في 4 ابريل 2015، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات حول اليمن وطرحت
روسيا خلال الجلسة مسودة قرار يدعو إلى "هدن إنسانية" تتوقف خلالها
الحرب لتسهيل إجلاء الرعايا الأجانب وإيصال مواد الإغاثة. وفي 10 ابريل 2015، ولأول مرة منذ بدء العمليات
العسكرية في 26 مارس، هبطت طائرتان تحملان مساعدات طبية في مطار صنعاء، ودعت الأمم
المتحدة بالتزامن، إلى وقف مؤقت للقتال للسماح بوصول المزيد من المساعدات. وفي 14
ابريل طرحت إيران خطة سلام لليمن تتكون من 4 نقاط: وقف إطلاق النار؛ إغاثة
المتضررين؛ محادثات يمنية-يمنية؛ وقيام حكومة تشارك فيها مختلف الأطراف.
وفي 1 مايو عقد مجلس الأمن، بناء
على طلب من روسيا، جلسة استمع خلالها إلى مساعد الأمين العام للشئون السياسية
جيفري فلتمان، وعرضت روسيا خلالها مشروع بيان صحفي يصدر عن المجلس، لكن المجلس
الذي تسيطر عليه أمريكا لم يتخذ أي إجراء بشأنها.
ومع أن السعودية كانت قد أعلنت في
18 ابريل، التزامها بتغطية المبلغ الذي أعلنت الأمم المتحدة عن حاجتها إليه
لمواجهة تكاليف الإغاثة العاجلة للمتضررين من الحرب في اليمن، وهو 274 مليون
دولار، إلا أن الملك ما لبث أن غير رأيه، فأعلن في 5 مايو، خلال كلمة ألقاها في
القمة التشاورية الخليجية الخامسة عشر، عن إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال
الإنسانية، وكان هناك تضارب في التصريحات بشأن دور المركز. وبدا أن هناك وجهتي نظر
حول المركز: الأولى، ترى أن المركز ذو هدف عام وليس محصورا بدولة؛ والثانية ترى أن
هدف المركز هو "تنسيق" الأعمال الاغاثية في اليمن.
وفي 6 مايو أعلنت وكالات الإغاثة أن العجز الحاد في المشتقات النفطية يمكن
أن يوقف جهودها لإغاثة المتضررين من الحرب.
واستجابة لطلب وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته إلى السعودية في 7 مايو،
أعلنت السعودية من طرف واحد عن هدنة إنسانية لمدة 5 أيام مشروطة بتوقف القتال في
جميع الجبهات، وعلى أن تبدأ في مساء الـ12 مايو، وقد وافق الحوثيون والرئيس السابق
في 10 مايو، رغم تصعيد التحالف لعمليات القصف بالطائرات، على تلك الهدنة.
وفي 12 مايو، اصدر مجلس الأمن الدولي مسودة بيان صحفي اقترحته بريطانيا
وتضمن بعض العناصر التي أوردتها المسودة الروسية المقترحة في جلسة الأول من مايو،
ورحب البيان الصادر بهدنة الأيام الخمسة. وفي اليوم ذاته، وصل إلى صنعاء قادما من
الرياض المبعوث ألأممي إسماعيل ولد الشيخ مع عدد من أعضاء الفريق الذي يعمل معه،
في أول زيارة يقوم بها إلى اليمن بعد تسلمه مهام منصبه.
ومع أن الهدف الأساسي من الزيارة كان استكمال المباحثات التي أجراها في
الرياض مع الرئيس هادي ونائبه-رئيس الوزراء خالد بحاح بعقد لقاءات مع ممثلين عن حزب المؤتمر وجماعة
الحوثي تتناول إمكانية جلوس الأطراف حول طاولة حوار للبحث في حل سلمي للصراع
الدائر، إلا أن توقيت الزيارة الذي جاء قبل ساعات فقط من بدء الهدنة، والتصريحات التي أطلقتها الأطراف
المعنية بما في ذلك المبعوث نفسه بأن الهدنة ستكون من ضمن الموضوعات التي سيتم
بحثها، قد أعطى اليمنيين في الداخل المزيد
من الثقة بإمكانية نجاح أول هدنة من نوعها.
وفي يوم 13 مايو ، أول أيام الهدنة، سمع سكان صنعاء أصوات مضادات الطائرات
في أوقات متفرقة وعلى نطاق محدود لكن الطائرات التي كانت تحلق في سماء العاصمة لم تنفذ
أي عملية قصف، وقال التحالف أن الهدنة لا تشمل عمليات الاستطلاع. وأعلن في اليوم ذاته أن الملك سلمان، وبالتزامن
مع الافتتاح المفترض للقمة الخليجية الأمريكية، قام بافتتاح مركز الملك سلمان
للإغاثة بحضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقرر مضاعفة مبلغ الإغاثة إلى 540
مليون دولار وسادت حالة من عدم الوضوح حيث لم يعرف إن كان المبلغ مخصص لليمن فقط
أما للإغاثة بشكل عام، فيما ذكرت أنباء أن طائرة للتحالف استهدفت موكبا للحوثيين
والقوات الموالية للرئيس السابق في جنوب اليمن، بالرغم من سريان الهدنة.
واتهم التحالف أطراف الداخل
بارتكاب خروقات في تعز وعدن ومآرب، بينما ذكر السعوديون أن قذائف سقطت على مدن
نجران وجيزان، غير أنها لم تخلف أي إصابات، وأكدوا أن القوات السعودية التزمت بضبط
النفس ولم تقم بالرد على النيران احتراما
للهدنة. وتبادلت الأطراف اليمنية في
الداخل والخارج الاتهامات فيما بينها بخرق الهدنة في العمليات التي تدور على الأرض.
وفي ظل احتشاد عشرات الآلاف من السيارات أمام محطات النفط، أعلنت شركة
النفط اليمنية بصنعاء في 13 مايو عن وصول كميات كبيرة من المشتقات كافية لإنهاء
الأزمة وطالبت المواطنين بعدم افتعال أزمة عن طريق زيادة الطلب على المشتقات.
وبينما بدأت المنظمات الدولية بإرسال طائرات إغاثة سواء إلى اليمن مباشرة
أو إلى جيبوتي لتتولى منظمات الإغاثة هناك توزيعها على اللاجئين اليمنيين وإرسال
الفائض منها إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، فقد استمرت الحرب على الأرض كرا وفرا،
رغم الهدنة، على مختلف الجبهات. وغادر المبعوث ألأممي ولد الشيخ صنعاء في 14 مايو بعد زيارة استمرت ليومين فقط.
وحذرت الأمم المتحدة من أن استمرار المعارك في اليمن يصعب عملية وصول مواد
الإغاثة إلى المدينة، لكن تحذيرها لم يجد آذانا صاغية، طالما وأنه لا يدين طرف
لصالح طرف آخر. وفي ظل ظهور توجه لتمديد الهدنة غير النموذجية حتى يتم إيصال
المساعدات الاغاثية إلى اليمنيين، فقد
انتظر اليمنيون بفارغ الصبر انتهاء الهدنة مساء الـ17 من مايو ليروا إن كانت ستمدد
أم تعود الحرب من جديد بذات القوة والعنفوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق