السبت، 25 يوليو 2015

الحاجة لتفكير جديد في العلاقات السعودية اليمنية


لم يعد الوضع الأمني سواء في اليمن أو الخليج أو على المستويين الإقليمي والدولي يحتمل معالجة المشاكل العربية بطرق التفكير القديمة، ولم تعد الترتيبات التي وضعتها القوى الغربية كافية لتحقيق الحد الأدنى من الأمن في مواجهة التطورات المتسارعة. 

وعندما يتصل الأمر بالعلاقات بين السعودية (وبالتبعية الخليج العربي) واليمن، فهناك حاجة ماسة الى طريقة جديدة في التفكير تستفيد من تجارب الماضي، البعيد منه والقريب، وتقرأ التهديدات القائمة والمحتملة بطريقة صحيحة وواقعية. فهناك فرص تحملها التهديدات الحالية ويمكن الإستفادة منها.

لقد اثبتت السبعون عاما الماضية، أو نحو ذلك، من العلاقات السعودية اليمنية أنه لا امن لليمن فيما يهدد السعودية، ولا أمن للسعودية بدون الأمن لليمن. ولم يعد مقبولا أو ممكنا، نتيجة لذلك، أن يستمر الوضع في علاقة البلدين على ما كان عليه في الماضي، ولا بد من حدوث تحول في العلاقات يرقى الى مستوى المخاطر القائمة. 

وفي اعتقادي أن مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة وتتخذ من اليمن موضع قدم يتطلب في الحد الأدنى قيام كونفدرالية بين السعودية واليمن تركز في البداية على جوانب الدفاع والأمن باعتبارهما أولوية ملحة. 

والمقصود بالكونفدرالية هنا هو قيام سلطة تعاهدية مشتركة تدير الجوانب التي يتم الإتفاق عليها والتي تشكل مصالح حيوية للجانبين. وقيام مثل هذه الكونفدرالية هو تحصيل لما هو حاصل واصلاح لما هو قائم وانتقال بالعلاقات التي يفرضها المصير المشترك من إطار الممارسات غير الرسمية وغير المعلنة والتي تتصف بالتأرجح والإضطراب وغياب المشروعية الى مرحلة التنظيم والعلنية والمسئولية المشتركة والمشروعية. 

ومع ان مثل هذه الخطوة قد تبدو بلا معنى للبعض الإ انها يمكن ان تشكل بداية لتحول في موازين القوة في المنطقة، وهو ما تتطلبه المرحلة القادمة. كما يمكن لهذه الخطوة أيضا أن تمهد الطريق لخطوات اخرى أكثر عمقا مستقبلا!