صادق مجلس الشيوخ الأمريكي اواخر الشهر الماضي على تعيين السيناتور الديمقراطي جون كيري (69 عاما) وزيرا لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبدا واضحا من خلال حصول كيري على 94 صوتا من اصوات اعضاء مجلس الشيوخ المئة انه يحظى بدعم غير عادي من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتولي وزارة الخارجية. وباستلام كيري لموقعه تبدأ عجلة السياسة الخارجية الأمريكية في الدوران من جديد بعد ان دخلت في حالة بيات شتوي خلال الأشهر القليلة الماضية.
واذا صحت الأنباء ان اول زيارة سيقوم بها كيري الى خارج الولايات المتحدة ستكون الى منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الى مصر واسرائيل، فإن هذا يؤشر الى ان ادارة اوباما ستعطي هذا الملف خلال الفترة القادمة أولوية على ما عداه من الملفات وهي أولوية يستحقها بقوة في مرحلة ما بعد الحرب على الإرهاب. فغير خاف على احد ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي شكل وما زال يشكل احد عوامل تغذية العنف والتطرف في هذه المنطقة.
لكن الشرق الأوسط وعلى رغم أهمية الملف الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن اختزاله في ملف واحد أو في قضية واحدة.وربما كان ملف الثورات العربية أكثر الملفات خطورة في هذه المرحلة. وينبغي بداية الإقرار من قبل ادارة أوباما ان التعامل الأمريكي مع الثورات العربية خلال الفترة الرئاسية الأولى قد أتصف، ان لم يكن على الصعيد النظري فعلى الصعيد العملي، بالتذبذب وغياب التماسك والإتساق وبدت الولايات المتحدة وكأنها تتحدث باكثر من صوت وتطبق أكثر من استراتيجية وهو ما انعكس سلبا على الدول التي شهدت الثورات.
فثورة اليمن مثلا ما زالت تراوح على مفترق طرق. والخيار ليس بين بناء نظام ديمقراطي أو نظام استبدادي ولكنه بين بناء نظام واللانظام. أما ثورة مصر فإنها تواجه خطرا حقيقيا بأن يقلب الإخوان المسلمين الذين يسعون للهيمنة على كل منافذ السلطة للديمقراطية ظهر المجن وأن يعيدوا انتاج نظام مبارك وان بنسخة أسوأ بكثير. وتواجه ثورات ليبيا وعلى نحو أقل تونس مخاطر بدورها ان لم تكن سياسية فاقتصادية واجتماعية. أما سوريا فقد حولها ال الأسد الى مسلخ للشعب السوري سيكون من الخطأ ان يكتفي المجتمع الدولي بالتفرج والإدانة.
وما تحتاجه الثورات العربية في الدول التي تجاوزت عنق الزجاجة خلال المرحلة القادمة هو سياسة خارجية أمريكية متسقة تعطي أولوية لبناء ديمقراطيات مستقرة وليس لإرضاء أصدقاء أمريكا لإن سياسات ارضاء الإصدقاء على حساب حقوق الشعوب لن تقود في المستقبل سوى الى المزيد من الكوارث تماما كما فعلت في الماضي. وبالنسبة للحالة السورية تحديدا فإنها توشك أن تتحول الى اختبار حقيقي لمصداقية ادارة أوباما ولمدى قدرتها على قيادة المجتمع الدولي بقوة للقيام بكل ما يمكن القيام به لوضع نهاية للمذابح التي يرتكبها النظام الفاشي في سوريا وتجنيب هذا البلد والمنطقة بشكل عام الوقوع في حالة من العنف المزمن الذي يمكن ان ينتشر بسهولة من بلد الى آخر.
واذا كان الرئيس أوباما ما زال يتمسك بمبدأ التعامل بصدق ووضوح مع اصدقاء أمريكا في المنطقة، فإن عليه أن يشجع بقوة الحكومات الملكية في الشرق الأوسط على القيام بالإصلاحات الضرورية التي تجنبها مصيرا مماثلا لما واجهته حكومة بن علي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا وصالح في اليمن والأسد في سوريا.
واذا صحت الأنباء ان اول زيارة سيقوم بها كيري الى خارج الولايات المتحدة ستكون الى منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الى مصر واسرائيل، فإن هذا يؤشر الى ان ادارة اوباما ستعطي هذا الملف خلال الفترة القادمة أولوية على ما عداه من الملفات وهي أولوية يستحقها بقوة في مرحلة ما بعد الحرب على الإرهاب. فغير خاف على احد ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي شكل وما زال يشكل احد عوامل تغذية العنف والتطرف في هذه المنطقة.
لكن الشرق الأوسط وعلى رغم أهمية الملف الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن اختزاله في ملف واحد أو في قضية واحدة.وربما كان ملف الثورات العربية أكثر الملفات خطورة في هذه المرحلة. وينبغي بداية الإقرار من قبل ادارة أوباما ان التعامل الأمريكي مع الثورات العربية خلال الفترة الرئاسية الأولى قد أتصف، ان لم يكن على الصعيد النظري فعلى الصعيد العملي، بالتذبذب وغياب التماسك والإتساق وبدت الولايات المتحدة وكأنها تتحدث باكثر من صوت وتطبق أكثر من استراتيجية وهو ما انعكس سلبا على الدول التي شهدت الثورات.
فثورة اليمن مثلا ما زالت تراوح على مفترق طرق. والخيار ليس بين بناء نظام ديمقراطي أو نظام استبدادي ولكنه بين بناء نظام واللانظام. أما ثورة مصر فإنها تواجه خطرا حقيقيا بأن يقلب الإخوان المسلمين الذين يسعون للهيمنة على كل منافذ السلطة للديمقراطية ظهر المجن وأن يعيدوا انتاج نظام مبارك وان بنسخة أسوأ بكثير. وتواجه ثورات ليبيا وعلى نحو أقل تونس مخاطر بدورها ان لم تكن سياسية فاقتصادية واجتماعية. أما سوريا فقد حولها ال الأسد الى مسلخ للشعب السوري سيكون من الخطأ ان يكتفي المجتمع الدولي بالتفرج والإدانة.
وما تحتاجه الثورات العربية في الدول التي تجاوزت عنق الزجاجة خلال المرحلة القادمة هو سياسة خارجية أمريكية متسقة تعطي أولوية لبناء ديمقراطيات مستقرة وليس لإرضاء أصدقاء أمريكا لإن سياسات ارضاء الإصدقاء على حساب حقوق الشعوب لن تقود في المستقبل سوى الى المزيد من الكوارث تماما كما فعلت في الماضي. وبالنسبة للحالة السورية تحديدا فإنها توشك أن تتحول الى اختبار حقيقي لمصداقية ادارة أوباما ولمدى قدرتها على قيادة المجتمع الدولي بقوة للقيام بكل ما يمكن القيام به لوضع نهاية للمذابح التي يرتكبها النظام الفاشي في سوريا وتجنيب هذا البلد والمنطقة بشكل عام الوقوع في حالة من العنف المزمن الذي يمكن ان ينتشر بسهولة من بلد الى آخر.
واذا كان الرئيس أوباما ما زال يتمسك بمبدأ التعامل بصدق ووضوح مع اصدقاء أمريكا في المنطقة، فإن عليه أن يشجع بقوة الحكومات الملكية في الشرق الأوسط على القيام بالإصلاحات الضرورية التي تجنبها مصيرا مماثلا لما واجهته حكومة بن علي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا وصالح في اليمن والأسد في سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق