قد يعتقد البعض أن الرئيس علي عبد الله صالح لن يتجرأ على السخرية من مسئول أمريكي رفيع المستوى بحجم جون برينان مستشار الرئيس باراك أوباما لشئون مكافحة الإرهاب. لكن إحدى وثائق ويكيليكس تؤكد أن ذلك هو ما حدث بالضبط في 16 مارس 2009 حين جاء برينان لإقناع صالح بالموافقة على تحويل معتقلي جوانتناموا من اليمنيين إلى برنامج إعادة تأهيل في السعودية.
وقد اقترح برينان على صالح ان يتم، في ظل غياب أي برنامج داخلي لإعادة تأهيل المعتقلين اليمنيين الذين يتم إطلاق سراحهم من جوانتنامو، تحويلهم إلى السعودية على ان يتم تأسيس برنامج تأهيل في منطقة ابها تديره السعودية واليمن بشكل مشترك. لكن صالح رفض مناقشة المقترح مؤكدا بان اليمن تريد مركز تأهيل خاص بها يتم بنائه في مدينة عدن "نحن نقدم الأرض وانتم والسعودية تقدمون التمويل" وأكد صالح بان المركز سيكون جاهزا خلال 90 يوما اذا ما وفر السعوديون والأمريكيون التمويل المطلوب وهو 11 مليون دولار.
وبعد الحاح من قبل برينان قال صالح بأنه لا يمانع شخصيا في إرسال المعتقلين اليمنيين في جوانتناموا الى السعودية لكن أحزاب المعارضة لن تسمح بذلك وستتسبب بالكثير من المشاكل وعندها قال برينان لصالح ان قائدا يملك خبرة عميقة مثل خبرته لن يعجز عن ايجاد طريقة لإقناع المعارضة. وعندها عاد صالح من جديد للتساؤل لماذا لا تبقي أمريكا على المعتقلين في جوانتناموا او ترسلهم الى السجن الذي يعتقل فيه الشيخ محمد المؤيد الذي كان حينها معتقلا في سجن في كلورادو. وهكذا انتهى اجتماع صالح وبرينان خلال الصباح بلا نتيجة.
مفأجاة كبيرة لبرينان
بعد ساعة من خروج برينان من الرئاسة كان هناك اتصال من مراسيم القصر تطالب برينان والوفد المرافق له الالتقاء بعمار صالح وكيل جهاز الأمن القومي. ولعل برينان والوفد المرافق له قد شعروا ببعض الانفراج متوقعين ان التفاوض حول تحويل اليمنين المعتقلين في جوانتناموا الى السعودية سيستمر مع عمار صالح. وكانت المفاجأة لبرينان هي انه عندما بدأ النقاش مع عمار صالح ابلغه الأخير ان لديه توجيها من الرئيس صالح لإعطاء الأمريكيين معلومات استخباراتية هامة جدا . وقد ذكر عمار أن لدى الأمن القومي معلومات من مصادر موثوقة في العراق وهي ان حزب البعث يعيد تنظيم نفسه وسيعيد الاستيلاء على السلطة في حال انسحاب الأمريكيين. وعندما انتهى عمار من قوله قرر برينان وقد ادرك بالتأكيد إن صالح يسخر منه إنهاء الاجتماع مبلغا عمار بانه سيبلغ الرئيس اوباما خيبة أمله من تشدد حكومة الجمهورية اليمنية.
لقاء في المطار
تلقى برينان اتصالا آخر من الرئاسة يبلغه بان عمار صالح سيلتقيه في المطار قبل مغادرته ومن جديد ظن برينان ان الرئيس غير رأيه لكنه فوجأ بعدها بمكالمة تقول ان عمار دعي إلى اجتماع آخر ولن يتمكن من مقابلته في المطار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق