الخميس، 17 نوفمبر 2011

الشعوب تريد اسقاط الطغاة... فماذا تريد الجيوش؟


د. عبد الله الفقيه
استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء

قامت في الوطن العربي ابتداء من ديسمبر 2010  وحتى  اليوم خمس ثورات  في خمس دول عربية (تونس، مصر، اليمن، ليبيا،  وسوريا)، و نجحت  حتى التاريخ في اسقاط الحاكم  الدكتاتوري ثلاث ثورات (تونس، مصر، وليبيا).  وقد تحقق النصر لاثنتين من  تلك الثورات (تونس ومصر)  بتوظيف اساليب النضال السلمي بينما اضطرت الثورة الثالثة (ليبيا) ومنذ البداية الى حمل السلاح وطلب الدعم العسكري الخارجي وان كان ذلك الدعم محدودا.  وما زالت  الثورتين اليمنية والسورية، رغم وجود توظيف محدود للعنف  في الدفاع عن النفس وليس لإسقاط النظام، تحافظان الى حد كبير على سلميتهما، الإ ان  مستقبل الثورتين  ما زال ورغم مرور شهورا عديدة منذ قيامهما يكتنفه الغموض.  وما زالت الثورتان، بسبب لجوء النظامين اليمني والسوري مع اختلاف  في الدرجة الى توظيف ادوات العنف في مواجهة الاحتجاج السلمي، تنزفان دما ودموعا.  
عوامل نجاح الثورة السلمية
يمثل  نجاح  الثورة في اي بلد حصيلة لعدد كبير من المتغيرات، لكنه يمكن القول في  السياق العربي على سبيل الإفتراض  ان  الجيش  في اي دولة  يمثل العامل الأهم  في تحديد ليس فقط امكانية قيام الثورة السلمية، بل ايضا  التكلفة المادية والبشرية لعملية اسقاط النظام القديم، وكذلك امكانية مضي قوى الثورة في بناء الدولة الديمقراطية بطريقة سلسة وآمنة وخلال فترة معقولة.  لقد نجحت الثورة التونسية في الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي  بسرعة كما يرى البعض بسب  ضعف الجيش وبعده النسبي عن السلطة القائمة، وهناك ما يبعث على التفاؤل  بان  الثورة التونسية  ستواجه في سعيها  لبناء الدولة الديمقراطية تحديات اقل من نظيراتها في الدول العربية الأخرى مع ملاحظة ان ضعف الجيش في الحالة التونسية قد يكون له  آثاره السلبية على عملية بناء الدولة المدنية.
ونجحت الثورة السلمية في مصر في فترة قصيرة كذلك لإن  الجيش المصري يعتبر من وجهة نظر البعض ولأسباب كثيرة  بما في ذلك طبيعة الدور التاريخي والعقيدة القتالية اقرب نسبيا  الى "جيش الدولة" من خلال استقلاله النسبي عن اسرة مبارك والنخبة السياسية المسيطرة. ويأمل الكثيرون ان تمضي  الثورة في مصر في بناء الدولة الديمقراطية دون المرور بنفس التجربة التي مرت بها تركيا  حتى وقت قريب حيث ظل الجيش وصيا على  الأمة يتحرك للإطاحة بالأنظمة المنتخبة متى  بدا له ذلك مناسبا.
وعلى العكس من الدور المفترض للجيشين التونسي  والمصري في نجاح الثورتين السلميتين في الإطاحة بالحاكم الفرد باقل تكلفة ممكنة،  فإن الجيش  مثل في حالة ليبيا وما زال يمثل في حالتي اليمن وسوريا عائقا امام نجاح الثورة السلمية في تحقيق هدفها الأول وهو اسقاط الحكم الفردي الدكتاتوري. وبينما اضطرت الثورة الليبية منذ البداية الى حمل السلاح  لتحقيق هدفها الأول فإن الوضع في الحالتين اليمنية والسورية ما زال يجمع بين التوظيف الواسع للثورة السلمية من جهة  والتوظيف المحدود جدا لأدوات العنف في حماية الثورة السلمية والدفاع عن  النفس من جهة اخرى وان كان هناك بالطبع ما يبعث على الاعتقاد بان سوريا ولنفس الأسباب ستسير على نفس خطى  ليبيا.
جيش السلطة وجيش الدولة
يقدم المفكر العربي عبد الإله بلقزيز ثلاث صور لعلاقة الجيش بالسلطة في الوطن العربي هي: "جيش السلطة"، "سلطة الجيش"، و "الجيش الأهلي." ففي الصورة الأولى  وهي السائدة في العالم العربي بحسب بلقزيز فان الجيش كمؤسسة من مؤسسات الدولة  يتم الاستيلاء عليه من قبل النخبة الحاكمة، وتعمل تلك النخبة على اعادة تعريف وظيفة الجيش خارج نطاق وظيفته الأصلية، ثم تقوم بتوظيف الجيش للحفاظ على استمراريتها وقمع المجتمع والمعارضة عند اللزوم.
اما في الصورة الثانية، فإن الجيش يصبح هو السلطة وتتحول السلطة ذاتها الى اداة بيد الجيش. ومع ان الصورة الثالثة لا تبدو واضحة عند بلقزيز الا انه يمكن القول ان الجيش في هذه الصورة  يتحول الى مجرد مليشيات تابعة لمراكز القوى او العصبيات أو الشخصيات المتصارعة داخل المجتمع.   
والصور الثلاث السابقة للعلاقة بين الجيش والسلطة قد لا تكون مفيدة بسبب تداخلها وحضورها المتزامن مع بعض التفاوت في درجة الحضور والتأثير في كل دولة عربية تقريبا. كما تحضر ايضا الى جانب تلك الصور وان بشكل جنيني صورة الجيش الوطني المرتبط بالدولة والأمة.   وقد يكون من المناسب بسبب ذلك ان يتم النظر الى الصور الثلاث التي يقدمها بلقزيز على انها درجات مختلفة من السوء لجيش يرتبط بالسلطة سواء اكانت تلك السلطة  محتكرة من قبل الفئة القابضة على الدولة او موزعة بين عدد من الفاعلين والأخيرة أسوأ.  
الجيش والثورة
بالرغم من ان هناك بعض المحاولات،  التي يصعب توصيفها بالدراسات، للجيوش العربية وعلاقتها بالسلطة في كل بلد الإ ان العلاقة بين الجيش والثورة تبدو غائبة عن مجال البحث في العالم العربي  ربما لإن  الثورة ذاتها كانت حتى نهاية العام الماضي امرا يستبعد حدوثه  في هذا الجزء من العالم. ومع انه يمكن القول على سبيل الإفتراض ان دور الجيش يمكن ان يكون ايجابيا وداعما للثورة  عندما يكون قد اصبح جيشا للدولة وليس للسلطة الحاكمة الإ ان القبول بهذا الإفتراض يترتب عليه القبول بافتراض آخر وهو ان نجاح الثورة السلمية في اي قطر عربي  يرتبط بدرجة تمأسس  الدولة—اي ان تكون الدولة قد وصلت الى درجة معقولة من التطور يتحقق معها  الفصل النسبي بين الدولة ومؤسساتها المختلفة من جهة،  وبين الأشخاص والجماعات الذين يمارسون السلطة من جهة أخرى.
كما ان القول بان الجيش يمكن ان يكون داعما  للثورة اذا كان قد وصل الى مرحلة يغدو فيها جيشا للدولة وليس للسلطة الحاكمة لا يخلو من تناقض في السياق العربي. فقيام دكتاتورية آل مبارك في مصر واستمرارها لقرابة ثلث قرن  في ظل جيش قد يميل الكثيرون الى رؤيته كجيش دولة وليس جيش سلطة لا بد ان  يثير ولو بعض التساؤل ليس فقط حول علاقة الجيش بالسلطة ولكن ايضا حول درجة تطور الدولة ذاتها لأنه لا يمكن ان يكون هناك  جيش للدولة  دون ان توجد الدولة ذاتها ككيان مستقل يتمتع بدرجة معقولة من الاستقلال النسبي عن السلطة السياسية. فاذا كانت الدولة ذاتها قد وجدت بقدر معقول من التطور والتمايز فان قيام دكتاتورية فردية او اسرية واستمرارها لثلث قرن يصبح امرا  يصعب فهمه وان كان السقوط المفاجئ والسريع لمبارك تحت اقدام الثوار يمكن ان يكون انعكاسا وان جاء متأخرا بعض الشيىء لدرجة التطور الذي بلغته الدولة المصرية.
لقد كان لويس الرابع عشر يمثل السلطة السياسية في فرنسا  في القرن  السابع عشر وعندما قال مقولته الشهيرة "انا الدولة والدولة انا" كان يقصد بالتأكيد بان الدولة كمؤسسات وكجيش لا توجد بمعزل عن شخصه. وكان من الصعب جدا على اي ثورة سلمية ان تنجح في فرنسا خلال القرن السابع عشر. وفي الحالات التي يتماهى فيها  الأشخاص والجماعات الذين يمارسون السلطة مع الدولة ويصبحون هم الدولة كما كان حال فرنسا في القرن السابع عشر، فإن  دور الجيش  لا بد ان يكون معيقا  للثورة السلمية في مراحلها المختلفة. لكن الوضع في اي قطر عربي في القرن الحادي والعشرين يبدو اكثر تعقيدا مما كان عليه الوضع في فرنسا القرن السابع عشر مع استثناء حالة ليبيا (وربما سوريا ايضا) التي  بدا فيها العقيد القذافي  ونظامه الأسري اكثر اغراقا في الماضوية والنرجسية من لويس الرابع عشر.
والحال اننا لا نعرف الكثير عن علاقة الجيش بالثورة في اي بلد عربي. ولا نعرف بدرجة معقولة من اليقين ان كان  موقف الجيش من الثورة بالفعل هو العامل الحاسم في قيام الثورة ونجاحها في اسقاط الحاكم الفرد بطريقة سلمية ام ان المسألة تتصل بعوامل اخرى اكثر أهمية من الجيش مثل وجود طبقة وسطى  ووجود قناعات عابرة للانقسامات الاجتماعية والسياسية والجغرافية داخل المجتمع. كما اننا لا نعرف بدرجة كافية من اليقين ان كان  موقف الجيش المصري من الثورة السلمية يرتبط بطبيعة علاقة ذلك الجيش بالسلطة السياسية والدولة ام يرتبط بتوجهات وتطلعات وطموحات قيادات عسكرية معينة.
لكن  ما نعرفه اليوم بالغريزة وليس بالعلم هو انه عندما يتم بناء الجيش حول اشخاص او حول هويات دون الوطنية، وهو ما يبدو واضحا في حالات ليبيا، سوريا، اليمن، الأردن، المغرب، والجزائر فإن الجيش في هذه الحالة يمكن ان يمثل عقبة كأداء في طريق نجاح الثورة السلمية وهو ما قد يدفع بالثوار الى تبني خيار العنف  في البداية دفاعا عن النفس ثم في النهاية لإسقاط النظام. ويؤدي توظيف الثوار لأدوات العنف وغياب التوازن في القوة بين النظام الدكتاتوري من جهة وقوى الثورة من جهة اخرى ولجوء النظام الى  قتل المدنيين العزل للضغط على الثوار الى التدخل الدولي كما حدث في ليبيا وكما يتوقع ان يحدث في سوريا وربما في اليمن ايضا.   

الخميس، 10 نوفمبر 2011

لله ثم للتاريخ: علي صالح متورط شخصيا في قتل شباب وانصار الثورة

يركز المحققون في جرائم القتل العادية  على سؤال المتهم "اين كنت وقت وقوع الجريمة؟" لكنه عندما يكون المجرم رئيس الدولة  الذي يفترض به حماية حياة مواطنيه وحرياتهم وعندما يكون القتل جماعيا،  فإن  السؤال الأهم لا يكون "اين كنت وقت وقوع الجريمة؟" ولكن "اين كنت قبل وقوع الجريمة؟" ويحاول هذا المقال ومن خلال تحليل الأجندة اليومية  لصالح اضافة دليل آخر على ان صالح شارك في التخطيط واشرف على التنفيذ  لعدد من جرائم القتل الجماعي  للمتظاهرين السلميين ولإنصار الثورة.
ولإعطاء فكرة عن اجندة الرئيس اليومية خلال فترة الثورة يورد الكاتب اجندة الرئيس خلال الأيام من 12 فبراير اليوم التالي لإنطلاق الثورة وحتى 14 فبراير اليوم الرابع لإنطلاق الثورة كمثال مع اهمال الأنشطة  التي عادة ما يقوم بها معاونو الرئيس حتى وان نسبت اليه.  وتأتي اجندة تلك الأيام على النحو التالي:

12 فبراير
·        صالح يلتقي مشايخ واعيان واعضاء المجالس المحلية  بمديريات حوث والعشة  بمحافظة عمران
·        صالح يرأس اجتماعا مشتركا للجنة العامة للمؤتمر ومجلس الوزراء
·        صالح يلتقي المشايخ والشخصيات الإجتماعية واعضاء المجالس المحلية والقيادات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني في مديرية مسور ومناطق الأشمور والمصانع بمحافظة عمران
·        صالح يتصل بالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى في جمهورية مصر العربية
13 فبراير
·        صالح يلتقي المشائخ والشخصيات الإجتماعية في مديرية جبل عيال يزيد محافظة عمران
·        صالح  يلتقي المشائخ والشخصيات الإجتماعية بمديرية ثلا محافظة عمران
·        صالح  يلتقي المشائخ والشخصيات الإجتماعية بمديرية همدان محافظة صنعاء
·        صالح يرأس اجتماعا لأحزاب التحالف الديمقراطي (المؤتمر  وحلفائه)
14 فبراير
·        صالح يلتقي المشائخ والشخصيات الإجتماعية  من مديريتي بني صريم وخمر محافظة عمران
·        صالح يلتقي المشائخ والشخصيات الإجتماعية  من مديريتي  خارف وذيبين محافظة عمران
·        صالح يتصل بامير قطر
15 فبراير
·        صالح يلتقي المشائخ والشخصيات الإجتماعية  من مديريتي  عيال سريح وريدة في محافظة عمران
·        صالح يلتقي المشائخ والشخصيات الإجتماعية  من مديريات سودة والسود وصوير في محافظة عمران
·        صالح يلتقي المشائخ والشخصيات الإجتماعية  من مديريتي  الحيمة الداخلية والخارجية بمحافظة صنعاء

وكما يلاحظ فان الأجندة اليومية لرئيس يواجه ثورة شعبية غير مسبوقة في تاريخ اليمن كانت تحفل  بالعديد من الأنشطة.  لكن الوضع لم يكن على ذلك الحال يومي  الأربعاء والخميس 16  و17 مارس . فقد بدت اجندة الرئيس خالية تماما من اي نشاط معلن يوم الأربعاء  16  مارس. وبالنسبة ليوم الخميس 17 مارس فان النشاط الوحيد الذي يظهر على اجندة الرئيس هو اتصال اجراه مع  ملك البحرين حمد بن عيسى مساء الخميس  للاطمئنان على الأوضاع هناك. فاين قضى صالح  يومي  الأربعاء والخميس؟ 
لم يذهب صالح الذي وجد نفسه وقد اصبح رئيسا لليمن في واحدة من اسوأ مفارقات التاريخ لقضاء اجازة وهو يواجه ثورة هزت كيانه وزلزلت الدنيا من حوله.  لقد قضى صالح الذي اختفى من المشهد العام يومي الأربعاء والخميس مع انصاره من عتاولة الإجرام  في التخطيط لواحدة من اكثر جرائمه خسة ودناءة  وتلك هي مجزرة  جمعة الكرامة التي يؤكد اللواء علي محسن الأحمر الذي كان واحدا من ابرز رجال صالح بان صالح خطط ونفذ تلك المذبحة يوم 18 مارس 2011.  وستعود اجندة صالح الى الإزدحام من جديد بعد جمعة الكرامة كما تبين العينة التالية
19 مارس
·        صالح يلتقي المشايخ والأعيان من ابناء مديرية بني مطر محافظة صنعاء
·        صالح يراس اجتماعا للجنة العامة  وعدد من قيادات الدولة المدنية والعسكرية
20 مارس
·        صالح يلتقي المشايخ والأعيان من ابناء مديريات آنس جهران وضوران  والمنار وجبل الشرق بمحافظة ذمار
·        صالح يستقبل سفراء الإتحاد الأوروبي بصنعاء
21 مارس
·        صالح يلتقي المشايخ والأعيان من ابناء مديريتي صنعاء ومناخة  في  محافظة صنعاء
·        صالح يستقبل مشايخ  واعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات الشبابية والحزبية من مختلف المحافظات والقبائل اليمنية
·        مجلس الدفاع الوطني يعلن انه في حالة انعقاد دائم
22 مارس
·        صالح يلتقي قادة احزاب التحالف الوطني الديمقراطي
·        صالح يلتقي بالمشايخ والأعيان والشخصيات الإجتماعية
·        صالح يلتقي قادة القوات المسلحة
·        صالح يدعو الشباب الى حوار شفاف
23 مارس
·        صالح يلتقي المشايخ والأعيان في همدان ونهم والبيضاء وخولان ورداع والحيمتين
·        صالح يزور قيادة اللواء 314 مدرع
·        صالح يوافق على ما قيل انها النقاط الخمس المقدمة من المشترك
24 مارس
·        صالح يراس اجتماعا للجنة العامة بالمؤتمر
·        صالح يجتمع بكبار قادة القوات المسلحة والأمن

وسيتكرر نفس  السيناريو في الثلث الأول من مايو 2011 . فقد غاب صالح عن المشهد العام تماما ايام  8، 9، و10 مايو فيما عدا نشاط واحد قام به يوم 10 مايو وهو الالتقاء بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر. وفي يوم  11 مايو سيرتكب صالح مذبحة جديدة قضى 3 ايام في التخطيط ولها وهي مذبحة بنك الدم التي راح ضحيتها  اكثر من 13 قتيلا.
وسيختفي صالح من المشهد العام  من جديد في الثلث الثاني من مايو كما يبين الجزء التالي من اجندته اليومية. ويلاحظ  انه غاب بشكل تام  من المشهد العام يومي 15 و16 مايو ثم ظهر في نشاط لا يستغرق اكثر من 5 دقائق يوم 17 مايو  وسيغيب كامل يوم 18 مايو  وسيكون له نشاط واحد يوم 19 مايو.
15 مايو

16 مايو

17 مايو
محمد بلغيث يؤدي اليمين امام  صالح كعضو في مجلس الشورى
18 مايو

19 مايو
·        صالح يلتقي ابناء مديرية يريم

فاين كان صالح الذي يواجه ثورة شعبه الذي يطالب برحيله؟ كان صالح بالطبع يخطط ويعد العدة لعمليتين كبيرتين الأولى الإلتفاف على المبادرة الخليجية عن طريق جلب البلاطجة الى صنعاء وتكليفهم بقطع الشوارع والطرقات ومحاصرة امين عام مجلس التعاون لدول الخليج في السفارة الإماراتية والثانية شن العدوان على سكان الحصبة.  
وستعود اجندة صالح الى الازدحام ايام 20، 21، 22، 23 من مايو ثم سيختفي صالح من جديد من  المشهد العام  ابتداء من 24 مايو وحتى 29 مايو. وكما تبين الأجندة  فان النشاط الوحيد لصالح خلال 6 ايام  قد تمثل في  لقاء سفيري هولندا وموريتانيا للتوديع يوم 28 مايو ،  ثم ترأسه لإجتماع لمجلس الدفاع الوطني مساء يوم 29 مايو والنشاط الأخير كان فجائيا وقد جاء كرد فعل لإصدار الجيش المؤيد للثورة ما عرف بالبيان رقم (1)..
24 مايو

25 مايو

26 مايو

27 مايو

28 مايو
·        صالح يستقبل سفيري هولندا وموريتانيا للتوديع
29 مايو
·        صالح يجمع بدوره ما يسمى بمجلس الدفاع الوطني

ومن الواضح ان صالح كان متفرغا خلال ست ايام لإدارة حرب الحصبة لكن الهزيمة الكبيرة وغير المتوقعة التي تلقتها قواته في حرب الحصبة وفقدانه خلال 3 ايام اكثر من ثلث مقرات الوزارات بينها وزارات سيادية مثل الداخلية والإدارة المحلية جعلته يشرع ابتداء من 26 مايو في التخطيط  لاجتياح وحرق ساحة الحرية في تعز وهو ما سيتم تنفيذه يومي  29 و30 مايو وكذلك لعملية تسليم مدينة زنجبار لأعضاء تنظيم القاعدة وهو ما تم يوم  28 مايو.
كان من الصعب على صالح اجتياح ساحة التغيير في صنعاء بسبب وجود قوات الفرقة حول الساحة  ولو لم تكن قوات الفرقة موجودة لقتل صالح المئات وربما الالاف من شباب الساحة.  ومن الغريب ان  صالح وفي كل مرة كان يجد نفسه  في مازق فانه كان يتوجه نحو محافظة ابين أو مدينة تعز. ففي 28 مارس كانت مذبحة ما يعرف بمصنع الذخيرة  والتي قتل فيها  حرقا اكثر من 150 شخصا من بسطاء المحافظة وما زالت ملابسات مقتلهم تتسم بقدر كبير من الغموض وان كانت اصابع الإتهام تتجه نحو صالح والولايات المتحدة والأمريكية. وفي 28 مايو كان تسليم مدينة زنجبار للإرهابيين. اما سر التوافق في التاريخين فيعرفه صالح الذي يهتم كثيرا باختيار التواريخ ذات الدلالات.

الخميس، 3 نوفمبر 2011

بريان اونيل يتذكر كريستوفر بوشيك

بقلم / بريان أونيل ، المؤسس المشارك  لـ"واق الواق"

كما يعرف معظم الناس  الذين يقرأون هذا اليوم فان كريس بوشيك ، فجأة ، وبشكل غير متوقع ، للأسف ، وافته المنية صباح اليوم ، في سن مبكرة للغاية   38 سنة. هذه هي الخسارة الفظيعة وغير المحتملة لزوجته واثنين من الأطفال الصغار الذين فقدوا زوجا وابا لطيفا ورائعا. وهذا الفقد هو أيضا ضربة مروعة لمجتمع الباحثين المهتمين باليمن.
لفترة طويلة ، لم يكن هناك الكثير من الباحثين المهتمين بالمجتمع اليمني ، ولكن كريس كان دائما هناك.  كان يملك المعرفة الدقيقة وبعد النظر  ليدرك  أهمية اليمن لفترة طويلة قبل أي شخص آخر تقريبا ، وقد وظف ذهنه المتقد  لمعرفة تلك الأرض البعيدة والغامضة. ولم يكن ذلك لكريس  مجرد تحليل جاف.
لقد اهتم كريس بالفعل باليمن  والمملكة العربية السعودية،   وكرس حياته ليس فقط لفهم ما يجري هناك، ولكن ايضا لشرح الأسباب التي تجعل اليمن مهمة، وأفضل السبل لتقديم المساعدة. وعندما اصبحت اليمن موضوع الساعة في الوعي الأمريكي في  ديسمبر عام 2009 لم يأخذ كريس الطريق السهل وهو قرع طبول الحرب،  الطريق الذي كان من شأنه ان يكسبه الشهرة والظهور على القنوات الفضائية. وبدلا من ذلك ، وبسمو طبيعي، تابع بهدوء شرح  كيف كانت الامور وما يلزم القيام به ، وهذا بدوره ساعد على تهدئة الجدل الدائر بين الأمريكيين.
بالنسبة للكثيرين ، عندما يصبح الشيء الذي انت خبير فيه  فجأة خبرا على الصفحة الاولى  فان ذلك يغريهم على التغيير، لتبني شخصية مختلفة  لإظهار انفسهم وافكارهم وركوب الرياح السائدة. لكن كريس لم يكن لديه شيء من ذلك. كان مهتما  بالناس  وبظروفهم ، وكيف يمكن لفهم  الأخير  أن يساعد في فهم السابق. وعندما كان أولئك الذين لا يعرفون اليمن  يصرخون حول أسماء لم يتمكنوا من نطقها ، كان كريس يتحدث  عن حقوق المياه وكيف تساعد على نزع الشرعية من الحكومة. لم يكن ليتأثر بالهستيريا..
كان كريس بليغا وناكرا للذات  وغير متكلف. في حواراتنا ، كان من المحتمل أيضا وبذات الدرجة من السهولة أن يسخر كريس من نفسه بنفس الطريقة الحادة التي كان عليه ان يحلل بها  العلاقات القبلية. ولم يكن ابدا ليتباهى  حتى عندما كان الطلب عليه عاليا من امة جائعة للحصول على معلومات. لكنه كان  يتباهي بأولاده  وهو ما يجعلك على الفور تدرك ما كان الأكثر أهمية بالنسبة له.
كان كريس صوت العقل ، وكان كريم العقل والروح ، وكان لديه طريقة   لجعل المبتدىء المتوتر يشعر  بالإرتياح. وكانت صرامته العلمية لا يماثلها سوى  تواضعه.  وتمثل وفاته  خسارة كبيرة للمجتمع البحثي  ولبلد لا تزال تحاول معرفة ما يجب القيام به هناك. والأأكثر من ذلك ، فان رحيله يمثل خسارة كبيرة  على المستوى الشخصي ، ولعائلته ، وعلى أي شخص كان محظوظا بما يكفي لتتقاطع  مساراته مع مسارات كريس.  سوف تعيش اعمال كريس،  وسينمو  ما الهمه ، وسيظل ارثه ، رغم قصر فترته وانتهائها المفاجىء، في  آمان. سنفتقدك جميعا يا صديقى. نم بسلام ، كريس بوشيك.
المصدر: بج ثنك، الترجمة خاصة بالمدونة