تحاول اطراف داخلية وخارجية عديدة نقل السلطة الى عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس الحالي وتتويجه كرئيس انتقالي يحظى بتوافق جميع القوى السياسية في الداخل ودعم شركاء اليمن في الخارج.. لكن الواضح ان نقطة قوة هادي هي ذاتها نقطة ضعفه. فهادي الذي يحظى بدعم الجيش الموالي للثورة وفي مقدمته اللواء ركن علي محسن الأحمر وهو الدعم الذي سيحتاجه في مواجهة ميليشيات اقارب الصالح يحظى ايضا بمعارضة قوية داخل الحزب الحاكم ان لم يكن لأسباب اخرى فلإنه مدعوم من محسن.
والمعارضة لهادي ذات بعد اجتماعي وليس فقط سياسي وهي تضم بيوت هامة وتيارات سياسية هاشمية وبكيلية مؤثرة داخل السلطة وخارجها وينظر معارضو هادي اليه على انه سيكون مجرد واجهة للتغطية على هيمنة علي محسن وقبيلة حاشد والنفوذ السعودي في اليمن. وتملك التيارات المناهضة لهادي نفوذا واسعا داخل دوائر صنع القرار الأمريكي الى الحد الذي يصعب معه تخيل قبول الأمريكيين بهادي دون قبول تلك التيارات به.
وصحيح ان هناك عدد قليل من الأفراد يمكن ان يحظوا بالحد الأدنى من الإجماع المطلوب وخصوصا اجماع التيارات المرتبطة بالسعودية وتلك المرتبطة بالولايات المتحدة الإ ان بناء ذلك الإجماع قد يستغرق وقتا طويلا وهو ما لا تملكه اليمن.
ولذلك فان افضل الخيارات المتاحة لليمن خلال المرحلة الإنتقالية هو بناء مجلس انتقالي مدني عسكري متوازن في التمثيل ومن شخصيات تؤمن بالتعددية وقادرة على التوافق فيما بينها وتجنيب البلاد الإحتراب الأهلي ووضع اللبنات الأولى للدولة المدنية في اليمن..
وبينما قد يجد البعض في القريب العاجل في القذائف الصاروخية واغتيال القيادات السياسية طريقا لبناء الإجماع السياسي لهذا الطرف أو ذاك الإ ان ذلك الطريق لن يقود سوى الى الإحتراب الأهلي ولن يخلق سوى المزيد من الأحقاد في اوساط الجماعات اليمنية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق