الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

بوابة اليمن الشرقية!

د. عبد الله الفقيه
استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء

عن صحيفة الرشد

تفوق محافظة المهرة التي تمثل بوابة اليمن الشرقية في حجمها مساحة كل من الكويت وقطر والبحرين ولبنان وجيبوتي وجزر القمر مجتمعة. ويسكن المحافظة ذات الـ70 الف كيلومتر مربع تقريبا والتي تعد اكثر المحافظات الجنوبية هدوء واستقرارا حوالي 100 الف نسمة. ورغم محاولات الحراك النفاذ الى المحافظة اكثر من مرة الإ انه لم ينجح في تحويلها الى جمرة مشتعلة حتى الان ربما لمحدودية عدد السكان او بسبب تشتتهم او بسبب اعتماد السكان في حياتهم على تحويلات المغتربين في عمان شرقا والسعودية شمالا. وصحيح ان سكان المهرة يعتبرون افضل حالا من غيرهم من محافظات الجنوب التي ينتشر فيها الحراك حيث يمكنهم اسعاف مرضاهم الى عمان شرقا او الحصول على جواز سفر عماني او سعودي بحكم موقعهم الجغرافي او استخدام سيارة بدون الحصول على رقم، الإ ان الموضوعات التي تغذي الحراك في المحافظات الجنوبية الأخرى وفي مقدمتها التهميش السياسي والاقتصادي والبطالة بين الشباب وضعف اجهزة الدولة وانتشار الفساد ليست غائبة عن المهرة. ففي المحافظة التي يبلغ طول ساحلها حول 550 مترا هناك أكثر من 36 سفينة تابعة لنافذين تقوم بصيد السمك كما يقول المناضل المعروف محمد سالم عكوش (من مواليد عام 1941) ليس من بينها حتى سفينة واحدة مملوكة لواحد من ابناء المهرة، وحتى اذا اراد عكوش نفسه بما له من مكانة شراء سفينة وصيد السمك على شواطئ محافظته فانه، كما يقول، لن يسمح له بذلك. وفي الوقت الذي يتباهى فيه شيخ قبيلة كليشات صالح بن محمد بن عليان، بالاستقرار السائد في المحافظة وبصبر ابنائها على ما يواجهون من معاناة، فإنه يحذر في ذات الوقت من نفاذ صبر ابناء المهرة .
وتبعد مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة عن مطار الريان في محافظة حضرموت بحوالي 450 كيلومتر يقطعها المسافر في حوالي خمس ساعات نظرا لسوء الطريق الأسفلتي. وفيما عد الأنفاق الأربعة التي تشق جبل الفرتك ويبلغ طولها حوالي 3 كيلو متر فان ما تقع عليه العين طوال الطريق هو تشققات الأسفلت والفقر المدقع في قرى الصيادين وفي تجمعات البدو الرحل. ومع انه يمكن للمسافر من صنعاء الوصول الى محافظة المهرة على طيران السعيدة خلال ساعة او اقل الإ ان منطق الربح يجعل اليمنية والسعيدة تطيران الى الريان تاركة المسافر يكمل ما تبقى من رحلته على ذلك الطريق الأسفلتي الشاق حتى يصل المهرة. وهكذا تتكرس عزلة المهرة عن عاصمة البلد الذي تنتمي اليه ويتكرس التباعد بين ابناء البلد الواحد ويتحول التواصل والتفاعل بين ابناء البلد الواحد الى قرار رسمي.
وفي الغيضة يدعوك الناس لزيارة مديرية حوف التي تبعد بحوالي 120 كم عن الغيضة والتي لا يتوقف المطر فيها عن السقوط مما يجعلها تتحول الى جنة خضراء في محافظة تتكون من ساحل طويل تخترقه احيانا وتوازيه في احيان اخرى سلسلة جبلية جرداء تفصل بينه وبين الصحراء . لكن رمضان والطريق الأسفلتي والنقاط العسكرية التي يسألك جنودها عن اسمك وعملك تجعلك تعتذر وتأمل ان تتاح لك فرصة اخرى لزيارة المهرة وانت تعرف في اعماقك ان السفر الى جاكرتا او لندن او الكثير من عواصم العالم اسهل بكثير من السفر الى الغيضة.


السبت، 28 أغسطس 2010

قراءة في عددين من الديار


هي صحيفة تابلويد ..منشور قذر يعرف من عنوانه يتحمل مسئولية الجرائم الواردة فيه ضد المجتمع اليمني  وعقيدته وقيمه واخلاقه صحفي مغمور اسمه عابد المهذري الذي يتم ايراد اسمه اعلى الصفحة الأولى لكن مواد الصحيفة المسمومة يكتبها ويحررها مجموعة من الصحفيين  الذين يعملون لحساب شخصيات كبيرة في الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم وبعضهم محسوب على المعارضة..عابد المهذري توقف تماما عن الكتابة في الصحيفة وقيل انه حصل على صفقة محترمة من نافذين في الحزب الحاكم وانه اصبح صاحب عقارات ..لكن الملفت للإنتباه انه توقف عن الكتابة في الصحيفة تماما منذ سنوات وذلك بالطبع لا يعفيه من المسئولية القانونية والأخلاقية..

فيما يلي سيتم تسليط الأضواء على عددين من اعداد من صحيفة الديار على امل ان يستمر الكاتب في قراءة سائر الأعداد التي صدرت من الصحيفة خلال السنوات الماضية وبيان الأدورا التي لعبها ويلعبها هذا المنشور في تفكيك الوحدة الوطنية  وضرب مؤسسات الدولة واثارة النزعات الطائفية والعرقية واثارة الحروب والقلاقل وزعزعة الأوضاع والسخرية من عقيدة المجتمع ونشر الرذيلة وقذف اليمنيات في اكثر من محافظة..

العدد 152 من الديار

 تعيد الديار في العدد 152 نشر حوارا مع عبد الملك الحوثي وتاتي العناوين في الصفحة الأولى ساخرة من الجيش اليمني والدولة اليمنية ومسيئة الى السعودية حيث تقرأ العناوين الخاصة بالمقابلة على النحو التالي " في حوار صحفي ..ساخن..جريىء ..مزعج..مستفز..غازل الدوحة وهدد الرياض..عبد الملك الحوثي يتكلم صواريخ.."
وياتي العنوان في الصفحة الثانية على اليمين كالتالي وباسلوب يخرج على كل قواعد الدبلوماسية وحسن الجوار بين الدول ويحقر الجيش اليمني "على السفير السعودي بصنعاء قراءة ما سيأتي بتمعن..الحوثيون الجيش البديل" ويقصد الكاتب ان الحوثيين قد اصبحوا جيشا بديلا للجمهورية اليمنية عن الجيش النظامي  ثم يمضي الكاتب فيبدأ مقاله "يطمح عبد الملك الحوثي ان يكون سيد حزب الله اليمني متكئا على اصوله الهاشمية وتمويله الإيراني، ومليشياته الإنتحارية.." ويمضي الكاتب في تحريض المملكة ضد الشعب اليمني والدولة اليمنية بطريقة لن يفعلها بنيامين نتنياهو لو اوكل له الأمر ومن ذلك قوله ان الحكومة اليمنية هي التي صنعت الحوثيين لمواجهة المملكة.
العدد 153 من الديار

نشرت الصحيفة حوار مع من اسمته المستشار القانوني للحزب الحاكم نزيه العماد. وقد جاء في الحوار الكثير من الأفكار التي سبق ان نشرها نجيب غلاب في مقالات ويبدو انه وضعها على لسان العماد ..وفيما يلي نماذج فقط:
  • الحوار الوطني غير دستوري ويجب على الدولة التعامل مع المشترك بطريقة تعاملها مع الحوثيين
  • القوى القبلية والمؤسسات الدينية تجذر التخلف وسط المجتمع خوفا من الأحزاب
وما سبق مجرد قطرة من بحر هذا المنشور القذر  الذي يحرره نجيب غلاب ويشرف عليه علي الجرادي

الجمعة، 27 أغسطس 2010

الدوحة 3 : آخر فرص السلام


تحليل سياسي
كتبه لـ " التغيير " ـ الدكتور عبد الله الفقيه :

http://www.al-tagheer.com/news21600.html

وقعت الحكومة اليمنية مع المتمردين الحوثيين يوم 25 أغسطس الجاري ما يمكن أن يطلق عليه "الدوحة 3" والذي يأتي مكملا لاتفاقات سابقة بين الحكومة والمتمردين في عام 2007 ثم في عام 2008. ويمكن النظر إلى اتفاق الدوحة 3 على انه آخر فرص السلام خلال الوقت الحالي. لكن احتمال نجاح هذا الاتفاق لا تبدو أفضل من سابقيه.

أسباب للتفاؤل

هناك من الأسباب ما يدعو للتفاؤل بان هذا الاتفاق الذي لم تعلن تفاصيله قد يمثل خارطة للسلام ولعل أهمها هو أن تشكيل الوفدين اللذين يمثلان الطرفين يمكن أن يفهم منه وجود توجه وخصوصا من جانب الدولة للمضي في تنفيذ الاتفاق. أما السبب الثاني فهو أن قبول القطريين للتوسط من جديد بعد ان رفضوا ذلك في مراحل سابقة وطالبوا الطرفين بضمانات يمكن أن يفهم منه أيضا وجود قناعات لديهم بان الطرفين قد عقدا العزم على وضع نهاية لست سنوات من الحرب.


هناك أيضا سبب ثالث للتفاؤل وهو أن المجتمع الدولي يضغط مجتمعا على الطرفين وعلى السعودية أيضا كطرف ثالث غير مباشر للمضي قدما نحو السلام وذلك نظرا لما ينطوي عليه تفجر الصراع من جديد من مخاطر على الآمنين الإقليمي والدولي وخصوصا في ظل المخاوف الدولية من الخطر الذي تمثله القاعدة في جزيرة العرب والتي تتخذ من اليمن مقرا لها. وليس من قبيل المبالغة القول بان اندلاع حرب سابعة في صعدة سيزيد على ضوء المعطيات الحالية من فرص التدخل العسكري الخارجي في اليمن لوجود يقين تام في الدوائر الدولية من ان الحكومة اليمنية لن تستطيع أن تحارب المتمردين والقاعدة والحراك الجنوبي وان الحكومة اليمنية إذا لم تفرغ نفسها لمحاربة القاعدة وقررت بدلا عن ذلك خوض حربا جديدة ضد المتمردين فان الخارج سيتصدى بنفسه ومباشرة لقاعدة اليمن.

أسباب للتشاؤم

هناك أسباب كثيرة للتشاؤم تفوق في عددها أسباب التفاؤل المشار إليها. أولا، سبق محادثات الدوحة وتزامن معها عمل إعلامي قامت به بعض المواقع والصحف يفهم منه التحريض على حرب سابعة وعدم وجود توجه حقيقي نحو السلام.

ثانيا، تشير المواجهات التي شهدتها مدينة حوث الثلاثاء الماضي وقيام قبيلة حاشد كما تقول الأخبار باحتجاز عشرات الهاشميين وهدم عدد من بيوتهم إلى أن الصراع مرشح للتطور في عدد من المسارات.

ثالثا، رغم توقيع الطرفين على "الدوحة 3" الإ أن عدم الإعلان عن تفاصيله يقلل من فرص تنفيذه وذلك لان الاتفاقات السرية نادرا ما تحظى بالتطبيق لعدم وجود الدعم الشعبي اللازم لتنفيذها.

رابعا، يتميز اتفاق النقاط الـ22 الذي وقع بين الحكومة والمتمردين في يوليو الماضي والذي يفترض أن "الدوحة 3 " حوله إلى برنامج زمني قابل للتنفيذ على العديد من الثغرات التي تجعله غير قابل للتطبيق على الأرض. وان لم يكن الاتفاق الجديد قد عالج تلك الثغرات فان احتمال نشوب حرب سابعة يبدو اقرب إلى الحدوث.

خامسا، يشير التقليل الرسمي من خطر القاعدة ومحاولة احتواء انفجار لودر إلى أن التمرد الحوثي وليس القاعدة هو الذي يحظى بالأولوية خلال المرحلة الحالية.

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

الفقيه في تصريحات لقناة فرانس 24، إذاعة الشرق في باريس، والشرق الأوسط اللندنية

الحكومة اليمنية في حرب مفتوحة مع القاعدة 

أكد الدكتور عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء في تصريحات صحفية أدلى بها لكل من قناة فرانس 24، إذاعة الشرق في باريس، والشرق الأوسط اللندنية يومي 24 و25 أغسطس حول الأوضاع في الشمال وفي الجنوب على عدد من المسائل المهمة.


ففي تصريحه لفرانس 24 قال الفقيه أن مدينة لودر هي مجرد جيب من جيب القاعدة في اليمن وان الحكومة اليمنية قد دخلت في حالة مواجهة مفتوحة مع القاعدة قد تستمر لأشهر. أما عن قدرة اليمن على كسب المعركة مع القاعدة فيرى الفقيه أن تحقق ذلك مرهون بأمرين: الأول النية الصادقة والمخلصة من الحكومة اليمنية في المضي في هذا الأمر إلى النهاية؛ والثاني دعم المجتمع الدولي لتلك الجهود.


اما في تصريحاته لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية فينظر الدكتور عبد الله الفقيه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، إلى الاغتيالات التي تجري في أبين على أنها «عملية استنزاف للموارد البشرية والمادية والمعنوية للدولة»، ويعتبر أنها «تطيح، ليس فقط بشرعية النظام السياسي الحاكم ولكن، وهو الأهم، بشرعية الدولة ومؤسساتها في أعين المواطنين في الداخل وفي أعين المجتمع الدولي، إذ تظهر هذه العمليات المتتابعة الدولة عاجزة عن أداء دورها الأساسي والجوهري ليس فقط في الدفاع عن المواطنين وحفظ الأمن والاستقرار، ولكن، أيضا، في الدفاع عن كوادرها وبناها التحتية وشرعية وجودها».


ويقول الفقيه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن المتهم الرئيسي في تلك العمليات، هو «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية والجماعات الجهادية المتعاطفة معه أو القريبة منه، وذلك بناء على التهديدات التي يرسلها التنظيم والبيانات التي يصدرها ويعلن فيها مسؤوليته عن تلك الهجمات على افتراض أن تلك التهديدات والبيانات صادرة عن تنظيم القاعدة بالفعل»، كما أنه لا يستبعد حاليا أو في المستقبل، أن «تحاول بعض الجماعات السياسية استغلال الوضع الراهن لتصفية حسابات فيما بينها» ويعرب عن اعتقاده، في ضوء الوضع الحالي، بأن بعض الجماعات ربما «تساهم فيما يحدث إما عن طريق التغطية أو عن طريق تقديم التسهيلات أو بالامتناع عن التعاون مع أجهزة الدولة وربما، أيضا، عن طريق التخطيط والتنفيذ لتلك الهجمات»


ويشير إلى إن المخاطر المستقبلية لاستمرار هذه العمليات بـ«كثافة ووقوف الدولة مكتوفة الأيدي أمامها وعدم قدرتها على منع حدوثها أو على الأقل الحد من حدوثها، يعني أن المنطقة قد تشهد حدوث تحول في موازين القوى المحلية»، الأمر الذي «قد يدفع ببعض الجماعات إلى الصدارة لتملأ الفراغ الذي تتركه الدولة والجماعات المرتبطة بها».


وفي حوار مع إذاعة الشرق التي تبث من باريس أكد الفقيه على ان هناك تفاؤل كبير بان تفضي مفاوضات الدوحة إلى حل نهائي لمشكلة التمرد الحوثي مؤكدا على أن حاجة الحكومة اليمنية الماسة لتحييد ملف التمرد للتفرغ للأوضاع في الجنوب قد يمثل محفزا للحكومة اليمنية في تسريع الخطوات نحو الوصول إلى حل نهائي مشيرا بأن العقبة التي تواجه اتفاقات الدوحة تكمن في الخلاف حول كيفية تطبيق البنود الواردة في اتفاق الدوحة الذي وقع عليه في عام 2007 وليس حول مضامين بنود الاتفاقية.



الاثنين، 23 أغسطس 2010

القاعدة في اليمن: الفقر، الفساد، وجيش من المجاهدين مستعد للقتال

طاف غيث عبد العهد الصحفي في الجارديان البريطانية محافظاتي أبين وشبوة لمدة شهرين تحدث خلالها مع مسئولين أمنيين ومع رجال قبائل وجهاديين، واعد بعد كل ذلك تقريرا من جزأين نشر الأول في عدد أمس الأحد 22 أغسطس من الصحيفة. وأهم ما جاء في التقرير:
• أن الجهاديين في اليمن كما قال مثلهم مثل الفوضى والقذارة يمثلون جزءا من المشهد اليومي وأنهم ينشطون في المساجد التي تديرها الدولة ومراكز تعليم القرآن الكريم ويخدمون في صفوف قوات الأمن في البلاد.
• أن الطبيعة الدينية المحافظة والتكوين الجغرافي الجبلي والقبائل المتمردة والأمية والبطالة والفقر المدقع جعلت خبراء الأمن يطلقون على اليمن اسم "أفغانستان الجديدة."
• ان الرشوة والتحالفات الحكومية والوعود التي لا يتم الإيفاء بها والحملات الفاشلة ضد القاعدة قد أدت إلى ازدهار القاعدة وبروز اليمن كمركز إقليمي لها.
• انه لا حاجة بالصحفي للذهاب إلى أعالي الجبال لسماع الجهاديين فمن سطح فندق في العاصمة اليمنية صنعاء يمكن للشخص سماع خطيب صلاة الجمعة وهو يدعي في نهاية الخطبة "اللهم العن اليهود والنصارى، اللهم اجعل زوجاتهم وأبنائهم عبيدا لنا .."
• أن الحكومة تفقد بسرعة كبيرة سيطرتها في المناطق الجنوبية، وان القبائل التي يصعب السيطرة عليها، جماعات الجهاد، والجماعات المطالبة بالانفصال، والعصابات تحارب كلها الحكومة، وتساهم رغم اختلافاتها الإيديولوجية في إيصال الدولة إلى الفشل بما يؤدي إلى تهيئة الظروف لانتشار التطرف .
• حارب الجهاديون في جعار في عام 1994 ، كما نقل الصحفي على لسان خالد عبد النبي، إلى جانب قوات الرئيس علي عبد الله صالح الذي وعدهم بتطبيق الشريعة وإقامة دولة إسلامية. وعندما انتهت الحرب أعطي الجهاديين وظائف وعينوا ضباطا ومدراء مدارس وبدأت اسلمة جعار فتم تحويل دار السينما إلى مسجد وبدأت النساء بارتداء النقاب وقتل الجهاديون العام الماضي 10 أشخاص ورموا جثثهم في الشوارع لأنهم كما يقولون مثليين.
• أطلق الرئيس صالح القيادي الجهادي خالد عبد النبي وحوالي 175 من أتباعه في عام 2009 بعد وعد الأخير للأول بالمحاربة في صفه ضد المتمردين الشيعة في الشمال والانفصاليين في الجنوب. وقد عاد عبد النبي الى أبين وبدأ في إعادة تأسيس منظمته الجهادية.

السبت، 21 أغسطس 2010

دخل تصويره الأسبوع الثاني وسيعرض في 2012


 صيد السلمون في اليمن 

بدأ في بريطانيا قبل حوالي أسبوعين إنتاج فيلم جديد  اسمه "صيد السلمون في اليمن" الذي يقوم ببطولته كل من  ايوان مكجريجور ، ايملي  بلونت  وكرستين سكوت ثوماس. ويحكي الفلم  الذي يجمع بين الكوميديا والرومانسية والسياسة قصة عالم اسماك بريطاني في منتصف العمر اسمه الدكتور الفرد جونز  كلفته الحكومة البريطانية، بناء على طلب شيخ يمني ثري اسمه محمد ابن زيدي ويعيش في اسكتلندا،  بمهمة مستحيلة وهي  استزراع اسماك السلمون في اليمن وذلك لإن الشيخ اليمني يحلم بتوحيد أبناء شعبه عن طريق رياضة صيد السلمون.   

ورغم ان الدكتور جونز يرفض القبول بالمهمة بالنظر الى طبيعة مناخ اليمن، الا ان السياسيين البريطانيين يمارسون عليه ضغوطا كبيرة حتى يقبل ليتمكنوا من توظيف  الحدث إعلاميا وصرف الناس عن الأخبار السيئة الواردة من العراق وأفغانستان.

وفي حين أن  الكثير من المعلومات حول الفلم ما زالت غائبة، الا انه يخشى أن يكون امتدادا لسلسلة  من الأفلام الغربية التي تسيء للعرب والمسلمين  وخصوصا وان الكثير من الخصائص الإستشراقية تبدو واضحة في مجريات الحبكة  فاليمن بلد صحراوي غارق في الجهل تسكنه القبائل ويسيطر عليه المشايخ ويعاني من التمزق..الخ

قصة الفلم مأخوذة من رواية بنفس الاسم الفها بول توردي ونشرت في عام 2007
    



الشهري يدعو الطيارين الحربين العرب الى هجمات على اسرائيل مشابهة لهجمات 11 سبتمبر

دعا سعيد الشهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يتخذ من اليمن مقرا له الطيارين الحربين العرب إلى تنفيذ هجمات بطائراتهم ضد أهداف إسرائيلية شبيهة بهجمات الـ11 من سبتمبر 2001.

كما دعا الشهري، بحسب موقع الدايلي بيست، المجاهدين إلى استغلال الحرب القادمة بين إسرائيل وإيران متوقعا أن إيران ستلقي باللوم على السعودية لمساعدتها لإسرائيل في تنفيذ هجمات ضد منشاتها النووية وأنها ستستخدم ذلك كمبرر للسيطرة على مكة والمدينة.

وأضاف الهجري في تسجيل صوتي أن مجلس شورى المجاهدين في الجزيرة العربية قد عقد اجتماعا للتحضير لتلك الحرب. وحث الشهري، الذي قضى ست سنوات في سجن جوانتنامو، المجاهدين على اغتيال الزعماء العرب كما حدث للرئيس أنور السادات.

ويوصف الشهري بأنه الرجل الإستراتيجي في القاعدة وانه يقف خلف محاولة اغتيال الأمير محمد نائف نائب وزير الداخلية السعودي.

الجمعة، 20 أغسطس 2010

اليمن المطلوب تغييره (الفصل الرابع عشر: فقر المهاجر)


"قبل سنتين زفروني إلى حرض وهناك تجمعنا 8  أشخاص واتفقنا على المسير معا. عبرنا منفذ الخدور ولم تشاهدنا الدوريات، ولكن بعد عبورنا كيلو متر واحد فوجئنا بعسكري من سلاح الحدود السعودي، كان يختبئ في مزرعة، خرج علينا وأشهر السلاح، وحين رآنا 8 أشخاص تخوف وطلب منا الانبطاح على الأرض وعدم الحركة. وأثناء انبطاحنا لدغت إحدانا عقربة واخذ يصيح ويتألم. الجندي السعودي لم يصدق بل اعتبرها حيلة  وأطلق علينا الرصاص. لم تصب أي منا. كان معنا شاب عمره 17 عاما تلفظ على العسكري ووصفه بالجبان. وعند وصول الدورية السعودية بعد سماع طلق الرصاص، قام الجندي السعودي بلطم الشاب اليمني لطمات متتالية، والله أكثر من 20 لطمة مما أثار استنكارنا، فقام بلطمنا جميعا، حتى الملدوغ من العقرب لم يسلم من اللدغ. ثم قالوا احملوا خويكم وعودوا بلادكم. تركة أبوكم مش في السعودية."    

من حديث مواطن يمني عن تجربته في التسلل إلى السعودية
 إلى صحيفة  الشارع في 5 يناير 2008


شغلت الصحافة اليمنية المستقلة خلال النصف الثاني من أغسطس 2008 بمأساة 250 يمنياً دفع كل منهم ما بين 16 إلى 20 ألف ريال سعودي، أو ما يعادل  800 إلى مليون ريال يمني، لشراء فيزة تمكنه من الدخول والإقامة والعمل في السعودية. البعض باع أو رهن الأرض التي ورثها عن أبيه، والذي ورثها بدوره عن جده، والبعض الآخر باع ذهب الزوجة، والبعض الثالث استدان أموال الناس على أمل أن  يتمكن من سدادها لاحقا عندما يباشر عمله في المهجر.
وقد أتبع أولئك العمال الإجراءات القانونية المطلوبة. وحصلوا على تأشيرات من السفارة السعودية في صنعاء. وابتدأت محنتهم عندما عبروا حدود السعودية. فبدلاً من أن ينتهي بهم الأمر إلى مباشرة أعمالهم، تم وضعهم في الحجز لمدة قاربت الشهر، وبعدها، تم الختم على جوازاتهم بعبارة  "خروج نهائي." وحملتهم الباصات نحو الحدود اليمنية.   وكما يبدو من الموضوعات التي نشرتها الصحف، فإن السلطات السعودية ربما رحلتهم لإنه سبق لهم أن دخلوا السعودية عن طريق التهريب  وتم ألقاء القبض عليهم وأخذ بياناتهم وبصماتهم ثم تم ترحيلهم.
ورغم أنهم هذه المرة دخلوا بطرق شرعية كما يقولون..حصلوا على فيز قانونية..حصلوا على تأشيرات من السفارة السعودية..ربما غيروا بعض البيانات هنا وهناك لضمان أن السلطات السعودية لن تمنعهم من الدخول بسبب ماضيهم..وما أكثر ما يغير اليمني من بياناته ليتمكن من العبور إلى السعودية. لكن كل ذلك لم يحسن فرصهم في الحصول على الوظائف التي يحلمون بها، أو في البقاء في السعودية. لقد تغير العالم في حين أن اليمنيين ما زالوا يفكرون بنفس الطريقة البسيطة، يحلمون بان يسمح لهم بالمرور بعد الحصول على جواز جديد باسم جديد. لا يعرفون أن العالم أصبح أكثر تعقيداً وأنه بات يتعامل مع الناس ببصمة العين وليس فقط الإبهام، وبالصورة وليس فقط بالإسم كما كان عليه الحال.  ولم يشفع لهم فقرهم وما خسروه من أموال لإن الأنظمة التي تتبعها الدول عادة لا عواطف لها ولا مشاعر ولا تتعامل مع بني البشر الا على أنهم أرقام في رقعة الشطرنج.[1]      
قبلها، وتحديداً في الأسبوع الأول من أغسطس 2008، كانت العديد من الصحف والمواقع اليمنية والعربية قد تناقلت  خبرًا حول  وفاة 15  شخصا يعتقد أن منهم 13 يمنيا واثنين من مهربيهم السعوديين في صحراء "المهمل" شمال محافظة "بيشة" السعودية. وذكرت تلك المصادر أن السلطات السعودية عثرت على جوازين يمنيين مع اثنين من الضحايا الـ15، الذين لقوا حتفهم عطشا بعد أن تاهوا في الصحراء، وعلقت سيارتهم في الرمال،  واختفت القصة بنفس الطريقة التي طفت بها. وصحيح أن اليمنيين ليسوا وحدهم الذين يعبرون خط الحدود الذي يفصل بين بلادهم وجارتهم الغنية وأن صوماليين وأفارقة آخرين يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية إلا أن معظم الذين يعبرون الحدود عن طريق التهريب هم يمنيون.   
وقبلها أيضا كانت الصحف والمواقع الإخبارية وخصوصًا اليمنية قد شغلت نفسها في نهاية شهر يونيو وطوال شهر يوليو 2008 بالحريق الذي تعرض له 18 يمنياً كانوا يختبئون في محوى للقمامة بمدينة خميس مشيط السعودية هرباً من ملاحقة السلطات السعودية لهم. وقال المصابون، بعد أن أصبحت قضيتهم محط إهتمام الرأي العام،  أن الجنود السعوديين الذين كانوا يلاحقونهم بسبب دخولهم المملكة عن طريق التهريب قد أشعلوا النار في المحوى وجلسوا يقهقون في إنتظار خروج "أبو يمن" كما يطلق على اليمني في المملكة.   لكن السلطات السعودية أنكرت بأن الدورية التي كانت تلاحق المتسللين اليمنيين هي التي أضرمت النار في المحوى.   وقالت أن الحريق اندلع بسبب قيام مجهولين بإضرام النار.
وفي أواخر يوليو من نفس العام، قالت تقارير صحفية بأن 6 أطفالاً يمنيين تتراوح أعمارهم بين ال14 وال16 من العمر قتلوا برصاص حرس الحدود السعودي خلال محاولتهم التسلل إلى السعودية للبحث عن فرص عمل.[2]  وما أكثر الحوادث الفردية أو الجماعية التي يلقى فيها اليمنيون حتفهم، أما بسبب إنقلاب لوري يحملهم عائدا بهم نحو حدود بلادهم، أو بسبب المعاملة السيئة في السجون السعودية.  وعلى سبيل المثال فقد نشرت صحيفة الشارع اليمنية  في عدديها أرقام 29، و30 الصادرين في 5، و12 يناير 2008 تحقيقاً ميدانياً عن عمليات التهريب إلى السعودية والمخاطر التي يتعرض لها اليمنيون من رجال ونساء وأطفال، والتي تشمل سلب الممتلكات والضياع في الصحراء والموت بسبب الجوع والعطش، أو برصاص حرس الحدود السعودي، أو بلدغ الثعابين، أو بسبب إزدحام السجون.[3]  
لقد كان اليمنيون الشماليون، خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، يتنقلون بحرية بين اليمن والسعودية. ولم يكونوا بحاجة إلى التهرب. كان يكفي أن يحصل الواحد منهم على جواز سفر ليقدمه إلى النقطة الحدودية السعودية التي يمر عبرها فيحصل على تأشيرة دخول. وكان بإمكان اليمني أن يبقى طوال العمر أن شاء. وكان كل المهاجرين إلى السعودية، ومن مختلف الدول، لا بد أن يحصلوا على كفيل سعودي يعملون لحسابه، وهو المسئول عنهم في كل صغيرة وكبيرة. أما اليمنيين فقد كانوا معفيين من ذلك الشرط. ولم تكن الإمتيازات التي يحصل عليها اليمنيون في السعودية تقتصر على حرية دخول المملكة بدون تأشيرة مسبقة والعمل فيها بدون الخضوع لكفيل، بل كانت تمتد إلى حرية مزاولة أنشطة اقتصادية معينة مثل إمتلاك المطاعم والدكاكين والبقالات، وحتى محلات بيع الملابس والزينة والذهب، وغيرها من الأنشطة المشابهة.
وقد تقلصت تلك الإمتيازات تدريجيا.  وفي أغسطس 1990،  وبعد ثلاثة أشهر على توحيد اليمن، بلغ الأمر ذروته.  فقد قام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بغزو جارته الكويت بعد خلاف سياسي بين الدولتين حول مطالبة الكويت بقروض لها لدى العراق، وامتدت الخلافات بين البلدين بعد ذلك لتشمل الحدود وحقول النفط الواقعة على حدود البلدين، ووقفت الجمهورية اليمنية من الأزمة موقفا تقول قيادات اليمن أنه كان محايدًا وأن المجتمع الدولي أساء فهمه وأن هناك من صوره على أنه موقف منحاز إلى جانب العراق.  
وكنتيجة مباشرة لذلك الموقف اليمني، قامت السلطات السعودية بإلغاء الإستثناء الذي كان يعطى لليمنيين، وأعطت مئات الآلاف من اليمنيين فترة لا تتجاوز الشهر لإيجاد كفلاء وتسوية أوضاعهم القانونية أسوة بغيرهم من المقيمين في المملكة. ولم يكن ممكنا لليمنيين، وفي ظل التوتر الذي خلقته أزمة غزو الكويت أن يحصلوا على كفلاء سعوديين شأن غيرهم  من الجنسيات. وكانت النتيجة أن مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين أضطروا إلى بيع ممتلكاتهم، ومحلاتهم التجارية بأسعار بخسة، وعادوا إلى بلادهم. وحدث أمر مشابه للمغتربين اليمنيين في الكويت، وان اختلفت الأسباب.  
ودخلت العلاقات اليمنية السعودية في أزمة شديدة، ولم تبدأ تلك العلاقات في التحسن إلا في عام 1995.  ورغم ذلك التحسن، ظلت أبواب السعودية مغلقة في وجوه اليمنيين، وظل الحضور اليمني في السعودية رمزياً برغم سعي اليمنيين للحصول على كفلاء.  ولعل أبرز انفراج شهدته العلاقات اليمنية السعودية قد كان بعد توقيع الإتفاق النهائي بشأن الحدود بين الدولتين في عام 2000  والذي إعترفت بموجبه الحكومة اليمنية بالسيادة السعودية على المناطق الحدودية المتنازع عليها. ومع أن اليمنيين حكومة وشعباً أملوا أن يؤدي التوقيع على إتفاقية الحدود إلى عودة الإمتيازات التي تمتع بها اليمنيون في المملكة قبل عام 1990، الا أن ذلك لم يحدث.    
ولم يتمكن الكثير من اليمنيين الساعين للحصول على فرص عمل في المملكة  من الإستفادة  من نظام الكفيل، وذلك  بسبب حدوث تحولات في سوق العمل السعودية، وإزدياد الطلب على العمالة الماهرة ، وكذلك بسبب وجود عمالة أسيوية منخفضة التكلفة، وسياسة "سعودة" الوظائف لمواجهة البطالة المتنامية في صفوف السعوديين.   
ولم يجد اليمنيون من طريقة لدخول السعودية سوى السوق السوداء للفيز السعودية، والتي تكلفهم مبالغ طائلة وتجعل البعض منهم يبيع ذهب زوجته أو أرضه ليشتري "الفيزة." وحيث أن السوق السوداء لفيز العمل لا تضمن للعامل أي وظيفة عند دخوله إلى السعودية، فإن فرصته في الحصول على عمل صغيرة في الغالب. وحتى إذا عمل فإن "الإتاوات" التي يتم دفعها للكفيل نظير تجديد الفيزة، أو إستخراج الإقامة، أو أي معاملة أخرى، يمكن أن تبتلع كامل دخله، وقد تضطره للإستدانة للوفاء بتلك الإلتزامات.
وإذا كان التهريب إلى السعودية قد شهد ركودا مع سوء الأوضاع الإقتصادية في السعودية، فإن الطفرة النفطية التي حدثت في السنوات الأخيرة، وتدهور الأوضاع في اليمن، قد جعلت الكثير من اليمنيين ينظرون إلى مغامرة عبور الحدود، رغم ما تحمله من تكلفة مادية ومعنوية، على أنها الأمل الأخير لهم ولأسرهم في الحياة  بعد أن ضاقت بهم السبل داخل بلادهم.
وهكذا تحولت الحدود السعودية اليمنية إلى ممرات للتهريب. تهريب البشر والسلاح والمخدرات والقات والعسل وكل ما يمكن تهريبه. وربما زاد عدد اليمنيين المقيمين في السعودية بشكل غير قانوني عن عدد اولئك المقيمين بشكل قانوني.     
ولم تكن السعودية وحدها من أغلق أبوابه في وجه العمال اليمنيين،  فقد إتبعت دول الخليج الأخرى سياسات مشابهة، واقتصر وجود اليمنيين في معظمها على تمثيل رمزي..وتعددت المبررات..هناك أسباب لها علاقة بالسياسة، وتحديدا بموقف اليمن من الغزو العراقي للكويت. وهناك أسباب تتصل بكون العمالة اليمنية غير ماهرة، أو بارتفاع التكلفة.. وهناك أسباب تتصل بالتكوين الإجتماعي لتلك الدول. ونمت النظرة السلبية إلى اليمني وبحيث صارت بعض الدول تسمح لمختلف القوميات بالحصول على تأشيرات لدخول إلى أراضيها باستثناء اليمنيين، حتى وإن كان الحديث عن تأشيرة عبور.  
وجاءت أحداث ال11 من سبتمبر 2001  لتزيد من إحكام الحصار حول اليمنيين وتشل قدرتهم على الحركة والبحث عن مكان يمكن أن يجدوا فيه رزقا. ولم تعد أبواب الخليج وحدها هي التي أغلقت في وجوههم.  فقد صار من الصعب على اليمني أن يهاجر إلى أمريكا، أو إلى أي دولة أوروبية، أو حتى أن يمر ترانزيت في مطارات بعض الدول.  وتعرض اليمنيون الذين هاجروا إلى أمريكا، وحتى الذين اكتسبوا الجنسية إلى الكثير من المضايقات. والخلاصة أن المهاجر قد أغلقت في وجه اليمنيين، وباءت محاولات الحكومة اليمنية بفتح أسواق الخليج أمام العمالة اليمنية بالفشل حتى الآن.
وما زالت الحكومة اليمنية تراهن على فتح أسواق الخليج أمام العمالة اليمنية تارة، وعلى ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي تارات أخرى..وليس من المستبعد أن تؤدي الأزمة المالية العالمية والتراجع الحاد في أسعار النفط  إلى تراجع إقتصادي في المملكة العربية السعودية يضطر معه الكثير من اليمنيين إلى العودة إلى بلادهم.     


[1]  انظر على سبيل المثال: فواز غانم، "250 شابا في مهب الريح"، الغد، العدد (75)، 22 سبتمبر 2008، 4؛ سامية الأغبري، "نحو 230 يمنيا خذلتهم الفيزا السعودية وخارجية صنعاء قالت لهم هذا قرار سعودي ايش نسوي لكم"، الشارع، العدد (66)، 20 سبتمبر 2008،  2
[2]  موقع Gulf in the Media ، نقلا عن موقع نبأ نيوز بتاريخ 27 يوليو 2008.
[3]  انظر:محمد غالب عزوان، "قصص وحوادث مثيرة عن المتسللين اليمنيين الى السعودية"، الشارع، العدد (29)، 5 يناير 2008؛ "الشارع تتجول في مناطق الحدود الشمالية مع السعودية، وتقوم برحلة في طريق تهريب القات والمخدرات"، الشارع، العدد (30)، 12 يناير 2008. 

حرب النظام ضد المشايخ


توظف الأجهزة الأمنية قناة السعيدة في الدعاية ضد المشايخ  وإظهار الدولة عكس ما هي عليه من ضعف..

ولا احد بالتأكيد يمكن  أن يدافع عن المشايخ وخصوصا إذا كانوا من طراز الفاشق أو طفاح أو منصور أو غيرهم ..

لكن المشكلة الكبيرة في اليمن تكمن كما كتب احمد الصوفي ذات مرة في أن الدولة ليست أكثر من قبيلة  والرئيس ليس أكثر من شيخ ..

بل أن أي مقارنة عادلة بين سلوك "طفاح" شيخ مسلسل "همي همك" الذي بثته قناة السعيدة  تجاه رعيته وسلوك صالح تجاه مواطنيه  لن تكون  لصالح الأخير. فشتان بين ما حدث لعبد الكريم الخيواني، محمد المقالح، عبد الإله حيدر شائع،  وكمال شرف وغيرهم وبين ما حدث لشوتر وجعفر على أيدي الشيخ طفاح.

وشتان بين دولة "همي همك" في قناة السعيدة ودولة الجمهورية اليمنية. ففي الأولى يذهب فتيني  إلى القسم ليبلغ السلطة بان الشيخ "طفاح" لديه سجن خاص فيخرج احد الضباط مع فتيني لضبط طفاح  وتحرير الرعية وما أن يسمع طفاح بالخبر حتى يهرع  إلى إطلاق السجين ورشوته حتى ينكر انه كان مربوطا إلى النخلة..

أما في دولة الجمهورية اليمنية، فان المئات من أبناء الجعاشن الذين شردهم الشيخ منصور وصادر بيوتهم وممتلكاتهم ونكل بهم اشد تنكيل لم يدعوا باب مؤسسة من مؤسسات الدولة اليمنية إلا وطرقوه. وفي الوقت الذي اسمعوا فيه أصواتهم للعالم كله ما تزال الدولة اليمنية عمياء لا ترى وصماء لا تسمع  وبكماء لا تنطق ومشلولة لا تستطيع الحركة.

لا غرابة إذن أن يواجه المشاهدون صياح فتيني  "هناك قانون" بالضحك لهذه الكوميديا السوداء التي ينتجها الأمن القومي وترعاها السعيدة.  

ومن الواضح ان هناك من يعتقد أن  الدعاية ضد المشايخ وخلق الحقد الاجتماعي ضدهم  كفيل بأضعافهم وحل مشكلة المجتمع وتقوية الدولة.. لكن تجربة أهالي الجعاشن تقول شيئا آخر.  فالدعاية ضد المشايخ تضعف الدولة أكثر فأكثر وتطعن في أي شرعية يمكن إن تدعيها.

والحقيقة المرة هي أن النظام اليمني  يزيد في سب المشايخ فيزدادون قوة وتماسكا ونفوذا بينما تزداد قوة النظام تراجعا واضمحلالا ربما لان الدعاية ضد المشايخ هي في جوهرها دعاية ضد نظام هش يتلاعب به المشايخ يمينا ويسارا ولا يملك ذلك النظام في مواجهتهم سوى  ممارسة الدعاية المستترة ضدهم.

وهناك بالطبع طرق عدة لإضعاف المشايخ والتخلص من تأثيرهم واهمها أن يتم أعمال مبادئ المواطنة المتساوية وسيادة القانون على الجميع وفي مقدمتهم الرئيس وأركان حكمه وإذا ما حدث ذلك فلن يكون هناك حاجة لمقاربة سطحية لمشكلة المشايخ كتلك التي يقدمها "همي همك."  

أما أحسن أسلوب يمكن للأمن القومي استخدامه في الدعاية للدولة فهو أن يتوقف عن خطف المواطنين اليمنيين وإخفائهم أو اعتقالهم خارج نطاق الدستور والقانون..

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

فكري قاسم لمن لا يعرفه

لا ينقص فكري قاسم الفكاهة أو النذالة فلديه الكثير من كل ذلك وما ينقصه بحسب الذين يعرفونه عن قرب أو يقرؤون صحيفة حديث المدينة هو المبادئ والأخلاق التي تحكم العمل الصحفي. 

يقدم فكري نفسه على انه معارض وليبرالي ومكافح للفساد ومعاد للمشايخ. ولعل المرونة الأخلاقية لفكري هي التي أهلته للعب كل تلك الأدوار.. 

فهو يكتب في صحيفة الجمهورية الرسمية، ويدافع باستماتة عن حق موانئ دبي في الحصول على ميناء عدن ويصول ويجول ويصرح ويعلن تضامنه مع قرار الحكومة اليمنية وكأنه وكيل موانئ دبي في اليمن رغم علمه التام بما انطوت عليه الصفقة من اضرار بالمصلحة الوطنية. هل يحق لمثل هذا الشخص اليوم أن يقرف القارئ بصفحات عن صفقة الغاز وعن فساد الحكومة اليمنية؟

وعندما تظهر قضية أصحاب الجعاشن يرسل فكري صحفيا ليعمل مقابلة مع منصور ويعمل فكري على تهذيب المقابلة ونشرها بما يمنع جرح مشاعر الشيخ منصور.. 

ويعمل فكري مطبلا لحمود الصوفي ومنظما لمهرجان الرياحين والمباخر ويدفع بأحد المهمشين لكتابة مقال يمدح فيه الصوفي . وبعد ذلك كله يتحدث باسم المهمشين.

ويمتاز فكري عن غيره من الكتاب بنذالة تجلعه هو دون غيره يكتب المقال وينشره في إحدى الصحف ثم يتنكر له في اليوم الثاني لان البذاءة التي احتواها تفوق في عفونتها بحيرة عصيفرة الشهيرة. لكن القراء يعرفون أن تلك روائح فكري وليس غيره. فكري الساعي لتحرير مهمشي اليمن والمعادي للمشايخ ما عدا مشايخ بركان ودي السفال و....كل صاحب صميل.

ولا يعرف فكري أن القضايا الجنائية خطا احمر في كل الدول وكل الشرائع الأرضية والسماوية ..فهو يعتقد أن التظاهر بالاستقلال والعمل في ذات الوقت مع .... يجعله في حل من كل القوانين والمبادئ.. 

ولذلك يحاول في الخبر التالي الذي أوردته صحيفة حديث المدينة إثارة مهمشي اليمن المسحوقين بقصة نسجها خياله المريض وأهدافه الخبيثة الساعية لتمزيق المجتمع وإغراق البلاد في الفوضى الخلاقة. ولو أن فكري اتبع الصدق والأمانة الصحفية في تحقيق أهدافه الشيطانية لعذره الناس ..لكنه لم يتبع سوى الكذب والزور والبهتان..



قبل وصولهما إلى ا لمستشفى طلب «خطاب» من والده أن يكتب للشيخ تنازلاً في حادث الصدام وحين وصلا قتله الشيخ ومرافقوه لأنه طلب منهم شراء العلاج لإخوانه المصابين

الخميس , 24 يونيو 2010 م

عصر الثلاثاء 8 يونيو الماضي قدم الشيخ مقبل مرشد العديني عرضاً مروعاً للعنصرية العرقية المقيتة.
كان خطاب طلال عبده أحمد المخلافي17 عاماً، في قسم الطوارئ بمستشفى الروضة بمحافظة تعز ،حيث كان 4 من أشقائه يتلقون العلاج بعد إصابتهم في حادث صدام بين السيارة التي تقلهم وسيارة الشيخ مرشد في الخط الرابط بين مخلاف والعدين.
غادر قسم الطوارئ وبيده روشتة الدواء شدد الطبيب على توفيرها في تلك اللحظة تاركاً والده طلال مع أشقائه المصابين" زعيم" الذي يصغره بـ4 سنوات ويعاني من كسر في يده اليمنى فيما كانت اصابات الثلاثة الأخرين طفيفة وهم: فتاح 15 عاماً وفريد 13عاماً ومبارك 11 عاماً.. لم يتمكن خطاب من شراء الدواء ،إذ إن تكلفته بلغت 7 آلاف ريال وهو يساوي ضعفي المبلغ الذي كان بحوزته.
عاد الشاب الأسمر خائباً وعند مدخل المستشفى رأى الشيخ مقبل مرشد العديني في باحة المستشفى رفقة آخرين، استبشر خيراً، وتوجه نحوه وطلب منه أن يتحمل جزءاً من نفقة العلاج، باعتباره السبب في ما أصاب أشقاءه الاربعة. فرد عليه : روح من هنا.. متى قد كان للأخدام حقوق وعلاج.
صعق خطاب من رد الشيخ العديني ولم يتمالك نفسه ونشبت بينه والشيخ مشادة كلامية، وخلال ثوان تدخل ثلاثة من مرافقي الشيخ لإسكات صاحب البشرة السمراء. باشروا الاعتداء عليه باعتباره (خادماً) رفع صوته في وجه الشيخ وهذه جريمة لا يسكت عنها وخطر يزعزع مكانة النبلاء(!).
بعد ضرب خطاب تم جرجرته من الشيخ واثنين من مرافقيه إلى خارج بوابة المستشفى وهناك تابع الشيخ ومرافقوه الاعتداء على صاحب البشرة السمراء على مرأى من أفراد أمن المستشفى، والمرضى ومرافقيهم فضلاً عن المارة من أمام المستشفى ولم يتدخل أحد لإنقاذه.
خارج بوابة المستشفى انهال الشيخ ومرافقوه على خطاب بالضرب، مستخدمين أحياناً عصي خشبية، وأحياناً يوجهون له الركلات واللكمات.
وبحسب إفادة الشهود في محاضر تحقيقات البحث الجنائي، استمرت عملية التنكيل بصاحب البشرة السمراء قرابة 10 دقائق، لكن ذلك لم يطهره من جريمة التطاول على سيد أبيض البشرة!
بالنسبة للشيخ الذي يكتسب قيمته الاجتماعية من بياض بشرته ،فالطريقة الوحيدة لتطهير خطاب من جريمته ووضعه عبره لكل ابناء عمومته هي القتل.
وحين قرر تنفيذ العقوبة انتزع أحد مرافقيه جنبية الشيخ وغرزها في ظهر خطاب. ثم أخذ مفتاح سيارة الشيخ ولاذ بالفرار، وبعد ثوان فر مرافق آخر، لكن الشيخ واثنين آخرين من مرافقيه تم احتجازهم من قبل أمن المستشفى.
مزق نصل جنبية الشيخ رئة خطاب واخترقت الكلى . فسقط مضرجاً بدمائه امام بوابة المستشفى.
كان والد خطاب، ما يزال في القسم الطوارئ بجوار ابناءه المصابين، كان هلعاً عليهم حال بلغه خبر حادثة الإصطدام وبعد ان قضى معهم قرابة ساعة كاملة وطمأنه الطبيب على حالتهم الصحية استتب الهدوء في فؤاده للتو، وقرر في اعماق نفسه تقديم تنازل عن حقة المدني واعفاء المتسبب من أي التزامات.
لم يطل استتباب الهدوء في فؤاد الأب الذي كان ينتظر خطاب ومعه الدواء.؛ إذ جاء النذير يحمل الخبر الشؤم: الشيخ واصحابه طعنوا خطاب.
هرع طلال إلى خارج المستشفى وشاركه اخرون في حمله خطاب إلى قسم الطوارئ حيث يرقد اشقاؤه المصابون، غير أن ادارة المستشفى رفضت التعامل مع حالة خطاب ونصح الأب بإسعافه إلى المستشفى الجمهوري.
أُسعف خطاب إلى المستشفى الجمهوري وقبل أن يستقر جسده على سرير قسم الطوارئ هناك صعدت روحه.
بعد أسبوع بالتمام، تحدث لــ«حديث المدينة» طلال المخلافي وهو مدرس مادة الاجتماعيات بمدرسة علي عبده بمخلاف شرعب عن وقائع الجريمة. كان متعباً، حزيناً. وبصوت مبحوح شرح تفاصيل « عنصرية عرقية لشيخ ببشرة بيضاء استباحت حياة ابنه البكر».
" كان مطيعاً ومتديناً" وصف الاب ابنه القتيل.
عقب ارتكاب الجريمة حظرت الشرطة إلى المستشفى واخذت الشيخ واثنين من مرافقية إلى السجن وبعد يومين احيلوا إلى البحث الجنائي حيث ما يزالوا محتجزين هناك في حين فر منفذ عملية القتل ومرافق رابع.
مر اسبوع بالتمام، والجناة لم ينالوا جزاءهم بعد، ذلك لأن المشائخ يتمتعون بحماية الرئيس علي عبدالله صالح ولديهم اعتمادات مالية وحصص شهرية من الرصاص.
إلى فخامة الرئيس فإن منفذ عملية القتل (م . ع . ق) هو جندي في مديرية حيس بمحافظة الحديدة.
ماذا ستفعل الآن؟ سألت «حديث المدينة» مدرس الإجتماعيات ، فأجاب بأنه عازم على استرداد حقهم من «الجناة» وأنه وافراد اسرته وعدد من المنظمات الحقوقية سينفذون مسيرة سلمية صباح غد الإثنين في شوارع مدينة تعز للتنديد بتراخي الأجهزة الأمنية عن اداء دورها في ضبط بقية الجناة.
وكان الأب وعشرات أخرين اعتصمو الاثنين الماضي أمام ديوان المحافظة مطالبين بضبط الجناة وحين جاء علي العمري نائب مدير أمن المحافظة إلى موقع الإعتصام طلب منهم أن يمنحوه يومين فقط لضبط الجناة.
انتهت المهلة الأربعاء الماضي والجناة مايزالوا فارين.
خطاب وهو طالب في الصف التاسع كان ضحية عنصرية عرقية لطالما اعتمدت السلطة على تجذيرها عبر وسائل اعلامها ضد خصومها سياسياً كما حدث مع حسن باعوم وفيصل بن شملان، وآخرين.
مساء الجمة الماضية استمعت «حديث المدينة » للأب الحزين. كان ما يزال تحت تأثير العرض العنصري المقيت، وافاد بصوت باك: الخميس الماضي فقدت أم خطاب الوعي ودخلت في حالة غيبوبة ونقلت إلى مستوصف أمان.

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

أسطورة الحياد!


د. عبد الله الفقيه
أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء
 عن صحيفة الرشد
للحقيقة في عالمنا المعاصر ثلاثة أبعاد: بعد موضوعي، وبعد إعلامي، وبعد إدراكي. البعد الموضوعي يتمثل في الأحداث كما تجري تفاصيلها على ارض الواقع؛ والبعد الإعلامي، وهو الصور التي يعكسها الإعلام لتلك الأحداث وهي في الغالب صور "مفلترة" تعكس أجندة وانحيازات ومصالح وسائل الإعلام والممولين لها والعاملين فيها. أما البعد الثالث فيتمثل في ادراكات جمهور المشاهدين الذين يتأثر فهمهم وتفاعلهم واستجاباتهم للرسائل التي يتعرضون لها  بما لديهم  من انحيازات  واحكام مسبقة وتجارب وتصورات عن مختلف الظواهر من حولهم. ومن المؤسف أننا نعيش في عالم تتلاشى فيه الحقائق الموضوعية مفسحة الطريق للحقائق التي يصنعها الإعلام أو يدركها المتلقون. 
ومع ان الافتراض هو ان الإعلام محايد  الإ ان وسائل الإعلام تمارس باستمرار عمليات فرز..فبعض الموضوعات والأحداث تحظى بالتغطية بمعنى الظهور في وسائل الأعلام بشكل متكرر  والبعض الآخر يحظى بالتغطية عليه أي بالعمل على إخفائه بشكل متكرر أيضا.  ومع انه من المنطقي أن يعتقد الواحد منا  ان الموضوعات الهامة للناس تحظى بالتغطية الإعلامية، الإ ان ذلك الاعتقاد ليس صحيحا دائما. فالأجندات المهيمنة في المجتمع هي التي تحدد ما الذي يغطي وكيف يتم تغطيته وما الذي يتم التغطية عليه.      
وصحيح ان وسائل الإعلام لا تستطيع ان تقول للناس كيف يفكرون في قضية معينة، كما يقول الخبراء، الإ أنها تستطيع ان تقول للناس ما الموضوعات التي ينبغي ان يفكرون بها  وأي تلك الموضوعات أكثر أهمية من غيرها.
لقد مارس الإعلام الأمريكي والأوروبي المتهم بعدائه للعرب والمسلمين وتحيزه لإسرائيل، ومعه بعض وسائل الإعلام العربية على سبيل المثال كافة أشكال  الفلترة على  جرائم إسرائيل في غزة أواخر عام 2008.  وتم في الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية إما تجاهل ما يحدث في غزة تماما، وهو ما يعني نفي وجودها، أو تغطيتها بشكل هامشي وهو ما يعني عدم أهميتها، أو تغطيتها بطريقة تفرغها من أبعادها الحقيقية وتحول الضحية إلى جان والجاني إلى ضحية. وللتمثيل فقط فقد دأبت الكثير من وسائل الإعلام الغربية على إنهاء تغطيتها بالإشارة إلى ان العمليات الإسرائيلية في غزة هي لحماية الإسرائيليين من صواريخ حماس. 
وفي مواجهة إعلام غربي وعربي يحاول التغطية على ما يحدث أو غير قادر على الوصول إلى مكان الحدث، لعبت قناة الجزيرة يومها دورا جوهريا في نقل الأحداث على الهواء وفي توثيق المجازر التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني.
وما حدث في غزة يومها، وربما انه يحدث لأول مرة في التاريخ الإنساني، هو أن البعد الموضوعي لعمليات الإبادة قد تزامن  مع بعد إعلامي  نقل الصواريخ  إلى غرف النوم  وغرف الجلوس في كل بيت عربي. ونجحت قناة الجزيرة في جعل مشاهدها يواجه مصيره المحتوم  مثله مثل الفلسطيني وان بشكل مختلف. وفي الوقت الذي كان فيه الإعلام الأمريكي والأوروبي يصور المذابح في غزة على انها ملاحقة لإرهابيين يهددون امن اليهودي المسالم في اسرائيل، كانت الجزيرة تبث وعلى الهواء جرائم القتل الجماعي للنساء والأطفال والعزل من السلاح. وفرضت تغطية الجزيرة للوقائع على الأرض على الزعماء العرب والغربيين وضع ما يحدث في غزة على راس قائمة الموضوعات التي  ينبغي التصرف بشأنها.

في رسالة الى الرئيس ... المشترك يطالب بالغاء اللجنة العليا للإنتخابات ويصفها بالكيان الملتبس

الأخ/ علي عبدالله صالح ـ رئيس المؤتمر الشعبي العام المكرم ..
الإخوة/ قيادة المؤتمر الشعبي العام الأكارم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:فوجئنا بالخبر المنشور في وسائل الإعلام العامة وإعلام حزب المؤتمر الشعبي العام عن اجتماع لمسمى اللجنة العليا للانتخابات يوم الاثنين 28 شعبان 1431هـ الموافق 10 أغسطس 2010م أقرت فيه ما سمي بالبرنامج الزمني التنفيذي لمرحلة مراجعة وتعديل جداول الناخبين 2010م.الأمر الذي أوجب مخاطبتكم كشريك في لجنة التهيئة والإعداد المشتركة للحوار الوطني باعتبار أن الإيعاز لمسمى هذه اللجنة بالعودة لممارسة الدور المناط بها والمرسوم لها في تسميم أجواء الحوار وتفخيخ العلاقات بين القوى السياسية المنضوية في التهيئة والإعداد للحوار الوطني في هذا التوقيت الحساس، لا يخدم مسيرة الحوار التي بدأت التهيئة لها بتوقيع محضر السادس من شعبان 1431هـ ، كما أنه يحبط مبكراً الجهود الوطنية التي تبذلها اللجنة المشتركة للتهيئة والإعداد للحوار الوطني لإقناع الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية المتشككة في جدية هذا الحوار بل والمراهنة على تعثره وفشله.

إننا نتمنى عليكم إيقاف هذا العبث، وإلغاء هذا الكيان الملتبس، الذي لم يكن منذ نشأته إلا جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل، والكف عن إرسال المزيد من الرسائل السلبية التي لا تثمر إلا مزيداً من التأزيم لأوضاع سياسية واقتصادية وأمنية على شفير الهاوية، بعد أن عزت معها الحلول والمعالجات، وضاقت الخيارات المتاحة، وبات الحوار الوطني الشامل الذي لا يستثني أحداً، والذي يجري الإعداد والتهيئة له اليوم، هو خيار الفرصة الأخيرة الذي يجب دعمه وإنجاحه بدلاً من وضع الألغام في طريقه.ولنا أمل في أن العقلانية التي أفضت إلى محضر السادس من شعبان كفيلة بإحباط مرامي المتربصين بالوطن وأن روح المسؤولية التي يجب أن نتحلى بها جميعاً قادرة على السير بهذا الحوار إلى ما فيه صالح الوطن وأبنائه.وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه وتقبل طاعتكم، وصوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً إن شاء الله.عن أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم.
د/محمد عبدالملك المتوكل

الاثنين، 16 أغسطس 2010

اليمن المطلوب تغييره (الفصل الثالث عشر: تنامي الفقر الشامل)



"إن الفقر في اليمن لم يعد مجرد مشكلة إقتصادية بل أصبح بمثابة محنة وطنية ذات أبعاد تتجاوز مجرد حرمان الفقراء من الحصول على السلع والخدمات الأساسية بل تصل إلى حد حرمانهم من أية فرص حقيقية لتحسين أحوالهم… "
د.  ياسين الشيباني، أستاذ القانون بجامعة صنعاء
من دراسة بعنوان الفقر والديمقراطية

يشكل فقر التعليم، وفقر الصحة، وفقر الدخل، وفقر العمل، والأشكال الأخرى من الفقر ما يمكن أن يطلق عليه شبكة الفقر الشامل. والمشكلة هي أن تلك الشبكة تزداد اتساعاً وعمقاً من خلال تفاعلها مع بعض الظواهر الأخرى مثل المعدل المرتفع للنمو السكاني، والإختلال في توزيع السكان بالنسبة للموارد، وغير ذلك.  
جدول رقم (66): معدل النمو السكاني في اليمن وبعض الدول العربية الأخرى خلال الفترة 2000-2005
العراق
2.2
الكويت
2.2
قطر
1.9
الإمارات
2.5
البحرين
1.7
ليبيا
1.9
عمان
2
السعودية
2.1
الأردن
2.2
لبنان
1
تونس
1
الجزائر
1.5
فلسطين
3
سوريا
2.2
مصر
1.7
المغرب
1.2
السودان
2.1
جيبوتي
1.7
اليمن
2.9
الصومال
2.8
Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008
جدول رقم (65): معدل الخصوبة في اليمن والدول العربية الأخرى خلال الفترة 2000-2005
العراق
4.9
الكويت
2.3
قطر
2.9
الإمارات
2.5
البحرين
2.5
ليبيا
3
عمان
3.7
السعودية
3.8
الأردن
3.5
لبنان
2.3
تونس
2
الجزائر
2.5
فلسطين
5.6
سوريا
3.5
مصر
3.2
المغرب
2.5
السودان
4.8
جيبوتي
4.5
اليمن
6
الصومال
6.4
Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008
لا يمكن القول أن نمو السكان بمعدل عال هو الذي يخلق الفقر، أو يحوله إلى قدر  لا مفر منه. فالفقر في جانب كبير منه صناعة بشرية ينتجه البعض ليستهلكه البعض الآخر.  وللتمثيل فقط، فإن الفساد، بكافة أشكاله، يؤدي إلى شفط الموارد العامة التي يمكن الإستفادة منها في بناء وتجهيز المدارس وفي دعم الفقراء وفي تحسين الخدمات الصحية وبناء الطرق وغير ذلك من البرامج،  وتحويلها إلى الجيوب الخاصة. كما أنه يساهم، في ظل غياب أنظمة الثواب والعقاب والحماية للمواطنين، في تحويل القضاة وأعضاء النيابات العامة وعقال الحارات وأقسام الشرطة ومدراء المدارس والعاملين فيها والمرافق الصحية ومرافق البلديات  وموظفي الحكومة بشكل عام إلى نظام متكامل للتصيد والتهطش والإفقار المنظم  للمواطن.   
وإذا كان هناك من علاقة بين الفقر والتكاثر البشري في اليمن، فإن التفسير الأقرب للواقع لتلك العلاقة، هو أن  التكاثر السكاني بمعدلات مرتفعة يمثل نتيجة للفقر وليس سببا له. فانتشار الأمية وضعف التعليم وخصوصا للفتيات،  وغياب الوعي وضعف الخدمات الصحية المقدمة للأمهات، وغياب فرص العمل وغيرها من العوامل تعمل مجتمعة على حصر وظيفة الإنسان في الإنجاب.     
وتؤدي المعدلات العالية للنمو السكاني، في غياب السياسات الحكومية الفعالة القادرة إما على خلق موارد جديدة أو إستغلال الموارد المتاحة الإستغلال الأمثل  أو حتى السيطرة على النمو السكاني، إلى تحويل الفقر من أزمة مؤقتة يمكن تجاوزها بتبني سياسات حكومية عادلة وفعالة إلى دائرة مغلقة تزداد اتساعا مع مرور الزمن ومع زيادة السكان.    
وهذا هو الوضع في اليمن في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، أي بعد إنقضاء ألفي سنة وبدء ألف ثالثة على ميلاد المسيح عليه السلام. وما يحدث هو أن معدلات الأمية والفقر والبطالة تتغذى  على معدل عال من نمو السكان لا يقابله معدل مماثل في خلق الموارد الجديدة أو في تحسين طرق استغلال الموارد المتاحة. 
جدول رقم (67): عدد سكان اليمن وبعض الدول العربية الأخرى بالملايين
الدولة
2005
2015
العراق
28
34.9
الكويت
2.7
3.4
قطر
0.8
1
الإمارات
4.1
5.3
البحرين
0.7
0.9
ليبيا
5.9
7.1
عمان
2.5
3.1
السعودية
23.6
29.3
الأردن
5.5
6.9
لبنان
4
4.4
تونس
10.1
11.2
الجزائر
32.9
38.1
فلسطين
3.8
5.1
سوريا
18.9
23.5
مصر
72.8
86.2
المغرب
30.5
34.3
السودان
36.9
45.6
جيبوتي
0.8
1
اليمن
21.1
28.3
الصومال
8.2
10.9
Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008
وتملك اليمن معدلاً مرتفعاً للخصوبة، والذي يعرف على أنه عدد المواليد لكل امرأة في سن الإنجاب،  هو واحد من أعلى المعدلات في العالم (انظر الجدول رقم  65) حيث بلغ 6 مواليد  خلال الفترة 2000-2005  مقارنة بـ3.2 مولود في مصر، و4.8 في السودان، و4.5 في جيبوتي. وإذا ما تم إستثناء الصومال، التي تعيش حالة المجتمع البدائي، فإن اليمن تعتبر الأسوأ في العالم العربي من حيث معدل الخصوبة.    
كما تملك اليمن أيضاً معدلاً مرتفعا للنمو السكاني يقدره البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة بحوالي 3% خلال الفترة 2005-2015. وللمقارنة، فإن  البرنامج الإنمائي يقدر معدل النمو خلال نفس الفترة في العراق والكويت بـ2.2%،  وفي قطر وليبيا ب1.9%، وفي لبنان وتونس ب1% فقط (انظر الجدول رقم  66).  وفي الوقت الذي يتزايد فيه عدد السكان في اليمن بمعدل يزيد عن ال3 %، فإن الواضح  أن الإقتصاد ينمو بمعدل أقل من ذلك وهو ما يعني أن الضيوف الجدد يمثلون عبئا على مضيفيهم الذين لم يحسبوا حسابهم عند إعداد الوليمة.  
وقد بلغ عدد سكان اليمن (انظر الجدول رقم 67)  حوالي 21 مليون في عام 2005. ويزيد سكان اليمن بمعدل 700 ألف نسمة في العام وهو ما يساوي حوالي 2000 شخص في اليوم الواحد أو 80 شخص في الساعة.[1]  وعندما يصل هذا الكتاب إلى يد القارئ سيكون عدد سكان اليمن قد وصل إلى حوالي 24 مليون نسمة.  ويتوقع أن يصل عدد سكان اليمن إلى 28 مليون في عام 2015. ولا يمكن لأحد أن يكره الزيادة في السكان في اليمن لأنهم يشكلون عامل قوة إذا توفرت لهم الصحة والتعليم والتغذية الصحية وفرص العمل. لكن إضافة ملايين جديدة من الفقراء  إلى الملايين الحالية من الفقراء لن يعني سوى المزيد من الفقر والأمية والبطالة والتشرد.      
تعاني اليمن العديد من المشاكل المتصلة بالسكان، فقد بلغ سكان الحضر في اليمن في عام 2005 حوالي 27.3 %  من إجمالي  السكان. ويتوقع أن يبلغ سكان الحضر في عام 2015 حوالي 32% فقط، في حين يبلغ سكان الحضر في مصر حوالي 43%، وفي عمان 71.5،  وفي السعودية 81%، وفي سوريا 50.6%،  وفي الجزائر 63.3%. وكما هو واضح من الجدول فإن اليمن تملك أسوأ معدل في العالم العربي لسكان الحضر.


جدول رقم (68): نسبة سكان الحضر في اليمن والدول العربية الأخرى
الدولة
2005
2015
العراق
66.9
66.9
الكويت
98.3
98.5
قطر
95.4
96.2
الإمارات
76.7
77.4
البحرين
96.5
98.2
ليبيا
84.8
87.4
عمان
71.5
72.3
السعودية
81
83.2
الأردن
82.3
85.3
لبنان
86.6
87.9
تونس
65.3
69.1
الجزائر
63.3
69.3
فلسطين
71.6
72.9
سوريا
50.6
53.4
مصر
42.8
45.4
المغرب
58.7
65
السودان
40.8
49.4
جيبوتي
86.1
89.6
اليمن
27.3
31.9
الصومال
35.2
40.1
Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008
وتجد الحكومة اليمنية، كما تقول، صعوبة كبيرة في نشر خدمات التعليم والصحة والكهرباء والطرق في المناطق الريفية بسبب طبيعة التوزيع السكاني الذي يغلب عليه التجمعات السكانية الصغيرة والمتباعدة والتي تنتشر في الجبال والوديان والسواحل. [2]  كما تجد الحكومة، وبنفس القدر، صعوبة في تغطية المناطق الحضرية بالخدمات لإن ظاهرة التحضر تنمو بمعدلات كبيرة حيث ينمو سكان العاصمة صنعاء مثلا، بمعدل  وصل إلى 10% سنويا، ولأن الموارد كما تقول الحكومة محدودة. [3]      
وبالتأمل فيما تقوله الحكومة وما تفعله، يبدو واضحاً أن الحكومة لا تمتلك سياسة سكانية واضحة تجاه التحضر، أو التشتت السكاني، وهي بالتالي تستخدم التركز السكاني كمبرر لغياب الخدمات أو ضعفها. كما تستخدم التشتت السكاني كمبرر أيضًا لضعف، أو غياب الخدمات. أما توزيع الخدمات ذاته فلا يتبع معايير أو خطط واضحة وإنما يخضع لمعايير الوجاهة الإجتماعية والولاء السياسي والقرب من صناع القرار.
وتبدو الحكومة حريصة على إبقاء السكان في الريف نظرًا لما يوفره لها التشتت من قدرة على السيطرة وضمان الأصوات في الإنتخابات. وقد تعلمت الحكومة من الدورات الإنتخابية البرلمانية والرئاسية، التي عقدت خلال السنوات الـ18 الماضية من عمر الوحدة اليمنية، أن التمرد السكاني في الحضر يجعلها تحت رحمته ويقود في الغالب إلى التصويت ضدها. ولذلك توجهت الحكومة إلى نشر بعض الخدمات في الأرياف مع إضعافها في المدن.  ولعل الإستثناء لتلك القاعدة هو الشوارع المؤدية من وإلى القصر الرئاسي، وجامع الرئيس، والمناطق المحيطة بهما. وفيما عدا ذلك فإن بعض مناطق الأرياف، وخصوصا حول العاصمة، تتمتع بمستوى من الخدمات يفوق المستوى الذي تنعم به بعض الأحياء في العاصمة.  وفي حين يتم شق طريق بمئات الملايين لخدمة بضع مئات من الأشخاص على قمة جبل، فإنه لا يتم زفلتة حتى شارع واحد في حي داخل العاصمة يسكنه أكثر من ثلاثين ألف شخص.   
وفي ظل غياب المعايير الإقتصادية والسكانية الواضحة والتي يتم على ضوئها شق وسفلتة الطرق، وتوصيل الكهرباء والماء،  فإن ما جري وما يجري خلال السنوات الحالية هو تبديد للموارد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حيث تنفق الحكومة مئات بل وآلاف الملايين على طرق  ومشاريع خدمات في مناطق لا يجد فيها السكان ما يسد رمقهم وليس لها أي عائد إقتصادي في حين أنه كان يمكن جمع أولئك السكان في مكان واحد وبناء مدينة لهم وتقديم تلك الخدمات وتوفير مبالغ طائلة يمكن استخدامها في خلق أنشطة اقتصادية مفيدة.        
وإذا ما تم إستثناء فلسطين، فإن اليمن تملك أعلى معدل من بين الدول العربية في نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة إلى إجمالي السكان في عام 2005 (انظر الجدول رقم 69) وهو 45.9% في حين بلغ المعدل في  لبنان وتونس والبحرين والإمارات والجزائر وقطر والكويت أقل من 30%. وبلغ المعدل في ليبيا والمغرب ومصر وعمان والسعودية أقل من 35%.  ووجود نسبة عالية من السكان تحت سن 15 سنة يعني أن هناك شريحة كبيرة من السكان بحاجة إلى الخدمات الأساسية من رعاية صحة، وتعليم، وتغذية وغير ذلك.   
جدول رقم (69): نسبة السكان تحت سن ال15 سنة  في اليمن وبعض الدول العربية
الدولة
2005
2015
الإمارات
19.8
19.7
قطر
21.7
20.6
الكويت
23.8
22.5
تونس
26
22.5
البحرين
26.3
22.2
لبنان
28.6
24.6
الجزائر
29.6
26.7
ليبيا
30.3
29.4
المغرب
30.3
26.8
مصر
33.3
30.7
عمان
33.8
28.6
السعودية
34.5
30.7
سوريا
36.6
33
الأردن
37.2
32.2
جيبوتي
38.5
33.5
السودان
40.7
36.4
العراق
41.5
36.6
الصومال
44.1
42.9
فلسطين
45.9
41.9
اليمن
45.9
42.4
Source: UNDP, Human Development Report 2007-2008
 وتعاني اليمن التي تبلغ مساحتها حوالي 460 ألف كم مربع من وجود إختلال كبير في توزيع السكان بالنسبة للموارد. فعلى الهضبة الوسطى والجبلية يسكن قرابة 70% من السكان في حين يسكن السواحل الجنوبية والشرقية حوالي 13%، وسهل تهامة قرابة 12% والهضبة الصحراوية حوالي 6%.[4]   وتبلغ الكثافة السكانية على مستوى اليمن ككل 28 شخصاً لكل كيلو متر مربع بينما يبلغ أعلى معدل لها في مدينة صنعاء  وهو 4385 شخصا لكل كيلو متر مربع، تليها محافظة إب التي تبلغ الكثافة السكانية فيها 299 شخصا لكل كيلو متر مربع، ثم تأتي بعد ذلك محافظة تعز بمعدل 196 شخصا لكل كيلو متر مربع.  وتقل الكثافة كلما اتجه الإنسان شرقاً وجنوباً حيث تبلغ 6 أشخاص لكل كيلو متر مربع في حضرموت ومأرب، و 5 أشخاص لكل كيلو متر مربع في شبوة، و 4 لكل كيلو متر مربع في الجوف، و2  لكل كيلو في المهرة.[5]
وفي حين يتركز حوالي نصف السكان في محافظات تعز، اب، صنعاء، والحديدة، فإن سكان محافظات المهرة، مارب، والجوف مجتمعة لا يصل سوى إلى حوالي 3% من حجم السكان. [6] وفي الوقت الذي يتركز فيه حوالي أربعة أخماس السكان في المحافظات الشمالية  التي تمثل ثلث مساحة البلاد فإن خمس السكان فقط ينتشرون في المحافظات الجنوبية التي تحتل ثلثي مساحة البلاد.
وهناك إختلال كبير في توزيع السكان بالنسبة للموارد. ففي الوقت الذي يتركز فيه معظم سكان البلاد في المرتفعات الجبلية حيث تنعدم الموارد فإن المناطق الغنية بالموارد، وهي المناطق الساحلية والسهول الغربية والجنوبية،  تعاني من إنخفاض كبير في معدل الكثافة السكانية.  وستزداد المشكلة تفاقما بنفاذ المخزن النفطي في البلاد والذي بدأ بالتراجع منذ حوالي الخمس سنوات الأخيرة ويتوقع أن ينفذ في فترة قد لا تتجاوز العشر سنوات القادمة.
وفي حين تمثل قطاعات الأسماك، والخدمات البحرية، والسياحة، القطاعات المستقبلية للإقتصاد اليمني، فإن الملاحظ أن موارد تلك القطاعات تتركز في المناطق الساحلية في جنوب اليمن وغربها وعلي سواحل البحر العربي، وخليج عدن، والبحر الأحمر. لكن معظم السكان يعيشون على قمم الجبال. وتشهد العاصمة صنعاء التي ترتفع عن سطح  البحر بحوالي 2200[7]  متر معدلاً كبيرًا في النمو حيث يقدر سكانها الآن بحوالي 4 مليون نسمة بالرغم من التحذيرات الدولية المتعلقة بنفاذ المخزون المائي في حوض صنعاء.


[1] بالنسبة لمعدل الزيادة السنوية انظر: وليد التميمي، "تزايد النمو السكاني في اليمن بمعدل 700 الف نسمة سنويا"، الأيام، العدد (5491)، 8
[2]  وزارة التخطيط والتعاون الدولي، "إستراتيجية التخفيف من الفقر"، www.mpic-yemen.org/2006/prsp/Arabic/main_page/reports5.html
[3]  المرجع السابق.
[4] وزارة التخطيط والتعاون الدولي، خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة للتخفيف من الفقر 2006-2010، أغسطس 2006، 124
[5] United Nations Development Program (UNDP), An Annex to Government Support Document, 1997, 7
[6]  وزارة التخطيط والتعاون الدولي، "إستراتيجية التخفيف من الفقر"، www.mpic-yemen.org/2006/prsp/Arabic/main_page/reports5.html
[7] وزارة التخطيط والتعاون الدولي، خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة للتخفيف من الفقر 2006-2010، أغسطس 2006، 124