لا شيىء مما يقوم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يدل على انه سيغادر الرئاسة قريبا، أو على انه في عجلة من أمره في اتخاذ القرارات المطلوب أتخاذها أو في تنفيذها.. فالشخص الذي قضى قرابة عقد ونصف كنائب للرئيس بدون قرار تعيين يعرف جيدا أن الوقت يلعب دائما في صالحه وضد خصومه الكثر. وبينما يدفع خصوم هادي بالأمور احيانا الى حافة الهاوية فإن هادي يبدو مستعدا لأن "يفزع" معهم لإدراكه بانهم عندما يفعلون ذلك فإنما يطلقون النار على أنفسهم.
وقد نجح هادي في امتصاص الضغوط الدولية للمبعوث الأممي جمال بن عمر عن طريق تكليفه بعد أيام فقط على وصوله الى صنعاء للضغط على الأطراف اليمنية المختلفة للتعجيل بتنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية بالسفر الى نيويورك من حيث جاء للعمل على اقناع المانحين بحشد الدعم لتمويل مؤتمر الحوار الوطني الى حساب خاص لا علاقة له بالإلتزامات السابقة التي اعلنها المانحون في عدد من المؤتمرات الدولية التي عقدت خلال عام 2012.
وواضح أن هادي بعد ربع قرن من الإقامة قريبا جدا من نظام صالح قد خبر المشهد السياسي جيدا وعرف كل اسرار "الصنعة" التي امتلكها صالح مضيفا الى كل ذلك نفسا استراتيجيا لطالما افتقره صالح.
واذا تفائلنا كثيرا وافترضنا نجاح بن عمر في حشد التمويل اللازم فإن مؤتمر الحوار الوطني سيبدأ في شهر مارس 2013 ، وسيتخلله شهر اجازة لصيام رمضان، وستظهر بعض المعوقات هنا وهناك، وقد لا ينتهي الحوار قبل نهاية عام 2013.
وعلى العكس من الرئيس هادي، فإن السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فيرستاين يعمل تحت ضغط الوقت ويتمنى ان لا يأتي شهر سبتمبر 2013 وهو موعد نهاية فترة عمله في اليمن الا وقد تم انجاز معظم مهام الفترة الإنتقالية وبما يمكنه في النهاية من تقديم تقرير مختصر الى الخارجية الأمريكية عن ما تم تحقيقه خلال فترة عمله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق