(4)
عبر السعوديون عن خيبة أملهم من الطريقة التي تتعامل بها إدارة ترامب
بشأن الحرب في اليمن ومن التناقضات التي تظهر في مواقفها. ففي حين تتبنى
مواقف متشددة من التدخلات الإيرانية في البلاد العربية، وبادرت بشجاعة إلى
إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، فإنها عندما يقرر حلفاؤها في المنطقة
التخفيف من حدة التهديد المتزايد الذي يمثله الحوثيون المدعومون من إيران
على أمنهم، تلجأ إلى تبني مواقف رمادية يصعب فهمها.
وفند الجانب
السعودي النقاط الأربع التي طرحها الجانب الأمريكي نقطة نقطة. بالنسبة
للنقطة الأولى، فقد رد السعوديون أن الأجل الطويل في حال الحرب الدائرة قد
يكون مكلفا جدا إن لم يكن للسعودية كدولة، فللنظام الجديد. وأبدى
السعوديون شكا كبيرا في قدرة الحرب في اليمن على توفير الغطاء الذي يتم
الحديث عنه بالنسبة للمستقبل وخصوصا بعد تطورات يوم 4 نوفمبر وما سببته
قضية الحريري من إحراج للمملكة.
لكن السعوديين أكدوا من جديد أنهم
لا يسعون إلى الحسم العسكري ويدركون حساسية مثل هذا الأمر غير أنهم يريدون
ضمان عدم تطور الأمور بطريقة غير محسوبة وخصوصا في ظل بقاء الحوثيين في
الساحل الغربي وما يجنونه من أموال طائلة من ميناء الحديدة يخشى أنه يتم
توظيفها للحصول على أسلحة حديثة أو العمل على تطوير ما لديهم من أسلحة،
وبطريقة تحرف الحرب بالفعل عن اي مسارات رسمت لها بداية.
ورد
السعوديون على النقطة الثانية أن على حلفاء بلادهم، أن لا ينسوا اسم الطرف
الذي أعلن الحرب ويقوم بقيادة التحالف، والذي يتوجه إليه اليمنيون في
معسكر الشرعية بالخطاب. وأكد السعوديون أنهم يواجهون بشكل متزايد صعوبات
في التعاطي مع الحكومة الشرعية التي صور التدخل منذ البداية على أنه تم
بطلب منها ولنصرتها وان السياسات التي تنفذها الإمارات بالتنسيق مع
الولايات المتحدة في المناطق المحررة وخصوصا في التعاطي مع الشرعية
واغتيال أئمة المساجد وحلفاء السعودية من السلفيين لا تسهل المهمة بالنسبة
للسعودية، وأن المواطنين السعوديين يتلقون بشكل مستمر ضخا إعلاميا حول
الممارسات الإماراتية والأمريكية التي تتم بغطاء سعودي، وأن الحكومة
السعودية تخشى أن تتسع دائرة السعوديين المعارضين للحرب، وأن تقييماتها
تشير إلى تحولات واسعة في الرأي العام اليمني وبين النخب اليمنية بمختلف
توجهاتها بما فيها تلك النخب التي أخذت منذ البداية جانب السعودية.
وأشار الجانب السعودي إلى أنه في الوقت الذي يلتزم فيه ولي العهد بما تم
التوصل إليه من تفاهمات بشأن ترتيب وضع الشرعية في المرحلة الحالية، فإن
الملك ما زال صاحب السلطة الكاملة ويستمع إلى بعض الأصوات التي تتمكن حينما
يغيب عن المملكة من الوصول إلى الملك بطريقة أو بأخرى وإقناعه بتغيير بعض
المواقف والسياسات.
وأبدى الجانب السعودي دهشته لما يذهب إليه
الأمريكيون في النقطة الثالثة مشيرا إلى أنه يتناقض بشكل كلي مع النجاحات
التي يحققها الأمريكيون في محاربة الإرهاب في المناطق المحررة مقارنة
بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مشيرا إلى أن ما يتم في المحافظات
الجنوبية لا يختلف عن ما مارسه الأمريكيون في سجن ابو غريب في العراق، وأن
هناك من يشبه تعامل الأحزمة الأمنية في محافظات الجنوب مع أبناء الشمال
بتعامل حكومة إسرائيل مع الفلسطينين.
أما بالنسبة للنقطة الرابعة
فقد طلب السعوديون توضيحا حول ما يعنيه الأمريكيون بان "الحسم العسكري"
يمثل تهديدا لمصالحهم، مؤكدين استغرابهم من وجود مصالح للأمريكيين ليسوا
على علم بها وتتناقض مع المصالح السعودية. وأضاف احد المشاركين السعوديين
وكان اكثر حدة من غيره أن بلاده تشعر أحيانا بأن الأمريكيين يتعاملون وكأن
اليمن دولة المكسيك، وهذا الدور حديث العهد يتناقض مع الالتزامات التاريخية
للأمريكيين قبل السعودية فيما يتصل باليمن.
(5)
ذهب الجانب الأمريكي في رده على مداخلات الجانب السعودي إلى أن بلاده
تتفهم المخاوف السعودية بشأن الحديدة ومينائها وأنها على استعداد للعمل مع
السعوديين لإيجاد مخارج ولو من باب كسب الوقت وإخضاع الوضع للمزيد من
الدراسة والتمحيص.
وقال أن أكثر ما يقلق بلاده هو أن يؤدي سقوط
الساحل الغربي إلى خروج الأمور عن السيطرة أو أن يستدعي تدخلات لصالح
الحوثيين من قبل قوى دولية بشكل أو بآخر نتيجة لما قد تشعر به تلك القوى من
تهديد لمصالحها مذكرا أنه من وجهة نظر
بلاده أن استمرار أي حرب ذات هدف سام كتلك التي تجري الآن في اليمن بحاجة
إلى طرفين على الأقل يتوفر لكل منهما قدرا كبيرا من مشاعر الكراهية تجاه
بعضهما بالإضافة إلى الموارد.
وأضاف الجانب الأمريكي أن الحرب في اليمن لا تدار من قبل الرئيس ترامب أو
الحزب الجمهوري وأن الديمقراطيين يلعبون دورا كبيرا فيها ولهم تصوراتهم
التي قد تختلف تماما عن مواقف وتصورات الجمهوريين ناهيك عن دور الإعلام
الليبرالي وما يمكن أن يسببه من صداع. كما أن الأوروبيين يلعبون دورا هاما
في موضوع ميناء الحديدة والحرب في اليمن إجمالا، ولا تستطع الولايات
المتحدة تجاهل مواقفهم.
وأكد أن على السعوديين أن لا ينسوا أبدا أن الحرب التي يشنها التحالف على اليمن بدءوها بالشراكة مع إدارة اوباما الذي كان يتبنى سياسات داعمة ومنحازة لإيران وان الحرب أعلنت من مؤتمر صحفي عقد في واشنطن.
وأكد الجانب الأمريكي، في بحثه عن مخارج من الوضع، أن السعودية ستنشغل خلال الأسابيع القادمة بموسم الحجم وأن الأمريكيين يتمنون أن يتم تجميد النقاشات وتهدئة العمليات على الأرض في الساحل الغربي حتى مطلع العام القادم لأن الأشهر القليلة القادمة ستشهد انتخابات نوفمبر 2018، وهي أهم انتخابات تشهدها أمريكا منذ فوز ترامب بالرئاسة وان تلك الانتخابات ستحدد أشياء كثيرة، ولا تريد إدارة ترامب أي تأثيرات سلبية غير متوقعة على تلك الانتخابات.
وبالنسبة لموضوع "الشرعية"، فقد أبدى الجانب الأمريكي استغرابه من ما يشهده الموقف السعودي من تذبذب وتحولات مفاجئة تناقض ما تم الاتفاق عليه منذ وقت مبكر حول الدور الذي ينبغي أن تلعبه الشرعية والحدود التي يجب إلا يتجاوزها مشيرا إلى أن الحرب وصلت إلى مرحلة كسبت فيها شرعيتها الخاصة ولم تعد بحاجة إلى مباركة من أي طرف. وفي حين أبدى تفهمه لما يعانيه ولي العهد السعودي من تدخل أطراف في الأسرة لتغيير الموقف عن طريق السياسات، فقد أكد الجانب الأمريكي مجددا على أهمية إبقاء ما يسمى بالشرعية في الظل وعدم تمكينها من تصدر المشهد محذرا من طموحات هادي ومساعيه لبناء قوات عسكرية ذات أساس وولاء عصبوي وما يمكن أن يمثله ذلك من تهديد مستقبلي لا يقل في خطره عن التهديد الذي تمثله الجماعات المتطرفة، مضيفا أن تصفية مثل تلك القوات يمثل أولوية ينبغي التركيز عليها.
أعاد الجانب الأمريكي التذكير بأن خالد بحاح الذي يحتفظ التحالف والأمريكيين بعلاقات جيدة معه كان وسيظل يمثل الشخصية المناسبة للقيام بدور مستقبلي ناصحا السعوديين بالإبقاء على خطوط مفتوحة معه وبناء الإجماع حوله داخل الدائرة الضيقة للحكم موضحا بأن أمثال بحاح من شخصيات مدنية يمكن إحضارهم إلى المشهد أو إخراجهم منه دون دفع الكثير من التكاليف وان هذا النوع من الكادر السياسي وليس مراكز القوى هو الذي سيدير اليمن مستقبلا.
كما نوه المتحدث على سبيل الإضافة، أن قيادات المجلس الانتقالي، وبعض أقارب الرئيس السابق يمكن أن يلعبوا أدوارا في كبح جماح الشرعية، ومنعها من الانحراف بمسار الحرب في أي اتجاه كان خدمة لمشاريعها الخاصة وبعيدا عن الاستراتيجيات المحكمة للتحالف. وأكد الجانب الأمريكي أن بلاده حريصة على العمل، بالتعاون مع حلفائها، على إيجاد بدائل ومنافسين لرموز وقيادات الشرعية وكذلك للحوثييين ولكافة الجماعات التقليدية والصاعدة حتى لا يصبح الأمن الإقليمي والدولي رهينة بيد طرف معين، وحتى لا يتمكن أي طرف من التحول إلى عبء.
وأكد أن على السعوديين أن لا ينسوا أبدا أن الحرب التي يشنها التحالف على اليمن بدءوها بالشراكة مع إدارة اوباما الذي كان يتبنى سياسات داعمة ومنحازة لإيران وان الحرب أعلنت من مؤتمر صحفي عقد في واشنطن.
وأكد الجانب الأمريكي، في بحثه عن مخارج من الوضع، أن السعودية ستنشغل خلال الأسابيع القادمة بموسم الحجم وأن الأمريكيين يتمنون أن يتم تجميد النقاشات وتهدئة العمليات على الأرض في الساحل الغربي حتى مطلع العام القادم لأن الأشهر القليلة القادمة ستشهد انتخابات نوفمبر 2018، وهي أهم انتخابات تشهدها أمريكا منذ فوز ترامب بالرئاسة وان تلك الانتخابات ستحدد أشياء كثيرة، ولا تريد إدارة ترامب أي تأثيرات سلبية غير متوقعة على تلك الانتخابات.
وبالنسبة لموضوع "الشرعية"، فقد أبدى الجانب الأمريكي استغرابه من ما يشهده الموقف السعودي من تذبذب وتحولات مفاجئة تناقض ما تم الاتفاق عليه منذ وقت مبكر حول الدور الذي ينبغي أن تلعبه الشرعية والحدود التي يجب إلا يتجاوزها مشيرا إلى أن الحرب وصلت إلى مرحلة كسبت فيها شرعيتها الخاصة ولم تعد بحاجة إلى مباركة من أي طرف. وفي حين أبدى تفهمه لما يعانيه ولي العهد السعودي من تدخل أطراف في الأسرة لتغيير الموقف عن طريق السياسات، فقد أكد الجانب الأمريكي مجددا على أهمية إبقاء ما يسمى بالشرعية في الظل وعدم تمكينها من تصدر المشهد محذرا من طموحات هادي ومساعيه لبناء قوات عسكرية ذات أساس وولاء عصبوي وما يمكن أن يمثله ذلك من تهديد مستقبلي لا يقل في خطره عن التهديد الذي تمثله الجماعات المتطرفة، مضيفا أن تصفية مثل تلك القوات يمثل أولوية ينبغي التركيز عليها.
(6)
أعاد الجانب الأمريكي التذكير بأن خالد بحاح الذي يحتفظ التحالف والأمريكيين بعلاقات جيدة معه كان وسيظل يمثل الشخصية المناسبة للقيام بدور مستقبلي ناصحا السعوديين بالإبقاء على خطوط مفتوحة معه وبناء الإجماع حوله داخل الدائرة الضيقة للحكم موضحا بأن أمثال بحاح من شخصيات مدنية يمكن إحضارهم إلى المشهد أو إخراجهم منه دون دفع الكثير من التكاليف وان هذا النوع من الكادر السياسي وليس مراكز القوى هو الذي سيدير اليمن مستقبلا.
كما نوه المتحدث على سبيل الإضافة، أن قيادات المجلس الانتقالي، وبعض أقارب الرئيس السابق يمكن أن يلعبوا أدوارا في كبح جماح الشرعية، ومنعها من الانحراف بمسار الحرب في أي اتجاه كان خدمة لمشاريعها الخاصة وبعيدا عن الاستراتيجيات المحكمة للتحالف. وأكد الجانب الأمريكي أن بلاده حريصة على العمل، بالتعاون مع حلفائها، على إيجاد بدائل ومنافسين لرموز وقيادات الشرعية وكذلك للحوثييين ولكافة الجماعات التقليدية والصاعدة حتى لا يصبح الأمن الإقليمي والدولي رهينة بيد طرف معين، وحتى لا يتمكن أي طرف من التحول إلى عبء.
وأشار الجانب الأمريكي في هذا الصدد إلى أهمية استمرار الناشطين على
الشبكات الاجتماعية والمواقع التي تديرها الأجهزة الأمنية للتحالف بشكل خفي
وكذلك القنوات الفضائية في ضخ الأخبار حول فساد الشرعية والحوثيين والمجلس
الانتقالي ونائب الرئيس واسرة الرئيس السابق، وأن يتوازى ذلك مع منهجية
للدعم لتلك الجماعات تتضمن عملية إفساد منظم وموثق تشجع على المحسوبية
والنهب وتعيين الأقارب وتخصيص مرتبات كبيرة ونهب الأموال وأن يتم استخدام
كل ذلك في الحملة الدعائية، وذلك بهدف إضعاف شعبية كل تلك الجماعات في أعين
اليمنيين وحرمانها من أي دعم شعبي يمكن ان تحصل عليه محليا أو على المستوى
الوطني بفعل الحرب وذلك حتى تبقى اليد العليا والكلمة الأولى والأخيرة
للتحالف الداعم وأصدقائه. وحذر من أن أي تهاون في هذا الجانب وخصوصا في
الظروف الحالية يمكن أن تكون له تكلفته العالية.
كما شدد الجانب الأمريكي أيضا على أن تركز العمليات النفسية على منع أي تقارب بين الجماعات وداخل كل جماعة وأن يتم إضعاف كل جماعة عن طريق خلق التيارات داخلها والدفع بقيادات متناقضة ومتصارعة في المواقع الرئيسية، وأن يكون الرابط الوحيد الذي يجمع أفراد كل جماعة أو قوة والمحفز الرئيس للإنجاز هو الولاء للطرف الراعي له ضمن التحالف.
ورد المشاركون من الجانب الأمريكي على استيضاحات السعوديين حول المصالح الأمريكية التي يمكن أن تتعرض للتهديد بأنهم يعبرون عن مواقف بلادهم كما تم توجيههم بالتعبير عنها وأنهم سينقلون إلى رؤسائهم مطالب السعوديين بالتوضيحات مؤكدين من حيث المبدأ انه من الطبيعي أن تكون الزوايا التي تنظر منها الولايات المتحدة إلى الوضع في اليمن مختلفة عن تلك التي ينظر بها السعوديون.
كما شدد الجانب الأمريكي أيضا على أن تركز العمليات النفسية على منع أي تقارب بين الجماعات وداخل كل جماعة وأن يتم إضعاف كل جماعة عن طريق خلق التيارات داخلها والدفع بقيادات متناقضة ومتصارعة في المواقع الرئيسية، وأن يكون الرابط الوحيد الذي يجمع أفراد كل جماعة أو قوة والمحفز الرئيس للإنجاز هو الولاء للطرف الراعي له ضمن التحالف.
ورد المشاركون من الجانب الأمريكي على استيضاحات السعوديين حول المصالح الأمريكية التي يمكن أن تتعرض للتهديد بأنهم يعبرون عن مواقف بلادهم كما تم توجيههم بالتعبير عنها وأنهم سينقلون إلى رؤسائهم مطالب السعوديين بالتوضيحات مؤكدين من حيث المبدأ انه من الطبيعي أن تكون الزوايا التي تنظر منها الولايات المتحدة إلى الوضع في اليمن مختلفة عن تلك التي ينظر بها السعوديون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق