صالح الذي يلبس حزاما ناسفا يهدد به الجميع يعرقل المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية في استهزء واضح بشعبه، وبجيران اليمن، والمجتمع الدولي. وفي حين تنص الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية على ان يتم خلال 5 ايام من تاريخ التوقيع على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية تشكيل اللجنة العسكرية التي ستتولى ايقاف المواجهات وسحب الوحدات العسكرية من الشوارع وازالة الإستحداثات فان صالح ما زال وبالمخالفة الواضحة للمبادرة كما تؤكد المعلومات يمنع حزبه من تقديم اسماء مرشحيه في عضوية اللجنة لنائب الرئيس وما زال بالتالي يعرقل عملية تشكيل اللجنة للحصول على المزيد من الوقت ليمارس هوايته في القتل. ويظن صالح ان المبادرة الخليجية هي عبارة عن رخصة بالقتل لليمنيين وان النهاية ستكون اما قتل شعبه ليتمكن من حكمه بالحديد والنار او التمتع بالحصانات والإمتيازات .
ويمضي صالح في غيه وفي مراوغاته، ويخطأ صالح الف مرة في قراءة العالم من حوله. وفي حين يجلس اعضاء حزبه وفي مقدمتهم الدكتور عبد الكريم الإرياني والدكتور ابو بكر القربي للتفاوض مع المعارضة حول ترتيبات المرحلة المقبلة، فان صالح يقصف بكل حقد الدنيا مدينة تعز وبشكل عشوائي وهدفه الوحيد دفع المعارضة الى الإنسحاب من المفاوضات وافشال الجهود الدولية لوضع نهاية للقتل الذي يمارسه هو وافراد اسرته.
ولا تتوقف مؤامرات صالح وحلفائه الجدد الذين يحاولون استغلال الحالة البائسة التي وصل اليها لتحقيق اهداف داخلية وخارجية ليس من بينها الحفاظ على نظام صالح الذي مات وشبع موتا. ويظن صالح الذي يثبت المرة تلو الأخرى انه ما زال غير صالح ان بامكانه ان يعرقل جهود تشكيل حكومة الوفاق الوطني عن طريق حشد اللصوص والبلاطجة الذين يمثلون علامة مميزة لفترة حكمه اوعن طريق التأخر في تقديم الأسماء التي تمثل حزبه في حكومة الوفاق او عن طريق نهب الوزارات وحرقها والإستيلاء على تجهيزاتها ..ووحدها الأيام ستثبت لصالح كم هو مخطأ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق