د. عبد الله الفقيه
استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء
بينما يسعى عسكر مصر وان بديكور ديمقراطي الى تثبيت نظاما عسكريا لا يخلوا من مظاهر الفاشيه وشبيه الى حد كبير وإن كان أسوأ من نظام مبارك، يواصل الإخوان احتجاجاتهم المكتومة المطالبة بعودة الشرعية، وهي استراتيجية عدمية تزيد من تعميق الفجوة بينهم وبين خصومهم وليس من الممكن ان تفضي الى تحقيق اي نجاح مهما بلغ حجمها أو قدرتها على الصمود في الميادين وخصوصا في ظل التواطىء الإقليمي والدولي الواضح مع العسكر وان كان ذلك التواطىء يعبر عن نفسه على استحياء.
ويبدو احتمال عودة اخوان مصر الى السلطة باسم "الشرعية" مستبعد تماما على ضوء التطورات القائمة. لكن الإخوان بامكانهم، وهذا هو الخيار الأمثل، أن يسحبوا البساط من تحت اقدام العسكر ويعودوا الى السلطة كشركاء مع القوى الأخرى، وهذه استراتيجية برجماتية تقوم على تقليل الخسائر بدلا من تعظيم المكاسب.
وحتى يحدث مثل هذا الأمر فإن ذلك يتطلب من الإخوان أولا وقبل كل شيء الإستقلال بقرارهم السياسي بعيدا عن التحالفات والنصائح الخارجية اي كان نوعها ومهما كان الثمن الذي يتم دفعه للأخذ بتلك النصائح، وعلى أن يتم ذلك بعيدا عن استعداء الخارج أو تحميله مسئولية ما وصلوا اليه.
أما ثانيا، فانه سيكون على الإخوان احداث تغيير جذري في استراتيجيتهم القائمة وفي خطابهم السياسي وبحيث يتخلوا عن مطالب "عودة الشرعية" ويدعون بدلا عن ذلك الى عودة السلطة الى المدنيين وعودة العسكر الى ثكناتهم.
وسيكون عليهم ثالثا، وهذا قد يستغرق وقتا أن يعملوا بكل ما يستطيعونه من جهد وعلى كل المستويات على تضييق الفجوة بينهم وبين القوى الأخرى بدلا من توسيعها كما يحدث الان.
ولعل أفضل نقطة للبداية هي ان ينزع الإخوان عن انفسهم ثوب القداسة ويتخلوا عن خطاب الدفاع عن الذات وإدانة الآخر ويعترفوا دون أي مواربة بالأخطاء التي ارتكبوها خلال عام في السلطة وهم أعلم الناس بتلك الأخطاء. واذا اقدم الإخوان على خطوة مثل تلك فان ذلك سيشجع القوى الأخرى على ان تسلك نفس الطريق وهو ما سيذيب الجدران السميكة التي تفصل بين الإخوان من جهة وبين القوى السياسية والإجتماعية الأخرى من جهة ثانية.
وحيث أن الإخوان يظلون أكبر قوة على الأرض بغض النظر عن موقعهم من السلطة فان ذلك، وهذا رابعا، يضع على اكتافهم مسئولية قيادة كتلة تاريخية مناهضة لتدخل العسكر في الحياة السياسية على قاعدة الديمقراطية. ولا يتصور امكانية اخراج العسكر فعليا من الحياة السياسية في مصر دون قيام مثل تلك الكتلة. كما لا يتصور ايضا قيام تلك الكتلة التاريخية دون شراكة وقيادة حقيقية من الإسلاميين، وهي شراكة وقيادة لا بد ان تراعي تطمين الآخرين وعدم اشعارهم بان هناك تهديد لوجودهم السياسي أو تجيير لما يمكن ان يتم تحقيقه من مكاسب لصالح طرف على حساب الأطراف الأخرى.
استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء
بينما يسعى عسكر مصر وان بديكور ديمقراطي الى تثبيت نظاما عسكريا لا يخلوا من مظاهر الفاشيه وشبيه الى حد كبير وإن كان أسوأ من نظام مبارك، يواصل الإخوان احتجاجاتهم المكتومة المطالبة بعودة الشرعية، وهي استراتيجية عدمية تزيد من تعميق الفجوة بينهم وبين خصومهم وليس من الممكن ان تفضي الى تحقيق اي نجاح مهما بلغ حجمها أو قدرتها على الصمود في الميادين وخصوصا في ظل التواطىء الإقليمي والدولي الواضح مع العسكر وان كان ذلك التواطىء يعبر عن نفسه على استحياء.
ويبدو احتمال عودة اخوان مصر الى السلطة باسم "الشرعية" مستبعد تماما على ضوء التطورات القائمة. لكن الإخوان بامكانهم، وهذا هو الخيار الأمثل، أن يسحبوا البساط من تحت اقدام العسكر ويعودوا الى السلطة كشركاء مع القوى الأخرى، وهذه استراتيجية برجماتية تقوم على تقليل الخسائر بدلا من تعظيم المكاسب.
وحتى يحدث مثل هذا الأمر فإن ذلك يتطلب من الإخوان أولا وقبل كل شيء الإستقلال بقرارهم السياسي بعيدا عن التحالفات والنصائح الخارجية اي كان نوعها ومهما كان الثمن الذي يتم دفعه للأخذ بتلك النصائح، وعلى أن يتم ذلك بعيدا عن استعداء الخارج أو تحميله مسئولية ما وصلوا اليه.
أما ثانيا، فانه سيكون على الإخوان احداث تغيير جذري في استراتيجيتهم القائمة وفي خطابهم السياسي وبحيث يتخلوا عن مطالب "عودة الشرعية" ويدعون بدلا عن ذلك الى عودة السلطة الى المدنيين وعودة العسكر الى ثكناتهم.
وسيكون عليهم ثالثا، وهذا قد يستغرق وقتا أن يعملوا بكل ما يستطيعونه من جهد وعلى كل المستويات على تضييق الفجوة بينهم وبين القوى الأخرى بدلا من توسيعها كما يحدث الان.
ولعل أفضل نقطة للبداية هي ان ينزع الإخوان عن انفسهم ثوب القداسة ويتخلوا عن خطاب الدفاع عن الذات وإدانة الآخر ويعترفوا دون أي مواربة بالأخطاء التي ارتكبوها خلال عام في السلطة وهم أعلم الناس بتلك الأخطاء. واذا اقدم الإخوان على خطوة مثل تلك فان ذلك سيشجع القوى الأخرى على ان تسلك نفس الطريق وهو ما سيذيب الجدران السميكة التي تفصل بين الإخوان من جهة وبين القوى السياسية والإجتماعية الأخرى من جهة ثانية.
وحيث أن الإخوان يظلون أكبر قوة على الأرض بغض النظر عن موقعهم من السلطة فان ذلك، وهذا رابعا، يضع على اكتافهم مسئولية قيادة كتلة تاريخية مناهضة لتدخل العسكر في الحياة السياسية على قاعدة الديمقراطية. ولا يتصور امكانية اخراج العسكر فعليا من الحياة السياسية في مصر دون قيام مثل تلك الكتلة. كما لا يتصور ايضا قيام تلك الكتلة التاريخية دون شراكة وقيادة حقيقية من الإسلاميين، وهي شراكة وقيادة لا بد ان تراعي تطمين الآخرين وعدم اشعارهم بان هناك تهديد لوجودهم السياسي أو تجيير لما يمكن ان يتم تحقيقه من مكاسب لصالح طرف على حساب الأطراف الأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق