غادر محمد سالم باسندوة اليمن يوم 9 يناير متوجها الى السعودية ومنها الى دول خليجية أخرى بعد ان قدم مشروع الحصانات لصالح الى مجلس النواب وعلى امل ان يعود وقد حسمت القوى السياسية امرها دون ان يضطر هو شخصيا الى الذهاب الى مجلس النواب لإستجداء الحصانات لصالح او لغيره. لكن المثير ان القوى السياسية اليمنية جميعها فشلت في حسم القضيتين اللتين تركهما باسندوة خلف ظهره وهما قضية قانون الحصانات لصالح وقضية تركية عبد ربه منصور هادي كمرشح توافقي للإنتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير القادم. وبغياب باسندوة شهد الوضع السياسي اليمني توترا لم يسبق له مثيل منذ تولي حكومة باسندوة لزمام الأمور. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد. بل ذهب احد الأطراف ابعد من ذلك وقام بتسليم مدينة رداع بمحافظة البيضاء لجماعة القاعدة. وبدا مستقبل المبادرة الخليجية خلال الأيام الأخيرة في مهب الريح.
وكنت شخصيا اشعر بالقلق من غياب باسندوة واخشى ان يطول غيابه مما يؤدي بقوى الشر الى تسليم العاصمة صنعاء ذاتها الى جماعات القاعدة. لكن باسندوة عاد بسرعة وبرهن على انه رجل المرحلة بالفعل وانه مستعد ان يذهب في تقديم التضحية في سبيل اليمن الى ابعد حد ممكن. وتمكن باسندوة بالفعل وبتعاون الجميع من تجاوز عقبتي قانون الحصانات وتزكية هادي ليشعر الجميع من جديد، بعد ازاحة اكبر العقبات التي كانت تعترض المضي في تنفيذ المبادرة الخليجية الى النهاية، بانفراج كبير في الوضع السياسي.
ومن المؤسف ان البعض لم يعجبه بكاء باسندوة امام نواب الشعب، وهو يصف المخاطر التي تواجه اليمن ويحث القوى السياسية على اتخاذ قرارات جريئة وصعبة وحاسمة، وقد سارع ذلك البعض الى تأويل دموع باسندوة وتحميلها اكثر مما تحتمل. وتمادى بعض ذلك البعض فامتشق سيف الأحكام المسبقة والجاهزة على المستقبل دون مراعاة لحقيقة ان باسندوة ما زال في اول الطريق وانه يواجه كل اصناف العقبات التي يزرعها النظام امام حكومته. وليس مطلوبا من احد ان يوقع لباسندوة وحكومته شيكا بالدعم على بياض، وما هو مطلوب من الجميع هو اعطاء فرصة لحكومة باسندوة ليس لمدة 34 عاما ولا حتى لخمس سنوات ولكن لستة اشهر على الأكثر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق