الجمعة، 24 سبتمبر 2010

ادارة اوباما تستحدث منصبا جديدا يختص باليمن

استحدثت الإدارة الأمريكية مؤخرا منصب  "المنسق الأعلى لليمن"  كموقع جديد في وزارة الخارجية الأمريكية. وقد تم تعيين جيم مكفري  ليكون اول منسق لشئون اليمن. وتعكس الخطوة الأمريكية الإهتمام الأمريكي المتزايد بالشأن اليمني منذ تولي باراك اوباما الرئاسة. 

وقال ارون جوست  مدير مكتب الجزيرة العربية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في مدونة على موقع الإدارة الأمريكية  ان السفير الأمريكي الجديد في صنعاء جيرالد فيرستاين سيباشر مهام عمله خلال الأيام القليلة القادمة.

بيان اصدقاء اليمن: اكد على اهمية الحوار الوطني الشامل وطالب بمحاكمات سريعة للفاسدين

خيب اصدقاء اليمن آمال الحكومة اليمنية بعدم اتخاذ قرار بشأن انشاء صندوق خاص لدعم التنمية في اليمن واكتفوا بالتأكيد على انه يمكن تنفيذ الفكرة في المستقبل. كما انهم ايضا لم يلتزموا باي دعم جديد للحكومة اليمنية وربطوا تنفيذ التزاماتهم السابقة باشتراطات جديدة بعضها صريح والآخر ضمني.. واظهر الخليجيون مقاومة كبيرة لفكرة فتح اسواق الخليج امام العمالة اليمنية ..

وكان  اصدقاء اليمن قد اصدورا بيانا في ختام مؤتمرهم الذي عقد اليوم في نيويورك بالولايات المتحدة  على العديد من النقاط والمسائل فيما يلي تلخيص  لأهمها:
  • تشجيع اصدقاء اليمن ودعمهم للحوار الوطني في اليمن على اعتبار انه افضل اساس لبناء الأمن والإستقرار الدائمين واتفقوا على ان الحوار بين الأطراف السياسية حول القضايا الجوهرية التي تمثل مصادر للصراع والخلافات السياسية يجب ان يمضي بوتيرة سريعة  وبما يفضي الى انتخابات حرة وعادلة ومتعددة الأحزاب في عام 2011. 

  • مطالبة الحكومة بخطة تنموية مركزة للسنوات 2011 وحتى 2015 تتماشى مع اجندة الإصلاحات الوطنية ومع التخطيط طويل الأجل للموازنة اليمنية وعلى ان تكون تلك الخطة بمثابة الآلية الأساسية لتوجيه مساهمات الجهات المانحة

  • دعمهم لإنشاء مكتب لمجلس التعاون الخليجي في صنعاء لمساعدة المانحين في تخطيط وتنسيق وتقديم المعونات الى اليمن.

  •  التأكيد على تسريع اصدقاء اليمن لدعمهم لقطاع التعليم الفني والمهني  ودعم برنامج لزيادة مشاركة العمالة اليمنية الماهرة في اسواق العمل ..

  • الترحيب بالجهود القطرية في الإشراف على تنفيذ اتفاق الدوحة مع التأكيد على الأهمية البالغة لمرور مواد الإغاثة للمتأثرين بالصراع.

  • التأكيد على ان اصدقاء اليمن سيدعمون جهود الإعمار واعادة البناء في صعدة

  • حث الحكومة اليمنية على عقد محاكمات سريعة للفاسدين مؤكدين على ان الفساد يقوض الإستثمار والتنمية

  •  التأكيد على ان اللامركزية في التخطيط وتقديم الخدمات تعتبر في غاية الأهمية لقيام حكومة تسمح بالمشاركة وعلى ان تبدأ الحكومة اليمنية في اعداد وتنفيذ خطط في هذا الجانب تستند على استراتيجية اللامركزية التي اعدتها في عام 2008
  •  التأكيد على أهمية نشر النظام القضائي ليشمل جميع المواطنين وموافقة اصدقاء اليمن على  دعم التزام الحكومة اليمنية بانشاء محاكم جديدة في المناطق النائية التي تحظى بالأولوية

  • اعتبروا الإستراتيجية الشاملة التي قدمتها الحكومة اليمنية لمحاربة التطرف والتي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر اساسا قويا لمعالجة الجذور الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للتطرف.

بريطانيا تحذر من انهيار اليمن

 حذرت الحكومة البريطانية  اليوم الجمعة من مخاطر جمة يمكن ان يتعرض لها الأمن الدولي في حال فشل الدولة في اليمن.  وقال الن دنكن وزير التنمية الدولية في كلمته اليوم  امام  اجتماع للمانحين في نيويورك  كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية "ان القضية الهامة في دعم اليمن هي حماية استقرار الدولة، ودعونا نكون صادقين : هناك مخاطر كبيرة لليمن والمنطقة والعالم الأوسع إذا أصبحت الدولة اليمنية فاشلة في أي وقت كان." 

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

حوار هام للدكتور محمد عبد الملك المتوكل مع صحيفة الشارع

 مازال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل يتمتع بحيوية سياسية، وذهن يقظ. وخلال السنوات الماضية؛ ظل الرجل قادراً على إثارة قضايا حساسة وحيوية. إنه أكاديمي ناجح، وسياسي، لديه القدرة على إيصال آرائه، وهي آراء ظلت تتعامل السلطة معها بحساسية بالغة.

حالياً؛ يرأس المتوكل المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك. غير أن أهمية الرجل ظلت، على الدوام، مقترنة بما يطرحه ويقوله، وليس بمواقعه السياسية والحزبية.

الزميلان نائف حسان، ومحمد عايش، من "الشارع"، التقيا المتوكل، صباح الخميس الماضي، في منزله الكائن بالعاصمة صنعاء، وأجريا معه هذا الحوار. 

نبدأ من حديثك الأخير؛ إذ نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية، أمس الأربعاء، تصريحاً لك قلت فيه: إنكم، في "المشترك"، تدرسون "أفكاراً أوروبية" لنقل جلسات الحوار الوطني، مع المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفائه، إلى مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية؛ القاهرة، كي يتسنى لمعارضة الخارج المشاركة فيه.. هل تم التواصل مع معارضة الخارج وقبلت المشاركة في الحوار إذا كان خارج البلاد، وهل تم التواصل مع السلطة بهذا الخصوص؟

أولاً؛ مراسل "الاتحاد" اتصل بي، وقال: هل هناك اقتراح مقدم من الاتحاد الأوروبي..؟ قلت له: هناك حوارات، كنا نتناقش فيها، على شكل تفكير مسموع. مثلاً؛ تناقشت أنا والسفير الألماني في صنعاء عن كيف بالإمكان أن يأتي كل الأطراف ويشاركوا في الحوار. قلت للسفير: حوار بدون الجنوب ليس حواراً، وحوار بدون القوى السياسية في الخارج ليس حواراً، وحوار بدون الحوثيين ليس حواراً.. وتساءلت: كيف بالإمكان أن تُخلق ضمانات لهؤلاء كي يُشاركوا في الحوار؟ قال السفير الألماني: هل بالإمكان أن يأتي علي ناصر محمد للمشاركة في الحوار؟ قلت له: نعم؛ بس لا ينزل في سبأ [يقصد فندق سبأ الذي اعتادت رئاسة الجمهورية استقبال ضيوفها فيه]. [نضحك].
كنا نفكر بصوت مسموع. سأل السفير: هل بالإمكان نقل الحوار إلى بيروت، أو إلى الجامعة العربية في مصر؟ قلت له: هذه قضية يجب أن نفكر فيها، وتستطيعون أنتم تسهمون فيها. اذهبوا أولاً, وتواصلوا مع علي سالم البيض، مع علي ناصر محمد، ومع العطاس، ومحمد علي أحمد، مع عبد الله سلام الحكيمي، وعبد الله عبد العالم.. مع كل القوى السياسية التي في الخارج.. تواصلوا معهم، وانظروا كيف بالإمكان أن يشاركوا في الحوار. قلت للسفير الألماني هذا الأمر، وهو نقل شيئاً من ذلك؛ نقل هذه الصورة. أمس اتصلوا بي من موسكو يسألونني عن هذا الأمر. وقلت لهم: إن هذا لم يصبح قراراً, بل هو تفكير بصوت عالٍ. نحن طارحين هذا الأمر كتصور؛ إذا لم يقبل هؤلاء أن يأتوا للمشاركة في الحوار؛ ما الذي نفعله..؟ لا نحاورهم؟!

[مقاطعاً] نذهب إليهم.

نذهب إليهم. ثم إن عملية الانتقال للتحاور في الخارج ليست عيباً. نحن الآن نتحاور في قطر. السودانيون يتحاورون في مصر، وقطر. المغاربة يتحاورون في نيويورك؛ هم والصحراويون. ليست القضية قضية مكان. القضية قضية إرادة سياسية. إذا هناك إرادة سياسية للوصول إلى حلول فليس هناك مشكلة حول مكان التحاور..

بيان "الثلاثية"، لو اطلعت عليه، بشأن لقاء مجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك، في 24 من هذا الشهر.. هذا البيان قال: إنه من ضمن مهام مجموعة أصدقاء اليمن رعاية حوار وطني يفضي إلى انتخابات عادلة ونزيهة..

أمس كان عندنا السفير البريطاني، وحدثنا عن كل القضايا التي سيطرحونها على السلطة [هناك]: القضية الاقتصادية، القضية السياسية، الحكم الرشيد، قضية الإرهاب.. كل هذه القضايا، وكيف بالإمكان التعاون فيها. السفير البريطاني جاء ليعرف رأي "المشترك" في هذا الموضوع. أنا قلت له: هناك شيء واحد يُمكن يحقق لهذه القضايا النجاح، أو يحقق لها الفشل؛ وهو الإصلاح السياسي. بدون استقرار لن يتم الاقتصاد، بدون إدارة فعالة وكفؤة ونظيفة لن تتم عملية التنمية، بدون سيادة القانون والقضاء العادل لن يأتي أحد للاستثمار عندنا، ولن تتم عملية التنمية الاقتصادية؛ لا من قريب ولا من بعيد. إذاً؛ لكي ننمي الاقتصاد، وكي نضع حداً لعدم الاستقرار، لا بد من عملية الإصلاح السياسي. أنتم؛ ننصح، إذا أردتم تركزون، فعليكم أن تركزوا [على هذه القضايا]. قلت له: هناك حراك كبير في بلدنا. اليوم هناك فئة محدودة تحتكر السلطة والثروة، وعندنا حراك اجتماعي كبير. اليوم سنخرج من الجامعة 200 ألف، كل واحد منهم يريد أن يغير موقعه؛ الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي. لكنه يلقى الاقتصاد مغلقاً، والمركز الاجتماعي غير ممكن إلا بمركز اقتصادي.. يأتي يناضل في المجال السياسي فيجده مغلقاً! إذاً ليس أمامه إلا أن يقاتل. سيبحث عن أي ناس يقاتلون وسيُقاتل معهم.

[مقاطعاً] ما هو موقفكم، في "المشترك"، من رعاية أصدقاء اليمن للحوار..؟

لأول مرة لم يتكلموا عن الانتخابات. كان الأوروبيون يأتون ولا يتكلمون إلا عن الانتخابات؛ كيف بالإمكان نؤجلها؛ بطريقة عبد الكريم الإرياني.. [يبتسم]. هذه أول مرة لم يطرحوا قضية الانتخابات، ولم يطرحها إلا أحمد حيدر في نهاية الجلسة. هم قالوا سيبحثون هذه الموضوعات كلها، وسيركزون عليها، وهم دخلوا السعودية. قلنا لهم: السعودية؛ هل سترحب بالانتخابات؟! قالوا: هي هذه المشكلة.

[مقاطعاً] هذه هي المشكلة؛ رعاية دولية لحوار وطني حول الديمقراطية ترعاه دول غير ديمقراطية!

[مقاطعاً] الآن المسؤول عنا طرفان: الإنجليز، والسعودية. هم [يقصد أمريكا والإتحاد الأوروبي] قد وكلوا هذين الطرفين.. وكلوا الإنجليز بهذا الموضوع بحكم أن لديهم خبرة طويلة جداً بالمنطقة..

عقل العسكري في "بندق"

- [مقاطعاً] هل أنتم مرحبون بهذه الرعاية؛ ولا نقول الوصاية؟

لا. شوف؛ إذا كانوا سيدخلون ليرعوا الحوار فهذا جيد، لكن إذا كانوا يسعون فقط إلى عملية دعم بقاء النظام فلن يتمكنوا من فعل شيء. قلت له [يقصد السفير البريطاني]: هل تعتقد أن النخبة الحاكمة مؤهلة للإصلاح السياسي؟ لأن النخبة الحاكمة في الدول النامية تعمل لها حلقة، مصالحها غير مشروعة، وهذه الحلقة تعمل لها حلقة أسفل منها تستقوي بها.. وهكذا. ويأتي الحاكم حتى لو أراد أن يجري إصلاحاً لا يقدر. هكذا سوهارتو، وهكذا مانجستو، وهكذا سموزو، وهكذا ماركوس، هكذا.. من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا، وصلوا إلى هذا الأمر، لأنهم وصلوا بهذه الطريقة. سألت السفير: هل تعتقد.. فابتسم وقال: هذا هو الموضوع.
على أي حال؛ القضية هي قضية إرادة سياسية؛ هل لدى نخبة الحاكم استعداد لإجراء إصلاحات؟ أنا أقول: ليس لديها استعداد. ما دام جالسين يستعرضوا العسكر، وكل يوم في المعسكرات، معنى هذا أن هذه العقلية في "بندق". عقل العسكري في "بندق". مع أنهم قد جربوا أن القوة بدون قضية لا تنفع. انتصروا في الجنوب لأنه كان هناك قضية. لكن الرئيس تصور، من بعد 94، أن الدنيا هكذا كلها! العسكري لا يحارب لأنه غير مؤمن بالحرب التي يخوضها. وهناك عندك عشرة كيلو لم تتمكن تعمل فيها شيئاً. لماذا؟!

 [مقاطعاً] في صعدة..

في صعدة.

متى يفترض أن يلتقي بكم السفير البريطاني مرة أخرى؟

اتفقنا أن نلتقي معه بعد ما يرجع. هو سيسافر الآن لحضور هذا اللقاء، وسينقل وجهة نظرنا، وهذه القضايا.

أنا فهمت من كلامك أن مسألة الانتخابات لم تعد ملحة، ولم تعد أولوية حتى لدى الأوروبيين. أصبحت الأولوية للإصلاح السياسي.. هل هذا يعني أن الانتخابات..

[مقاطعاً] حتى هو [يقصد السفير البريطاني] أشار إلى أن الانتخابات احتمال تتأجل سنة.

[مقاطعاً] كيف..؟

هو تحدث عن احتمالات، ولا نريد أن ننقل عن لسانه. تحدث عن احتمالات؛ أنه بالإمكان أن تتأجل سنة. لكن هذا الأمر ليس بيدهم. اليوم هناك لجنة حوار موسع، يحضرها أكثر من 250 شخصاً، وهذه اللجنة هي التي تتخذ القرار.

فشل مبكر للحوار

ما هو أقصى ما يُمكن أن تصل إليه هذه اللجنة؟ ما هو السقف الأعلى لطموحاتها، وما هو الحد الأدنى؛ هل ستفضي إلى تسوية تاريخية، إلى وثيقة عهد واتفاق جديدة..؟

عندك اتفاق فبراير ينص على ثلاثة أشياء: أولاً؛ ينص في ديباجته على تهيئة المناخ بحيث تتمكن كل القوى السياسية من المشاركة في الحوار. قلنا لهم: نبدأ من هنا؛ كيف يتم تهيئة المناخ. كيف بالإمكان أن نهيئ المناخ للجنوبيين بحيث يُشاركون في الحوار؟ كيف نستطيع أن نؤمِّن الجماعة في صعدة للمشاركة في الحوار؟ هم موافقون على المشاركة في الحوار، وجابوا أسماء ممثلين عنهم، لكن من يضمن سلامتهم؟ هل سيأتون للحوار وأنت معتقل ناس، والسجون مليانة من أعضائهم، بدون مبرر، وخارج نطاق الدستور والقانون، والرئيس قد خطب أمام العالم، بالعربي والإنجليزي، كانوا يترجمون كلمته للإنجليزية مباشرة، وقال: إنه سيطلق المعتقلين، ولم يطلقوهم!
عسكرة المدن في الجنوب. المدافع فوق بيوتهم، وفوق نسائهم، وتقول لهم تعالوا نتحاور! لازم تعمل تهيئة للمناخ كي يأتي الناس للحوار، وإلا لن يأتوا، وبدونهم لا يمكن أن يتم الحوار.
ننتقل بعد ذلك إلى اختيار الهيئات التي تأتي لتشارك في الحوار: المنظمات، الحراك، القوى السياسية في الخارج، صعدة، كل هؤلاء لازم يكونون شركاء في الحوار، ولازم يتم التواصل معاهم. هذه هي الخطوة الأولى، وبعد ما يكتمل قوام لجنة الحوار يبدأ الحوار، وهو يبدأ من التالي: التعديلات الخاصة بالنظام السياسي، ثم النظام الانتخابي، ثم يأتي بعد ذلك قانون الانتخابات، وفي الأخير يأتي موضوع تشكيل اللجنة العليا للانتخابات. هذا هو البرنامج المطروح حسب اتفاق فبراير. نحن سائرون عليه، لكنهم بدؤوا يقولون انه مطلوب ورقة عن الخطوات التي يجب اتباعها لتهيئة المناخ؛ فعملنا ورقة بذلك، وطرحناها عليهم. قالوا، في اللجنة المشكلة من 16: "والله هذا مش علينا.. هذا على لجنة الثلاثين". ونحن واصلون الآن إلى أننا لا نريد لا لجنة الـ 16 ولا لجنة الـ 30.. نريد اللجنة الأصلية كلها.

ما الذي أوصلكم إلى هذا؟

أوصلنا إلى ذلك أن المائة الشخص الذين اخترناهم كممثلين لنا في لجنة الحوار قالوا: "دعوتمونا بس، وقلتوا لنا مع السلامة". الشيئ الثاني؛ وجدنا أن السلطة لا تريد أن تكون أمام حشد أكبر. من البداية وهم يشتوا بس 4 في 4 أشخاص. لكنا لم نقبل ذلك. الآن نرجع إلى المأتين شخصاً، وبعدين إذا في تشكيل لجان؛ تُشكل لجنة فنية تقوم بعمل محدد وواضح، وفي زمن محدد وواضح، وترجع إلى اللجنة الكبرى. هذا ما نحن متفقون عليه داخل "المشترك".

الدكتور ياسين؛ قال، في حواره الأخير من قناة العربية: إن لجنة الـ 30 فشلت، وأبدى تخوفه من فشل لجنة الـ 16.. هل..

[مقاطعاً] لا. ما لجنة الـ 16 فاشلة، لأنها لم تتمكن من فعل شيء. اجتمعوا اجتماعاً واحداً اختلفوا فيه حول تهيئة المناخ؛ قالوا مش عليهم تهيئة المناخ.

زحلقة عبد ربه

 [مقاطعاً] على من إذاً؟

قالوا على لجنة الـ 30! طيب وأنتم اختاروكم عشان أيش. الشيء الثاني؛ يبدو أن المؤتمر متخوف من وجود عناصر مؤتمرية يُمكن تُشارك بالرأي مع الطرف الآخر؛ على رأس هذه العناصر عبد ربه منصور هادي.

[مقاطعاً] عبد ربه على رأس الذين يتخوف منهم المؤتمر؟!

على رأس الذين خائفون منهم؛ لهذا كان هناك عملية لزحلقتهم..

[مقاطعاً] يعني لجنة الـ 16 كانت عملية لزحلقة عبد ربه من الحوار..؟

البعض يطرح أنها كانت محاولة لزحلقته. عبد ربه كان تحمل مسئولية إطلاق المعتقلين، في اجتماع اللجنة الثلاثية، وقال: إنه اتصل بالأمن.. لكن قلت لك؛ إذا كانوا يريدون أن يعملوا على تهيئة المناخ فلابد أن يكون رؤساء اللجان حاضرين؛ مثلاً عبد ربه رئيس، وعبد الكريم الإرياني نائبه، ومحمد سالم باسندوة رئيس، وإذا لم يحضر فالدكتور ياسين هو الرئيس وعبدالوهاب الآنسي هو النائب.

إلى ... وصل الحوار؛ الآن؟ لجنة الـ 16 عقدت لقاءً واحداً؛ هل هناك تواصل بينكم وبين السلطة مباشرة، أو عبر الاتحاد الأوروبي..؟

الآن كان الاتفاق أن يتم لقاء للجنة الـ 30، لأنهم اختلفوا في لجنة الـ 16 حول واجباتها وأهدافها، وفي عددها أيضاً؛ يشتوا يرفعوها إلى 20. طيب إذا كانت 20؛ فما الفرق بينها وبين لجنة الـ 30؟!

مراكز القوى

قلت: إنه تم إيكال موضوع اليمن إلى بريطانيا والسعودية؛ نحن نلمس التحرك الأوروبي، بشكل أو بآخر؛ كيف يُمكن أن نلمس الدور السعودي..؟

هم محددون بوضوح الدور السعودي.

-التمويل؟

التمويل. هذا هو الأساس، إلى جانب تشكيل ضغط على مراكز القوى التقليدية.
-يقول عدد من قيادات السلطة والمعارضة: إن الحوار سيبدأ أولاً بتشخيص الأزمة، وأعتقد أن أزمة اليمن واضحة، وأنت تساءلت عن أمر مهم: هل النخبة الحاكمة لديها استعداد لإجراء الإصلاحات، أو تنفيذ الرؤية، أو المطالب، التي يُمكن أن تتوصلوا لها عبر الحوار؟ أتصور أن النخبة الحاكمة الحالية ليس لديها استعداد أن تقوم بعملية الإصلاحات.
وأنا لدي تصور أن علي عبد الله صالح لم يعد قادراً على القيام بالإصلاحات.. قد أصبح سجيناً.. سجين أهله. وأنا كتبت مقالاً وحددت ست حلقات تؤثر على صناعة القرار أو تعطله؛ ابتداءً من القيادات ذات الطابع الأسري، إلى الانتقال إلى جماعة "سنحان"؛ من علي محسن، إلى علي مقصع. بعد ذلك تأتي جماعة عبد الكريم الإرياني، وعبد ربه منصور، وغيرهم من قيادات المؤتمر الشعبي. ثم تأتي، بعد ذلك، الحكومة، ثم مراكز القوى المشائخية.. كل هؤلاء يسهمون في صناعة القرار أو في تعطيله. لنفرض أن علي عبد الله صالح يريد أن يوقف الحرب في صعدة.. إقرأ ما كتبه طارق، و إقرأ ما يقوله المشائخ الذين يعتمد عليهم الرئيس.. كلها لغة حرب. هؤلاء مراكز قوى، ويقدرون يثيرون فتناً بحيث أن علي عبد الله صالح ما عد يدري ما يفعل. يقوموا يفعلوا مشاكل، مثل ما عمل بن عزيز. هؤلاء يثيرون الحرب من جديد.

الرئيس وحسين الأحمر و"حوث"

في هذا السياق؛ ما هو تقييمكم الآن لمجلس التضامن، والشيخ حسين الأحمر؟

أنا، في الحقيقة، قرأت بياناً لمحمد عبد السلام عما حدث في "حوث"، يعيد القضية على السلطة، وعلى العسكر..

[مقاطعاً] صحيح؛ لم يتحدث عن الشيخ حسين..

على الإطلاق.. لا تنسَ؛ علي عبد الله صالح، بصراحة، كان متضايقاً من العلاقة بين الحوثيين وحسين. لأنهم [الحوثيين] لم يرضوا يسلموا أسرى "موقع الزعلاء" إلا لحسين. علي عبد الله صالح زعل جداً. حسين كان بدأ يلعب نوعاً من الوساطة بين الحوثيين والسعودية.

هل هذه محاولة دبلوماسية لتلطيف ما جرى بين حسين والحوثيين..

[مقاطعاً] لا..

[مقاطعاً] أنت تعرف أن حسين الأحمر دعا، منذ فترة، إلى تشكيل جيش شعبي، مكون من 20 ألف مسلح، لمحاربة الحوثيين..

[مقاطعاً] نعم. هو كان مع علي عبد الله صالح، وكان الرئيس دعمه في موضوع الحرب، لكنه شعر، بعد ذلك، أنه ليس هناك جدية في موضوع الحرب فتراجع.. وهو طرح لنا أموراً بهذا الخصوص في اللجنة العليا لمجلس التضامن الوطني. كنا نحن نطرح أنه يُفترض الوقوف على الحياد، إلا إذا هناك قضية تطرحها كما يطرحها "المشترك"؛ يجب أن يكون الحل حلاً وطنياً.
لا تنسَ أن القبيلي لا تستطيع أن تنزعه من عصبيته. لا تستطيع أن تقول لحسين: لا تحارب مع العصيمات؟ المرة الأولى قال[حسين]: "علي عبد الله صالح يعتبرونه، القبائل حقنا، من حاشد، لأن سنحان تُعتبر من حاشد، وفي هذا الموضوع إذا سيقارنونه مع واحد ثاني سيتعصبون مع علي عبد الله صالح". العصبية داخل القبيلة مشكلة كبيرة. هم قد يُورَّطون في هذا الموضوع. مثلا؛ عندما يأتي ويعتبر "حوث" حق "حاشد"، ويأتي أشخاص يدخلون، ولا تستطيع أن تقول أنت أن هؤلاء مندسون أو غير مندسون، ويثيرون مشكلة معينة، ويثيرونها بهذا الشكل، ثم تأتي وسائل الإعلام المختلفة لإثارة الأمر. أنا قرأت التعليقات في "المصدر أونلاين": "سيفعلون بكم يا حسين مثلما فعلوا ببن عزيز".. و"الآن جاء دوركم يا بيت الأحمر".. ومش عارف أيش.. لما تقول هذا الكلام لقبيلي هذا الكلام يخلق لديه عصبية. أنت لا تتعامل مع قوى تستطيع تقول إنها تتخذ قراراتها برزانة، وبعقل. يمكن حميد الأحمر لديه أُفق أوسع؛ بسبب ارتباطه بالعمل التجاري. حسين يعتبر نفسه هو الشيخ، شيخ "حاشد". وبالتالي؛ عندما تكون "حاشد" في جهة، لا يستطيع، مهما طلبت منه، إلا أن يكون مع "حاشد".

برأيك؛ كيف يُمكن أن تتطور مشكلة "حوث"؟

أعتقد أنها لن تتطور أكثر من هذا.

لكن هناك الآن أكثر من 95 شخصاً من أبناء "حوث" مازالوا معتقلين بشكل مخالف للقانون والدستور، ومازال الوضع متوتراً، ويتم حتى منع نزوح الأسر من "حوث".. الوضع هناك مأساوي جداً.

ما في شك في ذلك. الوضع مأساوي مثلما هو في صعدة. الوضع مأساوي في اليمن كلها. ما يحصل اليوم في لودر؛ هل هو قليل..؟ في الجنوب، في الشمال..

السلطة تُحاول الآن قدر الإمكان استخدام المشائخ

مقاطعاً] كلامك صحيح، لكن ما يحدث في لودر أمر مختلف. هناك الدولة هي التي تُمارس القمع..

[مقاطعاً] والجعاشن..؟

الجعاشن صحيح, لكن عندما تكون المسألة فيها استقواء قبلي ضد منطقة، أو جماعة، هذا يخلق حساسيات وتراكمات.. الناس الآن يتخوفون من حرب سابعة..

[مقاطعاً] ما في شك في ذلك، لكن قلت لك؛ الجعاشن، شيخ يتصرف بهذا الشكل. يطرد الناس من قراهم. عندنا لا يستطيعون أن يفعلوا هكذا لأن الناس يُقاتلون. الآن يمكن عملوها مع شوية فقهاء، وهاشميين، لكن ما يقدروش يعملوها مع قبائل. "حوث" بالذات؛ هل تعرف أن أغلب الذين كانوا حول حسين الأحمر، وأصدقائه، وسائقيه، والمقربين منه، هم من "حوث". حتى لأصدقائه لا يستطيع أن يفعل شيئاً لهم، عندما تدخل قضية القبيلة. عندما يدخل التحدي. أنت لا تتعامل مع مجتمع مدني. أنت تتعامل مع عصبية. يعني بالله عليك يُقتل شخص من قبيلة يروحوا يقتلوا شخص ثاني من القبيلة الأخرى.. أي شخص يحصلوه! كيف تتصور هذا؟!

عبد الكريم الإرياني؛ قال، في حواره الأخير مع قناة العربية: إن الحرب السادسة في صعدة هي آخر الحروب. من الواضح أن السلطة ليس لديها القدرة على خوض حرب جديدة، لكن هل تعتقد أن الظروف مهيأة لأن تكون الحرب السادسة هي آخر الحروب؟

شوف؛ أنا أخشى أن السلطة تُحاول أن تدفع الناس، وتشجعهم، لخوض حروب.. جاء إلي فارس مناع، ودغسان، وقلت لهم: كويس إنكم تسعون إلى السلام في صعدة. قال فارس مناع إنهم يسعون إلى "خلق نوع من السلام بين أبناء صعدة، ولا يخضعون لأي إيحاءات من الخارج". قلت له: جميل. قال أيضاً: "نحن نريد موظفي الدولة يرجعون إلى المناطق، لكن بالقانون، أما الأمزجة والأهواء معد نقبلهاش.. في قوانين وضروري نتعامل بالقانون". قلت له: تستطيعون أن تعملوا شيئاً، أنت ودغسان والآخرون، إذا وقفتم على مسافة واحدة من جميع الأطراف. ومشكلتكم رفض الآخر. قال: "هذا صح؛ مشكلتنا رفض الآخر". قلت له: بالله عليك؛ سمعت أن الحوثيين في "رازح" اعتدوا على جماعة من الإصلاح وشلوا حقهم الجامع اشترطوا عليهم أن يكونوا يذكرون في الآذان حي على خير العمل! قلت له: بأي حق يفعل الحوثيون ذلك؟! يجب أن تقولوا للحوثيين: بأي حق تفعلون ذلك، وإذا فعلتم ذلك فما الفرق بينكم وبين السلفيين والسلطة، والمظالم التي كنتم تشكون منها. قال لي: "أنا سأتصل بهم". بعدها أنا حاولت أتصل بشخص اسمه "أبو محمد"، جاب لي رقمه فارس، لكنه لم يرد، لأنه يبدو لم يعرف الرقم.
قلت لفارس: إذا أردتم أن تنجحوا؛ لا تكونوا مع طرف، لا تتكتكوا مع طرف. أنت إذا تكتكت مع طرف أقوى منك تصبح أنت المتكتك بك. سيتكتك بك لفترة محددة وسيرميك. قلت له: كم أتمنى أن تكونوا هكذا، وتلموا أهل صعدة، وتلملموا الجراح، وتهتموا بالتنمية. قال: "تستطيعوا المساعدة؟" قلت له: في هذا المجال؛ نحن مستعدون نتعاون معكم، وأنا متأكد أن كل مؤسسات المجتمع المدني، والصحفيين سيتعاونون معكم.
السلطة تُحاول الآن قدر الإمكان استخدام المشائخ. هناك مشائخ فقدوا نفوذهم، وهناك الكثير من المشائخ انتزعوا من قواعدهم. في إحدى المرات؛ قال لي محمد الغادر: "تصور ما فعلوا بنا؟". قلت: ما فعلوا بكم؟ قال: "نزعونا؛ أدوا لنا شوية عسكر، وشوية مش عارف أيش، يقصد معاشات لعسكر، وإحنا جالسين خايفين عليها، والقبائل حقنا لا عد احنا معاهم، ولا عد احنا مع السلطة، جالسين معلقين..".
بيت كله بُني على أسس الفساد، لو تجر حجرة واحدة ينهار البيت بكله

-هل تريد أن تقول إن السلطة يُمكن أن تستخدم المشائخ..

[مقاطعاً] بالضبط. السلطة الآن تريد أن تستفيد من هؤلاء، لكنهم غير قادرين. قال لي فارس مناع: "إحنا نشتي نرد الكل". قلت له: كويس؛ ردوا الكل، لكن على أساس السلام، والقبول بالآخر. لا يصح لزيدي أن يرفض سلفي، ولا يصح لسلفي أن يرفض زيدي، ولا يصح لشيخ أن يرفض شيخ آخر. هذا وطن الناس كلهم أو وطن أفراد؟!
في البداية الناس هتفوا بموت إسرائيل، وأمريكا، وكانوا يدرسون البطنين، أو الظهرين، أو الهادي.. هذا حق دستوري تقوم تشن عليهم حرب، خارج نطاق الدستور والقانون، بسبب هذا الموضوع؟! طيب؛ إذا كان هذا يدرس البطنين نحن مشكلتنا الآن بطن واحدة. [نضحك]

هل تتوقع أن المشكلة القادمة في صعدة، والمناطق الزيدية القبلية، تكون بين القوة الصاعدة: الحوثيين، مع القوى التقليدية: المشائخ؛ على غرار ما حدث في "حرف سفيان" لبن عزيز؟

شوف؛ القبائل لديهم ميزة كبيرة جداً وهي أنهم برجماتيين، عمليين. في إحدى المرات كتب محمد الحمدي في إحدى الصحف مقالاً قال فيه: "الحرام عند القبيلي هو اللي ما يسترليش" [نضحك]. القبائل عندما يصلوا إلى مرحلة أنهم لا يتستطيعوا يبطلوا أي شيء.
الناس يتساءلوا أيضاً: هل السعودية تريد أن يتحقق السلام، أم أن لها مخطط آخر..

[مقاطعاً] ما رأيك أنت؟

هذا سؤال؛ هل مخطط 94 قد انتهى من ذهن المملكة؟ أنا لا أستطيع أن أحكم في هذا الموضوع. إذا كان مخطط 94 لا يزال، والرغبة في حضرموت لا تزال قائمة، وأن يكون الجنوب جزءاً من الخليج، فمعنى هذا أن حرب صعدة هي وسيلة من الوسائل لتدمير الجيش اليمني، لتدمير كل إمكانيات الدفاع عن الوحدة، وبالتالي يسهل تنفيذ هذا المخطط. الشيء الآخر؛ أنا، بصراحة، أخشى أن يصل الأمر بالولايات المتحدة والأوروبيين أن يقتنعوا [بهذا]. هذه الأنظمة الغربية لا "تسافط" في مصالحها. عندما تشعر بأن النظام ضعيف، وأنه في طريق الانهيار، وأن هناك قوى متطرفة تنمو، وهذه الدول ليست قادرة على فعل شيء.. فهي نصحت الرئيس بمحاربة الفساد فلم يتمكن. وأنا أدرك أن هذا الأمر غير ممكن: بيت كله بُني على أسس الفساد، لو تجر حجرة واحدة ينهار البيت بكله.
أحد مستشاري السلطة نصح الأمريكيين. قال لهم: "أدخلوا القوات المسلحة، وبعدين اعملوا التغيير بالطريقة التي فعلتموها في الفلبين، في أندونيسيا، ولا تنتظروا أحزاب ولا غيرها.. وقولوا أنكم تريدوا تبنوا جيش لأحمد.. كطعم..". جاء الأمريكيون. في العالم كله الجيوش مؤسسات، وعندما جاء الأمريكيون إلى عندنا وجدوا "قبيلي ما سك رزمة"، وقبيلي ثاني ماسك رزمة"، و"قبيلي ثالث ماسك رزمة" وو.. والآن يتم تضخيم "القاعدة" إلى هذا الحد. هذه ليست عملية بريئة. أنا أخشى أن يصل الأمريكيون إلى قناعة بأن يبنوا الدولة في الجنوب. يقول لك: 5 مليون شخص تعودوا على النظام، تعودوا على القانون، تعودوا على الاستعمار، تعودوا على الدولة؛ ابني الدولة هنا وهي المنطقة الإستراتيجية التي تهمني، وهؤلاء القبائل جيبهم للسعودية. لا تستبعد أن يصلوا إلى هذا الأمر. مصالحهم، ونحن الذين نمهد لهم، ونحن الذين نعطي لهم الفرصة.
يا أخي وصلنا في مرحلة من المراحل أن الخلاف بيننا وبين الحكام، وعلي عبد الله صالح بشكل خاص، أنه كيف يحكم لأجل يستمر. في رمضان قبل الماضي؛ قال لي الرئيس: "عندنا نظام جديد، نظام رئاسي، وبعدا عنحكمكم لمدة طويلة". قلت له: يا أخي الناس لا يهمهم من يحكم. الناس يهمهم كيف يحكم. وضربت له مثلاً بالهند. قلت له: شوف الهند؛ الأب، والبنت، والإبن، والآن انتخبوا المرأة التي أصلها إيطالي، ولم يحدث أنهم زيفوا انتخابات.. كانوا يعملوا للناس بشكل جيد والناس ينتخبونهم. قلت له: ليش ما تدرسوا هذه التجربة. أسرة واحدة تحكم الهند خمسين سنة، وحتى الآن بالديمقراطية، وينتخبهم الناس لأنهم وجدوهم الأفضل؛ ليش ما تكون أنت الأفضل.

بماذا رد عليك الرئيس؟

قال: ما رأيك الآن تبقى مستشار ولو بغير قرار؟ قلت له: إن شاء الله نفكر في هذا الموضوع. بعدين اتصل بي بورجي، مصر على قضية الاستشارة. بعدها التقيت بفضل عبد الخالق؛ فقلت له: يا أخي؛ ماذا يعني مستشار؟
الاستشارة تعني أنه إن عندك مشكلة تأتي تطرحها أنت، بكل أبعادها، وتسأل المستشار عن رأيه. افرض أن عندك رأي، وأنا أجي أعطيك رأي، وأنت لديك أفضل، ولديك معلومات أهم. أما مسألة رأيي فأنا أطرحه في الصحافة، وهو رأي مشهود، أغلبه نصيحة للحاكم. هذه مشكلة. ولهذا أنا توصلت إلى أن مراكز القوى أصبحت تُقيد علي عبد الله صالح.

متى آخر مرة تواصلت فيها مع الرئيس؟

في رمضان قبل الماضي.

لماذا الرئيس دائماً قلق منك، ويعتبرك شخصاً خطيراً؟

مش عارف ليش. [نضحك]. مع أني، بصراحة، متجمل منه جداً لأنه عالجني، وعالج حتى زوجتي.

[مقاطعاً] هذا حق لك من الدولة؛ إذا كانت الدولة لن تُعالج شخصاً كالدكتور محمد عبد الملك المتوكل فمن ستعالج؟!

نعم. لكن هذا الأمر بيد الرئيس، وكان بإمكانه أن يمنعه. وأنا أشكره لأنه لم يمنعه.
الجنوبيون كانوا أكثر وحدوية منا، وكانوا أكثر حماسة منا.. يكفي أنهم عملوا رئيساً من الشمال، إحنا مش راضين ننزل إلى ذمار

تواصلتم مع علي سالم البيض بشأن الحوار.. ماذا كان رده؟

تم التواصل تلفونياً، لكن اللقاء كان بعلي ناصر، محمد علي أحمد، حيدر العطاس.. كان هناك موافقة من حيث المبدأ؛ على أن نعمل سوياً حواراً وطنياً. أنا عندما ذهبت إلى الجنوب، بحكم أني عضو في لجنة الحوار مع الجنوب، التقيت بعدد من الأخوة، وقلت لهم: ما رأيكم أن نعمل برنامج نضالي موحد، وعندما نمتلك نحن القرار جميعاً نرجع نتفق، لا نختلف الآن على القضايا. نتفق أن عندنا مصاعب يجب أن نتغلب عليها. قلت لهم: في قضية الانفصال، أو عدمه، نعمل المصلحة العامة كسقف، ونتحاور. هل المصلحة العامة في الانفصال؟ ليكن. هل المصلحة العامة في الوحدة؟ ليكن. هل المصلحة العامة في شكل آخر؟ ليكن. يعني؛ حتى لو أردنا أن ننفصل يجب أن ننفصل باتفاق، أما بالحرب فسندمر اليمن كله.
الجنوبيون كانوا أكثر وحدوية منا، وكانوا أكثر حماسة منا. يكفي أنهم عملوا رئيساً من الشمال، إحنا مش راضين ننزل إلى ذمار. في 94؛ حارب ثلثي الجنوب من أجل قضية الوحدة، اليوم معد فيش ولا واحد. في إحدى المرات؛ سأل محمد عبد الإله القاضي محمد الشدادي: كم تعتقد الذي في الجنوب يشتوا الانفصال؟ قال له: 80 في المائة. هذا قبل أشهر. الآن يعلم الله كم قد هم.
بصراحة؛ طفشناهم. والبعض يحتج بأن هناك مظلومين آخرين في البلاد! يا أخي؛ يجب أن نفرق بين تعز والحديدة والجنوب. الجنوب دولة، دخل الوحدة في اتفاق دولي.. كان شريكك، دخل لك إلى بيته تقوم تطرده؟! شيئاً غير منطقي؛ إن لما واحد يصيح من الظلم نقول له: ليش أنت تصيح وهذا ما يصيحش، وهو مظلوم مثلك! [نضحك]. يقولوا: "لا يقع الظلم إلا على من يشعر به". "ما لجرح بميت إيلام..". ما لهم ما يتحركوا في هذا الموضوع؛ إذا هم مظلومين؟! هذا يذكرني بقصة: سواق مصري حَشش، مشي بسيارته، داس اثنين؛ واحد موته، وواحد كسر رجله. اللي كسر رجله يصيح: "يا سواق، يا سواق". فتح السواق الباب، وقال: أسكت يا قليل الأدب اللي مات مبيتكلمش وأنت بتزعق". [نضحك]

قبل أسبوعين تعرضت أنت لحملة من قبل إعلام المؤتمر، وأمس تعرض الدكتور ياسين لحملة بسبب مقابلته الأخيرة في "العربية"؛ هل تعتقد أن هذه بوادر مشجعة للحوار..؟

[مقاطعاً] أنا قلت للأخوة في "المشترك"؛ الحملات التي تستهدف الأشخاص لا تردوا عليها، لكن وثقوها في ملف. لأن اليوم المشكلة أن المؤتمر يريد أن يقنع العالم أننا الذين لا نريد الحوار، ونحن نريد أن نقنع العالم بأنه هو الذي لا يريد الحوار. نحن دخلنا الحوار؛ قلنا نجرب؛ والله إذا كان في نية حسنة فلتكن، وهذه بلادنا، وإذا ما كانش نضعه هو في الزاوية. بالله عليك؛ ماذا قال ياسين؟ لم يقل شيئاً، وإذا "26 سبتمبر"، و"الثورة" تهاجمه وهي صحف الدولة وصحف عامة لا يصح أن تُستخدم لقضية حزبية.
أنا المرة الأولى هاجموني ولم أعرف لماذا، لكن أنا قدنا حسب العادة. يقولوا: "بقرة المزين معد تفتجعش من الطاسة". [نضحك]

نعود إلى ما ناقشناه سابقاً؛ بعض الغربيين يرون أن وضع اليمن خطير، لكنه غير مقلق. هل الأمريكيون لازالوا يعتقدون أن علي عبد الله صالح يُمكن يخدم مصالحهم، ويحافظ عليها في اليمن؟

هم الآن يسيرون في خطين: عندهم استعداد لدعم النظام القائم إذا كان عنده استعداد أن يجري إصلاحات بحيث لا ينهار، لأنهم يجدون أن الوضع القائم يقدم لهم خدمات كبيرة جداً أفضل من أي وضع ممكن أن يأتي. لكنهم، في نفس الوقت، وهذه عادة الأمريكان وغيرهم، عندما يجدون أن الوضع لم يعد ممكناً يستبقونه. وهذا الذي اتبعوه في مناطق مختلفة في العالم.
أخشى ما أخشاه هو موضوع الجنوب. لا تنس أن ملف اليمن مازال في الأمم المتحدة بالشرطين، ويُمكن أن يتم فتح هذا الملف، وبعدين سيتم طرح الوضع للاستفتاء، مثل السودان، وإحنا الذين نسهل هذه الأمور.

المصدر المسئول في المؤتمر الشعبي العام، الذي هاجم الدكتور ياسين، وجه لكم سؤالاً نود أن نطرحه عليك كما جاء على لسان المصدر: "نحن نسأل شركاءك في أحزاب اللقاء المشترك ما هو موقفهم من حديثك للعربية وهل فشلت لجنة الثلاثين كما زعمت..".. هاجموا الدكتور ياسين، ثم حاولوا لعب دور العاقل، حاولوا أن يظهروا كما لو أنهم يحترمونكم أنت. ما ردك على سؤال هذا "المصدر"؟

نحن نؤيد كل ما طرحه الدكتور ياسين، ونتحمل كل الهجوم الذي وجه له. 

عن صحيفة الشارع العدد 158 بتاريخ 18 سبتمبر 2010

الخميس، 16 سبتمبر 2010

وفقا لموقع رئيس الجمهورية: لا توجد هوية وطنية مشتركة لليمنيين

لفت نظري وأنا أتصفح موقع رئيس الجمهورية وتحديدا إحدى الصفحات التي تعرف باليمن للعالم الخارجي الناطق بالإنجليزية وجود هذا النص حول الهوية الوطنية لليمنيين:

"إن الهوية المشتركة لليمنيين لا توجد بالضرورة بمعنى التوحد أو الاتفاق في الرأي ولكنها توجد بمعنى الدفاع القوي عن الوحدة الصغيرة سواء أكانت الأسرة أو القبيلة أو القرية." 

وإذا ما أراد الواحد منا ترجمة هذا الكلام الملتوي فانه يعني ان ما يجمع اليمنيين ليس بالضرورة هوية وطنية مشتركة ولكن ما يجمعهم هو تغليب كل منهم للولاء الأولي للوحدة الصغيرة التي ينتمي إليها سواء أكانت الأسرة أو القبيلة أو القرية.

الأسئلة التي تطرح نفسها هي: كيف تم التوصل إلى هذه النتيجة؟ وما الذي فعله فخامة الرئيس خلال حكمه لليمن لخلق هوية مشتركة لليمنيين توحدهم؟

الحكومة الأمريكية منقسمة حول دعم الجيش اليمني

قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في عددها ليوم أمس أن هناك انقسام عميق داخل الحكومة الأمريكية بشأن حجم وفترة الدعم العسكري الأمريكي الذي تخطط الحكومة الأمريكية لتقديمه لليمن.

وكانت القيادة المركزية الأمريكية المسئولة عن العمليات في الشرق الأوسط قد أعلنت أنها تخطط لإنفاق 1.2 مليار دولار على تجهيز وتدريب الجيش اليمني خلال السنوات 2012 وحتى 2017. وتنطوي التجهيزات المزمع تزويد الجيش اليمني بها على أسلحة آلية، قوارب مراقبة السواحل، طائرات نقل، هيلو كبترز، بالإضافة إلى قطع الغيار والأدوات الأخرى.

ويخشى مسئولو الخارجية الأمريكية المعارضون للمخطط ، وفي مقدمتهم السفير الأمريكي المنتهية فترة ولايته في اليمن ستفن سش، أن يتم استخدام السلاح والتجهيزات الأمريكية ضد أعداء الرئيس علي عبد الله صالح مما قد يقود إلى المزيد من عدم الاستقرار في البلاد.

وكما تقول الصحيفة فان الجدل الدائر حول الخطة يأتي في وقت تقوم فيه الإدارة الأمريكية بإعادة النظر في كيفية وظروف استخدام الصواريخ الأمريكية ضد المشتبه في انتمائهم إلى القاعدة في اليمن بعد أن أدى صاروخ أمريكي في مايو الماضي إلى قتل نائب المحافظ في مأرب.

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب في اليمن


ينظم المعهد الأمريكي للسلام  في واشنطن مساء غد الأربعاء من الساعة 6  الى 7:30 ندوة تبث حية عبر الإنترنت بعنوان "الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب في اليمن" يتحدث فيها دانيل بنيامين  منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية. ونظرا لأهمية الحدث بالنسبة لليمن واليمنيين نرجو أن يتمكن الملمون باللغة الإنجليزية من متابعة الحدث على الرابط التالي:
وعند الوصول إلى الموقع يمكن الضغط على الشاشة التي أمامك لمشاهدة الحدث وقت وقوعه  

عدد من الأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني يلتقون السيانتور جورج ليموكس


التقى عددا من الأكاديميين والصحفيين وممثلي منظمات المجتمع المدني السيناتور عن ولاية فلوريدا الأمريكية جورج ليموكس أثناء زيارته لليمن الشهر الماضي وقد حضر الدكتور الفقيه اللقاء بصفته أكاديمي. 

وتم خلال اللقاء مناقشة مجمل التحديات التي تواجه اليمن والمجتمع المدني والصحافة والحقوق والحريات.

الجدير بالذكر ان السيناتور ليومكس التحق بمجلس الشيوخ الأمريكي في سبتمبر 2009 بعد أن عينه حاكم فلوريدا تشارلي كرست كسيناتورا عن الولاية ليكمل فترة خدمة السيناتور ميل مارتينز الذي استقال قبل سنة ونصف من انتهاء فترته في المجلس.

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

مجموعة من الخبراء يؤكدون..تحديات قد تواجه اليمن في إعادة التفاوض مع الشركة الكورية بشأن الغاز المسال

في الوقت الذي أكد فيه مسئولون يمنيون بأنهم يتفاوضون مع شركة كوجاز الكورية على إعادة النظر بسعر الغاز أشار خبراء في الطاقة بان الحكومة اليمنية قد تواجه صعوبات في تحقيق هدفها ليس فقط الآن ولكن حتى بعد انتهاء فترة الخمس سنوات الأولى من العقد وذلك لثلاثة أسباب أوردها الخبراء وهي:


1. وجود مصادر بديلة يمكن للكوريين الشراء منها وأبرزها الغاز القطري والغاز الأسترالي. ورغم ان هذه المصادر أغلى في التكلفة الإ أنها أكثر أمناواستقرارا


2. تمتلك اليمن معدلا مرتفعا للمخاطرة السياسية بحيث تقع في الفئة الأعلى مخاطرة وفقا لمقياس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المعروفة بـOECD وذلك لأنه ينظر إلى اليمن على أنها مكان خصب لتنشئة الإرهابيين وانها دولة معرضة للفشل، وسيفضل المشترون المحتملون الآخرين للغاز اليمني دولا أكثر استقرارا.


3. يمثل شراء الغاز المسال اليمني بسعر زهيد ميزة تفاوضية إستراتيجية محتملة للشركة الكورية في تفاوضها مع الموردين الآخرين للغاز في المستقبل


ولم يوضح الخبراء الذين نشروا رأيهم على موقع www.lngworldnews.com المتخصص في شئون الطاقة ثمن تكلفة المخاطرة ولا لماذا تظهر تكلفة المخاطرة عندما تبيع اليمن غازها لكوريا ولكنها لا تظهر عندما تبيع اليمن غازها للصين مثلا.ومن الواضح ان ما ذكره الخبراء عن ارتفاع معدل المخاطرة السياسية في اليمن هو لكمة حق يراد بها باطل.


الجدير بالذكر ان اليمن باعت خلال النصف الأول من عام 2010 المليون وحدة حراية موصلة لشركة كوجاز الكورية بسعر تراوح بين 4.60 و 4.90 دولارا أمريكيا بينما بلغ المتوسط الذي اشترت به كوجاز من المصدرين الآخرين للغاز 10.10 و11.50. كما ان اليمن ذاتها باعت المليون وحدة حرارية خلال يونيو 2010 إلى الصين بمتوسط 12.60 دولارا أمريكيا.


من جهة أخرى أكدت مصادر عليمة في شئون الطاقة أن الحكومة اليمنية لم تطرح على الشركة الكورية بشكل جدي مسألة إعادة التفاوض حول سعر الغاز المتفق عليه وان الحديث عن الموضوع قد يكون للاستهلاك الإعلامي المحلي. وحسب تلك المصادر فان الشركة الكورية لم تكلف نفسها عناء الرد على أمر لم يطرح بشكل جدي.

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

اليمن المطلوب تغييره (الفصل الخامس عشر: غنى الوطن)

"ليكن شعاركم اليمن يستطيع فقد كان شعارنا في ماليزيا منذ البداية."
مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا السابق،
كما نقلت عنه صحيفة الغد في 29 ديسمبر 2008

تقول الطرفة أن الملك جبريل عليه السلام طاف على الكرة الأرضية بعد غياب طويل، وعند مروره بمصر سأل مرافقيه من الملائكة: أي دولة هذه؟ فقالوا له: هذه مصر، فقال: لقد تغيرت كثيراً. ومر بالسعودية فسألهم عنها فقالوا له: هذه السعودية، فتعجب من التغيير الذي شهدته، واستمر في طوافه في البلدان، وكلما مر على بلد وجد نفسه مضطرا للسؤال عن اسمه، لكنه عندما وصل إلى سماء اليمن، قال لمرافقيه: هذه هي اليمن، فاستغربت الملائكة من أن الملك جبريل الذي نسى معالم كل الدول تمكن من التعرف على اليمن، ولذلك سألوه: كيف عرفت اليمن ولم تتمكن من التعرف على أي من الدول الأخرى؟ وقد أجاب جبريل مرافقيه بقوله: لقد تغيرت الدول الأخرى كثيراً، أما اليمن فإنها كما هي لم تتغير.
فلماذا يا ترى لم تتغير اليمن حيث ينبغي أن تتغير وبالقدر الذي ينبغي أن تتغير به؟ ولماذا يوغل اليمنيون فقراً وجهلاً ومرضاً كلما أوغل جيرانهم غنىً وصحةً وعلماً؟ وهل الفقر بكل أوجهه المختلفة طبيعة ثانية لليمن واليمنيين ؟ وهل القول بأن اليمن هي "أصل العروبة" يعني بالضرورة أن اليمن هي "وطن الفقر" الذي دفع باليمنيين إلى الهجرة عبر العصور؟ ولماذا نفضت الدول المجاورة لليمن غبار الفقر عن نفسها في حين مازال غبار الفقر يزداد كثافة على جسد اليمني؟
وأياً تكن أجوبة الأسئلة السابقة، فإنه لا يمكن فهم طبيعة الفقر في اليمن دون الحديث عن الموارد بأشكالها المختلفة، بدءا بالسواحل العذراء، ومرورًا بالسهول، وإنتهاء بالجبال، ودون الحديث عن صيف اليمن الذي يزداد إعتدالا كلما اتجه الإنسان نحو صنعاء، وعن شتاء اليمن الذي يزداد دفئاً كلما اتجه الإنسان جنوبا نحو عدن.
صحيح أن اليمن لا تملك من الذهب الأسود (النفط) ما تملكه السعودية، أو الكويت، أو روسيا، لكنها كانت تملك منه أكثر مما يكفيها لمائتي عام على الأقل. وقد شهدت السنوات القليلة الماضية أكبر طفرة عرفها التاريخ الإنساني في سعر النفط. وزادت احتياطيات اليمن من النقد الأجنبي من حوالي 300 مليون دولار إلى أكثر من 8 مليار دولار، وبزيادة قدرها حوالي 27 ضعفا. وكان يمكن لتلك الاحتياطيات أن تتضاعف لو توفرت النزاهة والحساب والعقاب وغاب الفساد. وليست عائدات النفط هي العائدات الوحيدة التي تحصل عليها البلاد، ويتم العبث بمعظمها. فوفقا لخبير هولندي فإن 75% من الإيرادات الضريبية التي يمكن أن توظف في بناء آلاف المدارس، وإطعام ملايين الجائعين، تذهب للجيوب الخاصة وان الإصلاحات المطلوبة في القطاع الضريبي يمكن أن توفر أن تم تنفيذها، المليارات للخزينة العامة للدولة.
وكان بإمكان اليمن، وما زال بإمكانها توظيف بعض عائدات النفط في تحقيق نهضة شاملة تبدأ بالتعليم مرورا بالصحة، ثم تمتد إلى باقي القطاعات بما في ذلك أمن السواحل اليمنية، وامن الموانئ والطرق وغيرها. وكان بإمكان عوائد النفط الكبيرة، لو تم توظيفها اقتصاديا التوظيف الأمثل، أن تغير كثيرًا من حياة الفقر الشامل التي يعيشها معظم اليمنيين. كما كان بإمكان فوارق أسعار النفط التي حصلت عليها اليمن في العقد الأول من الألفية الثالثة، كنتيجة للزيادات الهائلة في أسعار النفط أن تقفز باليمن من الفقر الشامل إلى النهوض الشامل لو أنه تم إستخدامها الإستخدام الأمثل.
وكان يمكن للثمانية مليار دولار، التي تمثل الإحتياطي النقدي للبلاد في هذا الوقت أن تغير الكثير لو أنه تم إخراجها من خزائن البنوك الأجنبية، وإستثمارها في تحقيق النهوض. ولو حدث ذلك، لتحولت اليمن من نقطة معتمة على وجه الكرة الأرضية إلى حزمة من الضوء تزيد من تميز كوكب الأرض عن غيره من الكواكب الأخرى. وما كان لليل اليمن أن يكون حالكا، ومخيفا، ومحبطا، كما هو الآن، وما كان لنهار اليمن أن يكون عامرا ببؤس الأطفال المشردين، وبعمال الأرصفة الباحثين عن عمل وبأفواج المتسولين عند إشارات المرور وفي أبواب الجوامع وفي الأسواق.
وصحيح أن اليمن لا تملك من الموارد المائية ما تملكه مصر، أو سوريا، أو العرق، أو الولايات المتحدة. لكن اليمن ليست مجرد أشجار قات، وجبال جرداء، وسماء نادرًا ما تمطر. لم تكن كذلك في عهد السبئين، والحميريين، والمعينيين، أو في عهد دولة بني رسول، أو في عهد الدولة الصليحية ..فما الذي حدث لسد مآرب الذي بدأت عملية إعادة بنائه في الثمانينيات من القرن العشرين، ولم تنته حتى اليوم؟ هل كان مجرد قنبلة إعلامية ملئت حياة اليمنيين ضجيجاً لسنين ثم تلاشت؟ ولماذا تصب وديان اليمن في البحرين الأحمر والعربي ولا يتم الإستفادة القصوى من المياه الغزيرة التي تتدفق فيها في مواسم الأمطار بطريقة أو بأخرى؟
أين هي الأساليب الحضارية التي وظفتها الدولة الرسولية في إدارة المياه والحفاظ عليها؟ وأين هي وسائل الري الحديثة التي تحافظ على المخزون المائي؟ وأين هو التخطيط الزراعي؟ وأين الإدارة الحديثة للموارد المائية؟ وماذا عن خيار تحلية ماء البحر؟ ولماذا يتم تبديد مياه اليمن الجوفية في زراعة منتجات يتم تصديرها إلى الخارج لتباع بأسعار هي اقل من تكلفة المياه التي يتم تبديدها في زراعتها؟ والى متى يظل الماء موردا خاصاً بالأقوياء القادرين بحكم النفوذ، والإمكانات على حفر الآبار ودون الحاجة حتى إلى ترخيص؟ والى متى سيظل اليمنيون يحاولون الإجابة على السؤال الخاص بمن يملك المياه الجوفية وهل هو الدولة، أم المواطنين الذين يملكون الأراضي التي تقع تحتها المياه؟
والموارد ليست فقط مخزونات الذهب الأسود، والأنهار التي تتدفق صيفا وشتاء، ففي اليمن شواطئ على البحرين الأحمر والعربي يزيد طولها عن الألفي كيلو متر وتؤهل اليمن للتحول إلى دولة منتجة ومصنعة ومصدرة للأسماك. وإذا أضفنا إلى تلك السواحل الجزر اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، وفي خليج عدن، والتي يبلغ عددها 182 جزيرة، منها 150 جزيرة في البحر الأحمر، فإن تلك السواحل والجزر تؤهل اليمن لأن تصبح محطة سياحية من الدرجة الأولى. كما يمكن لسواحل اليمن وجزرها أن تضيء ليل البحرين الأحمر والعربي وان تحول اليمن إلى ميناء كبير تمر عبره التجارة العالمية وتضاهي أن لم تتفوق على كل من دبي وهونج كونج. ألم يكن ميناء عدن ثاني ميناء في العالم ذات زمان؟ فما الذي يمنع التاريخ من أن يعيد نفسه في عصر العولمة والطائرة وسفن الفضاء؟
وتطاول جبال اليمن عنان السماء. ويمكن لتلك الجبال أن تتحول إلى حدائق معلقة تعانق السحاب، وتخلب أنظار السواح. وإذا كان اليمنيون القدامى قد طوعوا الجبال عبر التاريخ، وبنو القلاع والحصون المنيعة لتقيهم شر الغزاة، والسدود والحواجز المائية لتوفر لهم حاجتهم من الماء، والمدرجات ليزرعوا عليها أنواع الحبوب والخضروات، فلماذا لا يتمكن أحفادهم من تطويع تلك الجبال وتسخيرها في بناء حضارتهم الخاصة التي تصل عصور التميز الحضاري والعلمي والثقافي ببعضها البعض؟ وتكتنز جبال اليمن في أحشائها الكثير من المعادن التي لم يكتشفها بشر حتى الآن والتي يمكن أن تحول اليمن إلى منجم كبير للمعادن. فلماذا يموت اليمنيون فقرًا وجبالهم الخضراء والجرداء مليئة بالكثير من الموارد؟!
وفي اليمن الكثير من الأميين، لكن اليمنيين ليسوا أغبياء ولا جبناء ولا مترددين. لقد برزوا وتميزوا أينما حلوا..فكان منهم خيرة التجار والمتفوقين والعلماء والعقول الساعية للتغيير. ثم إن الأمية ليست صفة وراثية تلتصق بالإنسان مثل لون البشرة، أو طول القامة، أو عرض الجبهة. الأمية محنة تفرض على الإنسان بسبب الظروف التي يولد وينشأ فيها.
وصحيح أن اليمن بحاجة إلى الكفاءات. لكن الصحيح أيضا أنها لم تستفد حتى الآن من العقول والكفاءات التي تمتلكها على ندرتها، فالكفاءات مركونة ومعطلة والقدرات الخلاقة مغيبة. ووصل الحال باليمن إلى أن أصبحت كما وصفها أحد الأجانب جوهرة بيد فحام. لكن اليمنيين كشعب ليسوا فحامين، ولم يخلقوا ليكونوا كذلك، فقد كانوا سباقين إلى الحضارة والمدنية والى الثورات والديمقراطية والحرية والوحدة.
وصحيح أن اليمنيين يواجهون تحديات ..لكن تلك التحديات ليست من قبيل التحديات التي لا يمكن التغلب عليها. ثم "أن التحديات هي سر نهضات الأمم. ولولا التحديات لما وجدت الحضارات، ولما كانت هجرات الشعوب واكتشافها لمواطن جديدة تصلح للحياة." وليس هناك شعب أو أمة لا تواجه تحديات. لكن الفرق بين الشعوب أو الأمم هو في الطريقة التي تستجيب بها كل منها للتحديات التي تواجهها. فهناك فرق كبير بين الطريقة التي إستجابت بها الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة فرانكلين روزفلت (1932-1945) للكساد الكبير وخطر النازية، والطريقة التي إستجابت بها الولايات المتحدة بقيادة جورج بوش الإبن (2001-2008) لخطر الإرهاب. وكما يرى ارنولد توينبي في كتابه "دراسة التاريخ"، فإن "الأفراد المبدعين و القادة الملهمين والفئة ذات الرؤية والتصور - والتي تطرح رؤية للمستقبل وحراك لمواجهة التحديات – هم المعول عليهم في عملية المواجهة. فإذا انقادت لهم الأغلبية - سواءً عن طريق المشاركة في المعاناة والخبرة أو عن طريق التقليد والمحاكاة الآلية -قادوا هذه المجتمعات إلى التغلب على ما يواجهها من عقبات "
لقد أن الأوان لأن يكتشف اليمنيون خير بلادهم الكثير، وغناها الوفير، وعبقرية إنسانها الذي لا يقدر بثمن. ولا يمكن لليمنيين أن يحلوا مشاكلهم خارج حدود بلادهم، لا يمكن لأحفاد الغزاة والفاتحين أن يتحولوا إلى عمال نظافة، أو سواقين في دول الجوار، لان ذلك لن يحل مشاكلهم. قد يؤمن لهم طعام يومهم، لكنه لن يمكنهم من تحقيق الأمن، أو الشعور بالرضا عن النفس. ولا يمكن لليمنيين حل مشاكلهم خارج حدود بلادهم، وحتى وأن تمكنوا فإن ذلك لن يمكنهم من الوقوف مع غيرهم على نفس المستوى، ولن يمكنهم من بلوغ أقصى ما يمكنهم بلوغه. الحل الحقيقي لمشاكل اليمن واليمنيين يكمن داخل حدود اليمن.. في باطن أرضها، وفي سمائها، وبحارها، وجبالها، ووديانها.
لقد كانت اليمن تسمى ب"العربية السعيدة." وقد أن الأوان لأن تخلع هذه البلاد عن جسدها رداء البلد "الأفقر" في العالم العربي، والأكثر أمية والأشد تخلفا. وعلى اليمنيين أن يدركوا أن ما يعيق نهوضهم ليس ندرة موارد بلادهم، ولا تضاريسها الوعرة، أو موقعها الجغرافي، بل تكمن عوائق النهوض في أعماقهم. وحتى يتجاوز اليمن فقره الشامل لا بد لكل يمني من أن ينظر بعمق إلى ضميره ويسأل نفسه مرة واحدة: ما الذي يعيق هذا البلد ويمنعه من الخروج من دائرة الفقر إلى دائرة الغني ومن نفق التخلف الى افق الرقي والتقدم؟ وعليه أن يجيب بصدق مع الذات، ومع الوطن، والتاريخ. ثم يبدأ بعد ذلك في أداء دوره في التغيير المطلوب.
وإن لم يحدث التغيير الآن، فقد لا يحدث أبدًا، لإن القادم من الأزمات أسوأ من القائم. والتغيير ليس مسئولية المتعلمين دون الأميين، ولا الأغنياء دون الفقراء، ولا الحزبيين دون المستقلين، ولا المسئولين دون المواطنين، ولا سكان المدن دون سكان الريف. فالتغير المطلوب فرض عين على كل شخص بحسب قدرته. ومن كل حسب ما تمكنه موارده المادية، ومهاراته، ومعارفه من عمله. فالطوفان القادم لن يبقي ولن يذر ولن يميز بين غني أو فقير، أو بين متعلم أو جاهل، أو بين رجل وامرأة، أو بين وطني وغير وطني.
وبالتغيير وحده يمكن لليمنيين إستعادة حاضرهم المسلوب، وتأمين مستقبل أطفالهم. وبالتغيير وحده يمكن لليمنيين أن يضمنوا أن أطفالهم لن يخلقوا ناقصي الوزن، أو يموتوا في السنة الأولى من العمر، أو قبل بلوغ السنة الخامسة، وأن نسائهم لن يمتن عند الوضع. وبالتغيير وحده يضمن اليمنيون أن أطفالهم لن يعيشوا أميين وعاطلين عن العمل، ولن يسقطوا ضحايا للمجاعات والحروب الأهلية، وأنهم سيفخرون بهم، وسيترحمون عليهم بعد موتهم، وسيحملون رسالة التغيير من جيل إلى جيل..

الخميس، 2 سبتمبر 2010

الولايات المتحدة تخطط لإنفاق ربع مليار دولار سنويا على القوات اليمنية

اقترح قادة عسكريون أمريكيون إنفاق ما يقارب ربع مليار دولار سنويا خلال فترة تمتد لخمس سنوات وبمبلغ إجمالي قدره 1.2 مليار دولار امريكي على تجهيز وتدريب القوات اليمنية، وتعكس الخطوة، كما اشارت وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت الخبر، مخاوف الأمريكيين من الخطر المتنامي الذي تمثله القاعدة.


وقد اقترحت القيادة المركزية الأمريكية المسئولة عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط هذا الاستثمار الكبير، بحسب الوكالة، رغم استمرار القلق بشأن الفساد في اليمن.


لكن بريان وايتمان الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية المعروفة بالبنتاجون قال انه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن موازنة القيادة المركزية لعام 2012 وان وزارة الدفاع والخارجية تناقشان تقديم المساعدات لليمن ومن المبكر التنبوء بطبيعة أو حجم تلك المساعدات التي سيتم الاتفاق عليها ولكنه اكد ان شبكة القاعدة في اليمن تمثل خطرا متناميا على اليمن الولايات المتحدة والمصالح الإقليمية.



وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط اليستر برت

اليمن دولة هشة

في الواحد والعشرين من أغسطس الماضي كتب وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط اليستر برت في موقعه على الإنترنت عن زيارته لليمن في يوليو الماضي. يقول برت المولود في عام 1955 والمنتمي إلى حزب المحافظين:


"لقد كنت في اليمن الدولة الهشة الواقعة على حافة الخليج ]يقصد الجزيرة[ والتي تواجه سلسلة من القضايا من الاقتصاد إلى السياسة والى الإرهاب والتي نتعاون مع الحكومة اليمنية بخصوصها. وإذا سألتموني لماذا نهتم بما يجري في اليمن سأقول لكم إن القاعدة تسعى للانتقال إلى المناطق التي تعاني من فراغ في السلطة لتبدأ من هناك نشر رسالتها الكاذبة الداعية للكراهية والتي تقدم الوقود للهجمات الإرهابية حول العالم. وبالإضافة إلى ذلك فان الاقتصاد الضعيف والفقر يتم استخدامهما كمبررات لرؤية تضع كل علل العالم على باب الغرب."


"ويتمثل دور حكومة المملكة المتحدة في اليمن في العمل مع الحكومة اليمنية لدعم الإصلاح الاقتصادي بما يكفل الابتعاد عن النفط والغاز التي تتدهور احتياطياتها وبناء قدرة اليمن على بذل جهد اكبر في مواجهة الإرهاب. وكلي أمل أن الوقت والأموال يتم إنفاقها في محلها ، وقد كان الهدف من زيارتي إعادة بناء مبادرة أكثر محلية ]يقصد إقليمية[ مع دول الخليج الأخرى التي يطلق عليها أصدقاء اليمن لإن الجيران يعرفون ما الذي يحدث عندما تواجه دولة معينة المصاعب."


ترجمة غير حرفية خاصة بالمدونة.



الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

وثيقة دولية تلزم الحكومة اليمنية بحوار وطني شامل

أصدرت حكومات المملكة المتحدة، المملكة العربية السعودية، واليمن يوم الأربعاءالأول من  سبتمبر  بيانا أعلنت فيه  اتفاقها على عقد لقاء لمجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك يوم 24 سبتمبر الجاري. وقد تضمن البيان ولأول مرة العديد من النقاط الهامة التي تشكل المسار المستقبلي للأوضاع  في البلاد  ومن تلك النقاط ما يلي:

1. اعتبار الحكومة اليمنية طرف ومجموعة أصدقاء اليمن طرف ثان وفي هذه الخطوة بلورة لما ستكون عليه العلاقة المستقبلية بين جماعة "اصدقاء اليمن" الممثلة للمجتمع الدولي والحكومة اليمنية.

2. إعطى البيان أولوية للإصلاح السياسي واكد على أن اجتماع نيويورك سيركز  اولا وقبل كل شيىء على "دعم العملية السياسية من خلال حوار وطني شامل يقود إلى انتخابات متعددة الأحزاب حرة وعادلة في ربيع عام 2011."

وتعد هذه هي المرة الأول التي يعلن فيها المجتمع الدولي رمي ثقله خلف حوار وطني "شامل" في اليمن يقود إلى انتخابات متعددة الأحزاب حرة وعادلة وهو ما ينقل الحوار الوطني الشامل بين الأطراف اليمنية من كونه قضية داخلية إلى كونه مسألة إقليمية ودولية. ومع ان البيان اشار الى اجراء الإنتخابات في ربيع 2009  وهو ما تطالب به الحكومة اليمنية كاستراتيجية للتهرب من الحوار الوطني الشامل  الإ انه  قيد ذلك بالنص على ان تلك الإنتخابات ينبغي ان يتم الإتفاق عليها من خلال حوار وطني شامل وان تكون متعددة الأحزاب وحرة وعادلة.

كما يفهم من النص أن الأطراف الدولية عازمة على إشراك الحوثيين والحراك ومعارضة الخارج في الحوار وأنها لن تقبل بأي انتخابات لا تاتي  كنتيجة للحوار الوطني الشامل ولا تتصف بالحرية والعدالة والتعدد الحزبي. 

وتعد المسائل المتصلة بالشأن السياسي والواردة في بيان الأول من سبتمبر 2010  ذات أهمية بالغة وهي تلقي الضوء على الكثير من الجوانب  المتصلة بالتحضير الدائر لحوار وطني شامل.


لقراة نص البيان كاملا باللغة الإنجليزية انقر هنا