تقوم مؤسسة فريدرتش ايبرت الألمانية وهي شريك هام لمنتدى التنمية السياسية بصنعاء لصاحبه علي سيف حسن (وشهرته في الفيس بوك عمو عليِِ Amoo Ali )وشريك بالتبعية لمشروع الدعم الفني للحوار الوطني لصاحبه علي سيف حسن ايضا بتوزيع كتيب باللغة العربية على نحو واسع بعنوان "مقدمة عن الفدرالية" لمؤلفه الكندي جورج اندرسون الذي يعمل خبيرا في الإمم المتحدة.
ومؤلف الكتيب، اندرسون، هو نفسه خبير الأمم المتحدة الذي يقوم بتدريب اعضاء مؤتمر الحوار الوطني في اليمن على بناء الدول.. وهو ما يعني ان الكتيب هو المنهج المقرر على اعضاء مؤتمر الحوار وعلى كل يمني يرغب في التعلم والإستفادة من دعم علي سيف حسن لمؤتمر الحوار الوطني.
وبالطبع فان المتوقع حتى في كتيب صغير مثل هذا يبدو اقرب ما يكون الى مجموعة من شرائح العرض التي دمجت مع بعضها ان يتم مناقشة نقاط محددة وبترتيب معين وخصوصا وان الكتيب يستهدف من جهة رفع وعي مجموعة كبيرة من الناس لتشكل راي عام ضاغط ؛ ومن جهة ثانية مجموعة صغيرة ولكن مهمة من الناس وهم اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذين سيبنون الدولة اليمنية الجديدة. وفي الحد الأدنى فإن المفترض ان يتضمن الكتيب، الذي تقول مقدمته بانه يستهدف رجال السياسة، المسئولين الحكوميين، الصحافيين، واعضاء المنظمات غير الحكومية والدولية والمواطنيين المعنيين بالأمر، بشكل اساسي النقاط التالية:
- تعريف المقصود بشكل الدولة ويسمى بالعربية ايضا هيكل الدولة
- تعريف كل من الشكل الإتحادي (الفدرالي) والشكل الموحد للدولة
- عمل مقارنة بين الشكلين الإتحادي (الفدرالي) والشكل الموحد البسيط وخصوصا من حيث العوامل والإعتبارات التي تجعل دولة معينة تأخذ بهذا الشكل او ذاك، وكذلك من حيث نقاط القوة والضعف.
واذا كان الكتيب غير قادر على مواجهة متطلبات الحد الأدنى، فانه يتوقع على الأقل ان يبدأ بتعريف للفدرالية ولا بأس ان اظهرها وكأنها الشكل الوحيد المتاح للدول ثم يناقش العوامل التي تؤدي الى ظهور هذا الشكل من الدول. لكن كتيب "مقدمة عن الفدرالية" مخيب للآمال بشكل غير عادي. فهو مثلا يؤكد على ان هناك اشكال متعددة للفدرالية، لكنه يهمل تماما فكرة ان هناك اشكال اخرى للدول ايضا..ولا يبدأ الكتيب بتعريف للفدرالية ولكنه يبدأ بالحديث عن أهمية الفدرالية وعن عدد الدول التي تعتبر نفسها فدرالية وعن سكان العالم الذين يعيشون في ظل فدراليات..الخ
من الناحية النظرية والقانونية ووفقا للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، فان الخمسمائة يمني، يزيدون أو ينقصون، الذين يجتمعون في صنعاء سيتولون العديد من المهام ومن ضمنها مهمة بناء الدولة بما يعنيه ذلك من اختيار شكلها اختيارا عقلانيا واعيا وعلى اساس حقائق الواقع اليمني واحتياجاته، ولكن من الناحية العملية فان مهمة اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الأساسية فيما يتعلق بشكل الدولة هو ان يتعلموا الفدرالية ويتناقشوا حولها ثم في النهاية يبصموا على "فدرالية عمو علي" الذي يعمل منذ وصول دعوة الفدرالية اليه قبل سنين مع الكثيرين على المضي بها قدما. ولعل ذلك هو ما يفسر اختيار كتيب اندرسون ليكون المنهج الروحي والدليل النظري الذي يلهم اليمنيين بناء "فدرالية عمو علي" وعلى طريقة "نجم لي ونجمي الأسد."
كما ان ذلك، بالإضافة بالطبع الى المنافع المادية، يفسر سبب جمع علي سيف حسن بين الأختين الدعم الفني لمؤتمر الحوار الوطني والذي يفترض ان يكون محايدا، وعضوية مؤتمر الحوار الوطني التي تجعل منه طرفا في الحوار .. فمن خلال الدور المزدوج لحسن يمكن ضمان ان يظل المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني تحت السيطرة التامة وان لا يخرجوا على المقرر الذي اعده لهم وان يصلوا في النهاية الى النتيجة المرسومة لهم وهي "فدرالية عمو علي"..
كانت بعض المنظمات الدولية قد بدأت منذ سنين تقسم اليمن الى اقاليم وتتعامل مع تلك الأقاليم كانها حقيقة واقعة..وقبل افتتاح مؤتمر الحوار الوطني كان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد بدأ في الحديث عن عدد الأقاليم التي ستتكون منها اليمن، ومع افتتاح المؤتمر وضعت الأمانة العامة للحوار الوطني على موقعها اسماء خمس مدن وقع الإختيار عليها دون ان يتم توضيح من قبل من وقع الإختيار لتعقد فيها الفرق المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني اجتماعاتها وكان واضحا ان المدن المختارة وهي المكلا، عدن، تعز، الحديدة، وصعدة والأخيرة ليست حتى تحت السيادة اليمنية هي عواصم الأقاليم الفدرالية التي سيتم انشائها.ولم تكن فكرة عقد اجتماعات الفرق في تلك المدن مع ما سيصاحب ذلك من هالة اعلامية سوى محاولة لخلق شرعية لتلك المدن وابراز هوياتها في مقابل التغطية على مدن اليمن الأخرى وتذويب هوياتها في اطار الأقاليم التي ستقودها المدن الخمس.
ولم تكن الجهود المتصلة بالتأكيد على هويات والغاء اخرى أو بخلق هويات متصارعة على الساحة يمكن ان تمثل ركائز ل"فدرالية عمو علي" جديدة. فقد بدأت تلك الجهود منذ وقت مبكر ولم تكن حروب صعدة الست والحراك الإنفصالي في الجنوب ومحاولة اثارة حروب بين السلفيين والحوثيين تارة وبين الإصلاحيين والحوثيين تارة اخرى، وبين السنة والشيعة تارة ثالثة سوى جزء منها..
علي سيف حسن يقدم واجبات الطاعة لسفاح اليمن المخلوع |
ومؤلف الكتيب، اندرسون، هو نفسه خبير الأمم المتحدة الذي يقوم بتدريب اعضاء مؤتمر الحوار الوطني في اليمن على بناء الدول.. وهو ما يعني ان الكتيب هو المنهج المقرر على اعضاء مؤتمر الحوار وعلى كل يمني يرغب في التعلم والإستفادة من دعم علي سيف حسن لمؤتمر الحوار الوطني.
وبالطبع فان المتوقع حتى في كتيب صغير مثل هذا يبدو اقرب ما يكون الى مجموعة من شرائح العرض التي دمجت مع بعضها ان يتم مناقشة نقاط محددة وبترتيب معين وخصوصا وان الكتيب يستهدف من جهة رفع وعي مجموعة كبيرة من الناس لتشكل راي عام ضاغط ؛ ومن جهة ثانية مجموعة صغيرة ولكن مهمة من الناس وهم اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذين سيبنون الدولة اليمنية الجديدة. وفي الحد الأدنى فإن المفترض ان يتضمن الكتيب، الذي تقول مقدمته بانه يستهدف رجال السياسة، المسئولين الحكوميين، الصحافيين، واعضاء المنظمات غير الحكومية والدولية والمواطنيين المعنيين بالأمر، بشكل اساسي النقاط التالية:
- تعريف المقصود بشكل الدولة ويسمى بالعربية ايضا هيكل الدولة
- تعريف كل من الشكل الإتحادي (الفدرالي) والشكل الموحد للدولة
- عمل مقارنة بين الشكلين الإتحادي (الفدرالي) والشكل الموحد البسيط وخصوصا من حيث العوامل والإعتبارات التي تجعل دولة معينة تأخذ بهذا الشكل او ذاك، وكذلك من حيث نقاط القوة والضعف.
واذا كان الكتيب غير قادر على مواجهة متطلبات الحد الأدنى، فانه يتوقع على الأقل ان يبدأ بتعريف للفدرالية ولا بأس ان اظهرها وكأنها الشكل الوحيد المتاح للدول ثم يناقش العوامل التي تؤدي الى ظهور هذا الشكل من الدول. لكن كتيب "مقدمة عن الفدرالية" مخيب للآمال بشكل غير عادي. فهو مثلا يؤكد على ان هناك اشكال متعددة للفدرالية، لكنه يهمل تماما فكرة ان هناك اشكال اخرى للدول ايضا..ولا يبدأ الكتيب بتعريف للفدرالية ولكنه يبدأ بالحديث عن أهمية الفدرالية وعن عدد الدول التي تعتبر نفسها فدرالية وعن سكان العالم الذين يعيشون في ظل فدراليات..الخ
من الناحية النظرية والقانونية ووفقا للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، فان الخمسمائة يمني، يزيدون أو ينقصون، الذين يجتمعون في صنعاء سيتولون العديد من المهام ومن ضمنها مهمة بناء الدولة بما يعنيه ذلك من اختيار شكلها اختيارا عقلانيا واعيا وعلى اساس حقائق الواقع اليمني واحتياجاته، ولكن من الناحية العملية فان مهمة اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الأساسية فيما يتعلق بشكل الدولة هو ان يتعلموا الفدرالية ويتناقشوا حولها ثم في النهاية يبصموا على "فدرالية عمو علي" الذي يعمل منذ وصول دعوة الفدرالية اليه قبل سنين مع الكثيرين على المضي بها قدما. ولعل ذلك هو ما يفسر اختيار كتيب اندرسون ليكون المنهج الروحي والدليل النظري الذي يلهم اليمنيين بناء "فدرالية عمو علي" وعلى طريقة "نجم لي ونجمي الأسد."
كما ان ذلك، بالإضافة بالطبع الى المنافع المادية، يفسر سبب جمع علي سيف حسن بين الأختين الدعم الفني لمؤتمر الحوار الوطني والذي يفترض ان يكون محايدا، وعضوية مؤتمر الحوار الوطني التي تجعل منه طرفا في الحوار .. فمن خلال الدور المزدوج لحسن يمكن ضمان ان يظل المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني تحت السيطرة التامة وان لا يخرجوا على المقرر الذي اعده لهم وان يصلوا في النهاية الى النتيجة المرسومة لهم وهي "فدرالية عمو علي"..
كانت بعض المنظمات الدولية قد بدأت منذ سنين تقسم اليمن الى اقاليم وتتعامل مع تلك الأقاليم كانها حقيقة واقعة..وقبل افتتاح مؤتمر الحوار الوطني كان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد بدأ في الحديث عن عدد الأقاليم التي ستتكون منها اليمن، ومع افتتاح المؤتمر وضعت الأمانة العامة للحوار الوطني على موقعها اسماء خمس مدن وقع الإختيار عليها دون ان يتم توضيح من قبل من وقع الإختيار لتعقد فيها الفرق المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني اجتماعاتها وكان واضحا ان المدن المختارة وهي المكلا، عدن، تعز، الحديدة، وصعدة والأخيرة ليست حتى تحت السيادة اليمنية هي عواصم الأقاليم الفدرالية التي سيتم انشائها.ولم تكن فكرة عقد اجتماعات الفرق في تلك المدن مع ما سيصاحب ذلك من هالة اعلامية سوى محاولة لخلق شرعية لتلك المدن وابراز هوياتها في مقابل التغطية على مدن اليمن الأخرى وتذويب هوياتها في اطار الأقاليم التي ستقودها المدن الخمس.
ولم تكن الجهود المتصلة بالتأكيد على هويات والغاء اخرى أو بخلق هويات متصارعة على الساحة يمكن ان تمثل ركائز ل"فدرالية عمو علي" جديدة. فقد بدأت تلك الجهود منذ وقت مبكر ولم تكن حروب صعدة الست والحراك الإنفصالي في الجنوب ومحاولة اثارة حروب بين السلفيين والحوثيين تارة وبين الإصلاحيين والحوثيين تارة اخرى، وبين السنة والشيعة تارة ثالثة سوى جزء منها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق