كان الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني في منتهى الشفافية في اجاباته على اسئلة صحيفة الخليج في المقابلة التي نشرتها الصحيفة الجمعة الماضية، ومن المهم التوقف عند ابرز ما قاله باسندوة لأهميته ولإن باسندوة وضع ربما دون أن يدري النقاط على الحروف في اكثر الموضوعات حساسية في الوقت الحالي. وفيما يلي اهم ما قاله باسندوة في مقابلته مع صحيفة الخليج:
- فيما يتعلق بالتحديات السياسية فإنني أعتقد أن هناك من يسعى إلى إفشال الحكومة، لكنها تحديات يمكن التغلب عليها إذا ما توافرت لدينا الإرادة الكافية .
- بالنسبة للتحديات الأمنية فهي خطرة جداً، ما يحدث من وقت إلى آخر من أحداث أمنية وعسكرية أكبر دليل على خطورة هذه التحديات التي نرى أنها مفتعلة، فالهجمات التي تتعرض لها معسكرات الجيش هنا وهناك لا تأتي من فراغ، فهناك من يقف وراءها وسوف تكشف الأيام ذلك .
- طالما أن الجيش غير موحد، وطالما أن أجهزة الأمن ليست كلها تحت سيطرة الحكومة ولا حتى تحت سيطرة رئيس الجمهورية الجديد، فإن الناس لن تطمئن كثيراً للوضع .
- إعادة هيكلة الجيش تستدعي قبول كل الأطراف المتنازعة داخل القوات المسلحة بالحلول التي تضعها لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار
- الجيش لم يكن للوطن بقدر ما كان جيشاً أسرياً، كان عبارة عن إقطاعيات عسكرية، لو كان جيشاً وطنياً لما حدث ما حدث، لأن الجيش الوطني لا يمكن أن ينقسم، لهذا يجب أن نعمل على أن يكون هناك جيش وطني مئة في المئة لا تابعاً لهذا أو لذاك .
- سيسري عليه (الجيش الموالي للثورة) ما سيسري على الآخرين، من اجل توحيد الجيش يجب أن يقدم الجميع التنازلات ويتخلون عن استحواذهم على القوات العسكرية التي تقع تحت إمرتهم، يجب على الكل أن يعيد الجيش إلى المسار الصحيح ليكن تحت إمرة الشعب والوطن .
ويضع كلام باسندوة جميع الفاعلين السياسيين في الداخل والخارج وخصوصا رعاة المبادرة الخليجية امام مسئولية تاريخية في المضي قدما بتنفيذ المبادرة وقطع الطريق على دعاة الخراب والدمار وتغليب مصلحة اليمن على مصالح الأفراد والأسر والقبائل. وبدون الإرادة "الفاعلة" للداخل والخارج فإن ما تبقى للدولة اليمنية من رصيد يمكن تجفيفه ليحل محلها دولة "انصار الشريعة."
ولعله من المناسب التذكير هنا ان كل من خرج سلميا من السلطة في تاريخ اليمن خلال النصف قرن الأخير سواء في شمال اليمن أو الجنوب تم نفيه من البلاد كي تستقر الأمور. فقد تم اخراج الرئيس عبد الرحمن السلال عام 1967 بانقلاب ابيض وتم ابعاده خارج اليمن بهدف تحقيق الاستقرار رغم انه لم يكن قد خصخص الجيش في اسرته ولم يكن قد حول ابناء قريته الى لوردات وبارونات أو استولى على ثروات البلاد كما فعل غيره. وحدث ذات الأمر مع القاضي عبد الرحمن الإرياني رغم انه لم يكن ليقبل ان تسفك قطرة دم واحدة في سبيل بقائه في السلطة.
وبالنسبة لليمن فانه ما لم يتم ابعاد صالح واقاربه الذين اصبحوا جنرالات في غفلة من التاريخ واستولوا على ثروات البلاد وشكلوا عصابات وامبراطوريات مالية وتجارية ضخمة وحولوا الجيش اليمني الى مليشيات، فإنه من المستحيل ان يستقر في ظل بقاء الدولة حبيسة صالح والشبيحة الذين معه. ومن المستحيل ان يتمكن اليمن من محاربة القاعدة في ظل استمرار صالح واسرته في توظيفها سياسيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق