ترك تحالف الخسة
والدناءة السعودي الاماراتي الساحل الغربي لليمن بطوله الممتد لمئات الكيلومترات وقرر
شن حرب على الحديدة، مدينة الفقراء والبسطاء،
مبررا عدوانه باسباب أمنية تتعلق باستخدام الحوثيين لميناء الحديدة في تهريب الصواريخ
الايرانية التي تستهدف المدن السعودية، والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي التالي:
1- يسعى السعوديون
والاماراتيون بدعم من النازية في واشنطن ولندن وتل ابيب وعواصم أخرى إلى استدامة الحرب
الدائرة بين اليمنيين لعشرات السنين حتى يقضون على بعضهم، لكن استدامة الحرب لن تتحقق
سوى بدفع الأطراف اليمنية نحو الداخل لتقتل بعضها بعيدا عن المناطق الساحلية التي يتصف
الوضع فيها بالحساسية. أن تحويل جبهة الساحل الغربي الى جبهة مشابهة لتعز ونهم ومارب
وصعدة وهي كلها جبهات داخلية صممت بطريقة يمكن للتحالف مراقبتها بسهولة ومنع اي طرف
فيها من تحقيق الحسم هو الانجاز الذي يسعى التحالف لتحقيقه وذلك بهدف تقليل المخاطر
والحد من المفاجاءات.
2. بالنسبة للصواريخ
الإيرانية فستستمر في الوصول إلى الحوثيين وفي استهداف المدن السعودية، حتى لو نزع
منهم ميناء الحديدة، لسببين على الأقل الأول أنه من المستحيل أن يسيطر التحالف الذي
يعتمد بشكل اساسي على المرتزقة على السواحل
اليمنية الطويلة على البحر الأحمر وخليج عدن
فعليا، والثاني هو أن صواريخ الحوثي (الإيرانية حتى ولو كانت روسية أو كورية) تؤدي
دورا هاما للنظام الحاكم في السعودية في مرحلة يمر خلالها بأخطر أزماته على الإطلاق.
وباختصار، سيستمر وصول الصواريخ إلى الحوثيين حتى لو أضطر السعوديون والاماراتيون بان
يوصلوها للحوثيين بانفسهم.
3. لا علاقة للحرب
الجارية في كل الجبهات بما في ذلك الحديدة بالحسم العسكري، وقد كان التحالف واضحا في
هذه المسألة بالتحديد حيث أعلن بشكل مستمر ومتكرر بأنه لا يسعى للحسم العسكري ويمكن أن يكون هذا الاعلان هو ابرز التزام قدمه
التحالف للمجتمع الدولي وحافظ عليه على طول الخط وسيستمر في المحافظة عليه. ويمكن الذهاب
ابعد من ذلك إلى القول بأن الحسم العسكري من وجهة نظر النظام السعودي القائم وداعميه
من الصليبيين والصهاينة الجدد يمثل أخطر تهديد
للأسرة الحاكمة.
4. لا علاقة للحرب
التي تستهدف مدينة الحديدة بمرتبات موظفي الدولة التي اوقفت السعودية والامارات دفعها
رغم مئات المليارات التي تم طبعها. فحتى لو سيطر السعوديون والاماراتيون على موارد
ميناء الحديدة، فلن تدفع المرتبات لإن ايقاف المرتبات يرتبط بسياسات التحديث التي يتبعها
بن سلمان وبن زايد باشراف أمريكي اسرائيلي والتي تحمل ابعاد كثيرة أهمها النظر الى
الجيل القائم في اليمن (وفي سائر الدول العربية بما في ذلك السعودية) بانه جيل متطرف
ومتشدد وان تغييره لن يتحقق الا بافنئاه في جبهات الحرب، أو بتطويعه عن طريق التجويع،
وبحيث يقبل بالقيم والثقافة الغربية ويكون
مستعدا ان يقود على محارمه من اجل البقاء على قيد الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق